تاريخ كأس أمم أفريقيا من السودان إلى كوت ديفوار

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-04 12:27
صورة تعبيرية لمحطات هامة من تاريخ كأس أمم أفريقيا (twitter/TheAthleticFC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تستعد أفضل المنتخبات في تاريخ كأس أمم أفريقيا لخوض منافسة شرسة، من أجل الفوز بلقب النسخة الـ34 من البطولة، والتي تقام في كوت ديفوار، وكان من المُقرر أن تُقام في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز الماضي، ولكن مخاوف من تقلبات الطقس في البلد المضيف، تسببت في تأجيل البطولة لتُقام في الفترة ما بين 13 يناير/ كانون الثاني و11 فبراير/ شباط.

تعود فكرة إقامة بطولة قارية لكرة القدم تجمع الدول الأفريقية إلى العام 1956، وكانت فكرة مصرية سودانية جنوب أفريقية مشتركة؛ وجاء التفكير في هذه البطولة مصاحبًا لفكرة أخرى، وهي تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وهي الفكرة التي رأت النور في العاصمة السودانية الخرطوم في 8 فبراير/ شباط 1957.

جدول مباريات كأس أمم أفريقيا 2023

في البداية، لم يكن واضحًا ما المدة المقررة لإقامة البطولة بشكل دوري، فأُقِيمَت كيفما اتفق النسخ الأولى في تاريخ كأس أمم أفريقيا في كل من مصر 1959، أثيوبيا 1962، غانا 1963، تونس 1965، إثيوبيا 1968، ولكن بدءًا من بطولة 1970 في السودان، استقر الرأي على إقامتها بشكل دوري كل سنتين.

نجاح مصري في البداية

ودُشِّنت عمليًّا أول نسخة في تاريخ كأس أمم أفريقيا على الملعب البلدي بالخرطوم، وذلك بإقامة أول كأس أمم أفريقية بمشاركة ثلاث دول، هي مصر والسودان وإثيوبيا، وأحرزت مصر اللقب؛ علمًا بأنه تمت دعوة جنوب أفريقيا لخوض أول نسخة من كأس أمم أفريقيا في عام 1957، ولكن سُحِبَت دعوتها لاحقًا نتيجة لقوانين الفصل العنصري.

أكثر المنتخبات تتويجًا بلقب كأس أمم أفريقيا

وفازت مصر على البلد المضيف السودان في المباراة الأولى في تاريخ كأس أمم أفريقيا (2-1)، يوم 10 يناير 1957؛ ثم فازت مصر على إثيوبيا بنتيجة 4-0 في النهائي، لتتوج بأول لقب من "الكان" عام 1957.

متى موعد كأس أمم أفريقيا 2023 وما المنتخبات المتأهلة؟

وأقيمت النسخة الثانية في تاريخ كأس أمم أفريقيا عام 1959، في الجمهورية العربية المتحدة، وهو الاسم الرسمي للكيان المتحد بين جمهوريتي مصر وسوريا من فبراير/ شباط 1958 قبل الانفصال في سبتمبر/ أيلول 1961، واستضافتها القاهرة بمشاركة 3 منتخبات (مصر، السودان وإثيوبيا)، وفاز الفراعنة باللقب الثاني في تاريخهم على حساب السودان، ولُعبت البطولة في شهر مايو/ أيار، وكررت مصر الفوز على إثيوبيا برباعية، وعلى السودان بهدفين لهدف.

ثم استضافت إثيوبيا النسخة الثالثة في تاريخ كأس أمم أفريقيا التي ضمت دولًا جديدة، هي تونس وأوغندا اللتين شاركتا للمرة الأولى؛ ووصل أصحاب الأرض إلى المباراة النهائية أمام المنتخب المصري، وتمكن الإثيوبيون من التعادل بنتيجة 2-2، لتدخل المباراة للمرة الأولى في تاريخ البطولة إلى الحسم عن طريق الوقت الإضافي، وحسمتها إثيوبيا بنتيجة 4-2.

تغييرات كثيرة في نظام البطولة

عرف تاريخ كأس أمم أفريقيا اعتماد أكثر من سبعة أنظمة، إذ شهد عدد الدول المشاركة في البطولة تغييرات كثيرة خلال مشوار البطولة الطويل، فقد أقيمت بطولتا 1957 و1959 بمشاركة ثلاث دول فقط، ثم ارتفع العدد إلى 4 في إثيوبيا 1962.

بعد ذلك، بدأ بريق البطولة في جذب الأنظار، ليرتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 6 عامي 1963 و1965، ثم استقر العدد على 8 منتخبات من نسخة إثيوبيا 1968، وحتى السنغال 1992؛ أمّا في تونس 1994، فارتأى الاتحاد الأفريقي زيادة عدد الدول المشاركة إلى 12 فريقًا، ليعود ويرفع العدد بشكل نهائي إلى 16 منتخبًا في جنوب أفريقيا 1996.

هدافو كأس أمم أفريقيا

ولكن تلك البطولة أقيمت بحضور خمسة عشر فريقًا فقط، بعد انسحاب منتخب نيجيريا بحجة أنّ الأمن ليس متوافرًا في جنوب أفريقيا 1996، واستمر إقامة البطولة بـ16 منتخبًا حتى نسخة 2017، قبل أن يتم زيادة عدد المنتخبات إلى 24 منتخبًا، وأقيمت النسخة الأولى في 2019 بمصر، والكاميرون 2021، وستكون نسخة الكاميرون هي الثالثة التي تعرف مشاركة 24 منتخبًا.

وجرت العادة على إقامة البطولة في دولة واحدة من دول الاتحاد الأفريقي، ولم تشذ عن هذه القاعدة إلا نسختان، أولهما نسخة 2000 التي تقاسمت كل من غانا ونيجيريا شرف تنظيمها.

وجاءت هذه السابقة في تاريخ كأس أمم أفريقيا إثر حمى التنظيم المشترك، والتي اجتاحت العالم آنذاك، حيث نُظِّمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لنفس العام في بلجيكا وهولندا، وكان قد تقرر أيضًا إقامة كأس العالم للعام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كما أُقِيمت النسخة الـ28 من البطولة في غينيا الاستوائية والغابون عام 2012.

غياب عربي عن منصات التتويج

واستعصت البطولة على عرب أفريقيا، إذ بعد فوز مصر بنسختي 1957 و1959، وما بينهما تتويج إثيوبيا بلقب 1962، غابت المنتخبات العربية عن منصات التتويج في أمم أفريقيا في سبع نسخ متتالية، عدا نسختين فقط عرفتا تتويج السودان والمغرب باللقب.

وأقيمت البطولة لأول مرة في غرب أفريقيا، بعدما أقيمت في الشرق والشمال، واستضافت غانا النسخة الرابعة من البطولة، ونجح منتخب البلاك ستارز في الفوز (3-0) على السودان في المباراة النهائية التي استضافتها العاصمة الغانية أكرا.

وفي البطولة الخامسة عام 1965 بتونس، نجحت غانا في الدفاع عن لقبها بفوزها (3-1) على منتخب الدولة المضيفة، بعد وقت إضافي، وضم الفريق الفائز لاعبين اثنين فقط ممن فازوا بلقب نسخة 1963، وفي عام 1970، استضاف السودان البطولة السابعة، ووصلت غانا إلى المباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي، ولكنها خسرت أمام السودان الذي أحرز اللقب الأول والوحيد له في تاريخ كأس أمم أفريقيا.

غانا تفوز بأمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخها

وفي عام 1972، أقيمت البطولة الثامنة في الكاميرون، ووصل أصحاب الأرض إلى المربع الذهبي، ولكن رغم كل التوقعات، حدثت المفاجأة بخسارة الكاميرون أمام الكونغو برازافيل، التي فازت باللقب بعد التغلب أيضًا (3-2) على مالي في النهائي.

مجموعات كأس أمم أفريقيا 2024 وجدول المباريات حتى النهائي

أمّا بطولة 1974، فأقيمت في مصر وفازت بها زائير (الكونغو الديمقراطية حاليًّا)، وسجّل فيها اللاعب بيير نداي تسعة أهداف، ليتوج هدافًا للبطولة ويقود منتخب بلاده إلى الفوز باللقب؛ وفي نهاية فبراير/ شباط من العام ذاته، عادت البطولة إلى إثيوبيا من جديد، وأقيمت المراحل النهائية للمرة الأولى بنظام الدوري بين الفرق الأربعة المتصدرة لمجموعتي البطولة، وتوج منتخب المغرب بالبطولة، بعد فوزه على مصر ونيجيريا وتعادله مع غينيا.

أنفوغراف أغلى تشكيلة في كأس أمم أفريقيا 2023

وفي عام 1978، أقيمت النسخة الحادية عشرة من البطولة في غانا، وفاز أصحاب الأرض (النجوم السوداء) على أوغندا في النهائي، لتكون غانا بذلك أول دولة تفوز باللقب ثلاث مرات، وتحتفظ بالكأس إلى الأبد. وحصل الأوغندي أموندا على لقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف أيضًا.

نيجيريا تُدوِّن اسمها في سجلات تاريخ كأس أمم أفريقيا

دوّنت نيجيريا اسمها للمرّة الأولى في سجل البطولة عام 1980، بعد تأييد منقطع النظير من جمهورها، حيث بلغ معدل الحضور 80 ألفًا في كل مباراة كانت فيها طرفًا. وبقيادة المهاجم سيجون أوديجبامي، تغلّبت نيجيريا على الجزائر في النهائي (3-0)، وحلّ المغرب ثالثًا بتغلّبه على مصر (2-0).

وعاش نجوم الجزائر ليلة سيئة عشية مباراة الحسم، حيث انتقل لاعبو محاربي الصحراء من إبادان التي خاضوا فيها كل مبارياتهم، إلى لاغوس التي تبعد 130 كيلومترًا، لكن الرحلة المقدر وقتها عادة بساعتين استغرقت ثلاثة أضعاف وقتها الافتراضي، بسبب عطل في محرّك حافلة "الخضر"، أجبرهم على البقاء لفترة في الأدغال، ثم انتظروا طويلاً في الفندق للحصول على غرف شاغرة.

تتويج نيجيريا بكأس أمم أفريقيا

وأقيمت بطولة عام 1982 في ليبيا، وتوّجت فيها غانا بطلة للمرة الرابعة بفوزها على منتخب البلد المضيف بركلات الترجيح (7-6) بعد التعادل (1-1)؛ وفي طريقها إلى اللقب، تغلبت غانا على الجزائر في مباراة صاخبة (3-2)، بعد التمديد بنصف النهائي في بنغازي.

أسود الكاميرون تزأر في كوت ديفوار

نسخة 1984 كانت الرابعة عشرة في تاريخ كأس أمم أفريقيا، ولم تشهد هذه الدورة الحضور المنتظر من دول شمال أفريقيا، حيث لم يشارك سوى منتخبي مصر والجزائر.

واستضافت كوت ديفوار البطولة التي كان من أهم مفاجآتها خروج غانا مبكرًا، وأيضًا خسارة المنتخب المصري أمام نظيره النيجيري بضربات الترجيح في نصف النهائي، بعد أن كان المصريون متقدمين بهدفين نظيفين، ثم نجحت نيجيريا في التعادل، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح.

وفي النهائي التقت الكاميرون ونيجيريا وانتهت المباراة بفوز المنتخب الكاميروني (2-0)، ليتوجوا بأول لقب أفريقي لهم، بينما فازت الجزائر (3-1) على مصر في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

عودة مصرية بعد 27 عامًا

بعدما طال انتظار المصريين فترة مدتها 27 سنة، لم يفوتوا هذه المرة الفرصة أمام جمهورهم، وكانت البداية متعثرة بهزيمة غير متوقعة (0-1) أمام منتخب السنغال، قبل الفوز (2-0) على منتخب موزمبيق المتواضع، ثم على منتخب كوت ديفوار بالنتيجة نفسها على استاد القاهرة الدولي.

ولم يكن طريق منتخب مصر مفروشًا بالورود من أجل الظفر باللقب؛ إذ واجه في نصف النهائي منتخب المغرب، حيث انتظر أصحاب الأرض حتى الدقيقة (78) التي شهدت حصول مصر على ضربة حرة مباشرة، لترتفع صيحات الجماهير مطالبة بتقدم طاهر أبوزيد الذي انبرى للكرة وأسكنها المرمى، ليعيش استاد القاهرة حالة هيستريا استمرت حتى انتهاء المباراة.

مصر والكاميرون في نهائي 1986

احتفلت الجماهير المصرية كأنها فازت بالبطولة، في الوقت الذي كانت فيه أسود الكاميرون تشق طريقها للدور النهائي للدفاع عن اللقب الغالي، بالفوز على أفيال كوت ديفوار بهدف نظيف حمل توقيع روجيه ميلا. 

وفي اللقاء النهائي، لم تُحسَم النتيجة إلا بلجوء المنتخبين الكاميروني والمصري للضربات الترجيحية، حيث أهدر كانا بييك ركلته، لتنتهي المباراة بفوز أصحاب الأرض بركلات الترجيح (5-4).

نجاح عربي متقطع

وبعد تنظيم مصر نسخة 1986، استضافت المملكة المغربية نسخة 1998، ونجح منتخبها في الوصول إلى الدور نصف النهائي، بقيادة الجيل الذي ضم نخبة من أفضل لاعبي كرة القدم المغربية، مثل الحارس بادو الزاكي وعزيز بودربالة وتيمومي، كما وصل الجزائريون إلى المربع الذهبي.

إنفوغراف - المدربين العرب في نسخة كوت ديفوار

لكن نيجيريا أطاحت بالجزائر في نصف النهائي بضربات الترجيح، وتغلبت الكاميرون على المغرب بهدف ماكاناكي، وتمكن منتخب الكاميرون من الفوز على نيجيريا بثاني بطولة في تاريخه، بفضل إيمانويل كوندي الذي أحرز هدف المباراة الوحيد من ضربة جزاء.

وفي عام 1990، استضافت الجزائر النسخة رقم 17، وتوج أصحاب الأرض باللقب القاري الأول في تاريخهم، بعد فوزهم على نيجيريا في النهائي الذي أقيم بتاريخ 16 مارس/ آذار، واحتلت زامبيا المركز الثالث على حساب السنغال.

وفي بطولة 1992، التي أقيمت في السنغال وشارك بها 12 منتخبًا، تمكن منتخب كوت ديفوار من إحراز لقب البطولة بعد التغلب على غانا بضربات الجزاء الترجيحية 11-10، في واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كأس أمم أفريقيا.

هل تكسر كوت ديفوار لعنة صاحب الأرض في كأس أمم أفريقيا 2023؟

وفي 1994، استضافت أراضي الأطلس النسخة الـ19، وودّع منتخب تونس البطولة مبكرًا بعد الخسارة أمام مالي في مباراة الافتتاح والتعادل مع زائير.

وحقق منتخب زامبيا مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية أمام نيجيريا، لكنه خسر بهدفين لهدف؛ وفي جنوب أفريقيا 1996، كان منتخب البافانا بافانا على موعد مع أول كأس أفريقية يفوز بها في تاريخه، بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب التونسي بهدفي مارك ويليامز.

واستضافت بوركينا فاسو بطولة أمم أفريقيا 1998، بمشاركة 16 منتخبًا، وكانت كل التوقعات تتجه لصالح حامل اللقب المنتخب الجنوب أفريقي، وكان المنتخب المصري بقيادة المدرب محمود الجوهري بعيدًا عن ترشيحات الفوز؛ ولكنه بقيادة حسام حسن وأحمد حسن تأهل إلى النهائي لملاقاة جنوب أفريقيا؛ وفازت مصر في المباراة النهائية بهدفين مقابل لا شيء، أحرزهما أحمد حسن وطارق مصطفى؛ وبات محمود الجوهري بهذه النتيجة أول من يفوز باللقب الأفريقي لاعبًا ومدربًا.

تفوق عربي ومصري في الألفيّة الجديدة

أقيمت نسخة عام 2000 في غانا ونيجيريا بمشاركة 16 منتخبًا، وتأهل المنتخب المصري حامل اللقب إلى ربع النهائي بثلاثة انتصارات في الدور الأول، ولكنه خسر ضد تونس في ربع النهائي بهدف خالد بدرة؛ وأحرز المنتخب الكاميروني أول بطولة في الألفية الجديدة بعد مواجهة قوية مع نيجيريا صاحبة الأرض، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل (2-2) لكل فريق، قبل أن تحسم الكاميرون المباراة بفوزها بركلات الترجيح (4-3).

وفي عام 2002، حافظت الكاميرون على اللقب في البطولة التي أقيمت في مالي، وفازت الأسود على السنغال بركلات الترجيح (3-2)، بعد التعادل من دون أهداف؛ وفي 2004 استضافت تونس البطولة وتوجت باللقب للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها، بعد الفوز (2-1) على المغرب في المباراة النهائية.

ثلاثية مصرية تاريخية بين 2006 و2010

أحرزت مصر ثلاثية متتالية تاريخية في كأس أمم أفريقيا بين 2006 و2010، بقيادة "المعلّم" حسن شحاتة، وضعتها على قمة القارة من دون منازع برصيد سبعة ألقاب.

واستضافت مصر في عام 2006 النهائيات القارية للمرة الرابعة بعد أعوام 1959 و1974 و1986، ونجحت في تحقيق إنجاز تاريخي بإحرازها اللقب للمرة الخامسة، لتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع غانا والكاميرون.

كما نجح المدرّب المصري حسن شحاتة، بديل الإيطالي ماركو تارديلي المقال إثر الفشل في التأهل لمونديال 2006، في قيادة منتخب بلاده لحصد اللقب القاري الذي عجز عن إحرازه كلاعب عندما خرج من دور الأربعة في دورات 1974 في مصر بالذات، و1976 في إثيوبيا، و1978 في غانا، و1980 في نيجيريا.

ثم استضافت غانا عام 2008 النهائيات القارية للمرّة الرابعة، حيث كانت تأمل إحراز اللقب الخامس، بيد أنها فشلت في ذلك أمام تألق فرعوني جديد، حيث نجح المنتخب المصري في تحقيق الإنجاز، بإحرازه اللقب الثاني تواليًا والسادس في تاريخه.

ويدين الفراعنة بفوزهم إلى نجم الأهلي السابق محمد أبو تريكة، الذي سجّل هدف الفوز في المباراة النهائية أمام الكاميرون، مكرّرًا إنجازه في النسخة السابقة، عندما سدّد ركلة ترجيح منحت الفراعنة اللقب على حساب ساحل العاج.

وبات "المعلّم" حسن شحاتة أوّل مدرّب مصري يقود منتخب بلاده إلى لقبين قاريين متتاليين، وأوّل مدرّب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ الغاني تشارلز غيامفي، الذي قاد منتخب بلاده إلى التتويج بلقبي 1963 و1965.

ثم كتب المنتخب المصري تاريخًا جديدًا لكأس أمم أفريقيا، عندما توّج بلقبه الثالث تواليًا والسابع في تاريخه، بتغلّبه (1-0) على غانا في المباراة النهائية لنسخة 2010 التي أقيمت للمرة الأولى في أنغولا.

غياب عربي وفشل مصري

ولم تشارك مصر في 3 نسخ متتالية، بعد الفوز بـ3 ألقاب متتالية، حيث غابت عن نسخ 2012 و2013 و2015، وفي تلك النسخ الثلاث أيضًا لم يتمكن أيّ منتخب عربي من الوصول إلى نهائي تلك النسخ، أو حتى مباريات تحديد المركز الثالث والرابع.

ففي عام 2012، أقيمت النسخة رقم 28 في غينيا الاستوائية والغابون، ونالت زامبيا اللقب للمرة الأولى في تاريخها، بعد الفوز على كوت ديفوار بركلات الترجيح (8-7)، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

ثم أقيمت البطولة بعد عام واحد فقط في جنوب أفريقيا، من أجل إقامة البطولة في السنوات الفردية عوضًا عن الزوجية، ونالت نيجيريا اللقب الثالث في تاريخها بعد الفوز (1-0) على بوركينا فاسو؛ وبعد عامين عادت غينيا الاستوائية لاستضافة البطولة من جديد، حيث أقيمت النسخة رقم 30 في عام 2015، ونالت كوت ديفوار اللقب بعد 23 عامًا من الفشل، وبعد خسارة نهائي نسختي 2006 و2012 بركلات الترجيح، حيث فاز الفيلة باللقب بعد تفوقهم على غانا بركلات الترجيح (9-8)، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل (0-0)

فشل مصري ونجاح جزائري

عادت مصر -البطل التاريخي للبطولة بـ7 ألقاب- للمشاركة في النهائيات بعد غياب سبع سنوات، وذلك في نسخة الغابون نسخة 2017، حيث فازت الكاميرون باللقب الخامس في تاريخها بعد الفوز (2-1) على مصر في المباراة النهائية، وفي عام 2019 استضاف أبناء النيل البطولة من جديد، حيث فازت الجزائر باللقب للمرة الثانية في تاريخها، بينما أقصي أصحاب الأرض من دور الـ16 على يد جنوب أفريقيا (1-0).

وفازت الجزائر بكأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخها بعد 1990، إثر تغلبها على السنغال في استاد القاهرة الدولي بهدف نظيف سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية، ليسطع نجم "الخضر" مجددًا في سماء القارة السمراء.

وبات جمال بلماضي المدرب المحلي الحادي عشر الذي يحرز اللقب القاري لينضم إلى قائمة تضم مواطنه عبد الحميد كرمالي (1990)، والمصريين محمود الجوهري (1998)، وحسن شحاتة (2006 و2008 و2010).

واستمر الحظ العاثر للفراعنة في أمم أفريقيا 2021، والتي أقيمت في الكاميرون، ولكنها لُعبت في عام 2022 بسبب جائحة كورونا، وعرفت النسخة الـ33، تتويج السنغال بأول لقب قاري في تاريخها، لتعوض خيبتي أمل 2002 و2019، عندما خسرت في النهائيين.

وتوجت السنغال بلقب نسخة 2021 إثر فوزها على مصر بركلات الترجيح (4-2)، بعد مباراة قوية انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل (0-0)، بعد محاولات شرسة من أسود التيرانغا تألق الدفاع المصري بجانب الحارس محمد أبو جبل في التصدي لها.

منتخبات شمال أفريقيا الأكثر تتويجًا باللقب القاري

تُعَدّ منتخبات شمال إفريقيا الأكثر حصدًا للقب في تاريخ كأس أمم أفريقيا (11 لقبًا)، حيث نالت مصر نصيب الأسد (7 ألقاب) والجزائر (لقبين) مع لقب واحد لكل من المغرب وتونس.

وتأتي منتخبات غرب أفريقيا في المركز الثاني برصيد 9 ألقاب، بواقع (4 لغانا) و (3 لنيجيريا) و (2 لكوت ديفوار)، أما منتخبات وسط القارة فقد حصدت 8 ألقاب، منها 5 للكاميرون و2 للكونغو الديمقراطية ولقب واحد للكونغو، ومثله للسنغال في عام 2022.

أما منتخبات شرقي القارة، فقد فازت بلقبين بواقع واحد للسودان وآخر ذهب إلى إثيوبيا، في حين فازت منتخبات جنوب القارة بلقبين واحد لجنوب إفريقيا والآخر لزامبيا.

كأس أمم أفريقيا.. سجّل الفائزين عبر التاريخ

البطل التاريخي لكأس أمم أفريقيا هو منتخب مصر، الذي حمل الكأس في 7 مناسباتٍ سابقة، ويأتي خلفه منتخب الكاميرون بخمسة ألقاب.

ثالث أكثر المنتخبات فوزًا بالبطولة هو غانا بأربعة كؤوس، ويليه نيجيريا بثلاثة، ثم الجزائر وكوت ديفوار والكونغو الديموقراطية بلقبين لكل منها، أما المنتخبات العربية الأخرى الفائزة بكأس الأمم الأفريقية، فهي تونس والسودان والمغرب بلقبٍ لكلٍ منها.

المنتخبات الفائزة بكأس أمم أفريقيا 

المنتخبالبطلالوصيف
مصر7(1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008، 2010)4(1963، 1970، 2017، 2021)
الكاميرون5(1984، 1988، 2000، 2002، 2017)2(1986، 2008)
غانا4(1963، 1965، 1978، 1982)5(1968، 1970، 1992، 2010، 2015)
نيجيريا3(1980، 1994، 2013)4(1984، 1988، 1990، 2000)
كوت ديفوار2(1992، 2015)2(2006، 2012)
الجزائر2(1990، 2019)1(1980)
الكونغو الديموقراطية2(1968، 1974)-
زامبيا1(2012)2(1974، 1994)
تونس1(2004)2(1965، 1996)
السودان1(1970)2(1959، 1963)
السنغال1(2021)2(2002، 2019)
إثيوبيا1(1962)1(1957)
المغرب1(1976)1(2004)
جنوب أفريقيا1(1996)1(1998)
الكونغو1(1972)-
مالي-1(1972)
بوركينا فاسو-1(2013)
أوغندا-1(1978)
غينيا-1(1976)
ليبيا-1(1982)
 
شارك: