وداعًا نجم الأمير البحراوي محمد ميرغني

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-18 12:14
الراحل محمد ميرغني.. أحد أساطير الكرة السودانية (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

شيّعت الجماهير السودانية -رغم الحرب- بمدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة بوسط السودان، نهار الثلاثاء 12 ديسمبر/ كانون الأول، المطرب السوداني الكبير محمد ميرغني، عن عمر ناهز الـ78 عامًا، والذي حدثت وفاته بمستشفى الشرطة بمدينة ود مدني.

ما لا يعلمه الكثير من السودانيين ومعجبي المطرب محمد ميرغني داخل السودان وخارجه، أنه لم يكن موسيقيًّا ومغنيًّا بارعًا فقط، لكنه كان لاعبًا متميزًا بنادي الأمير البحراوي لكرة القدم بالعاصمة السودانية، أيضًا لا يعلم كثيرون أنّ اسم "محمد ميرغني" كان اسمًا فنّيًّا وليس اسمه بالميلاد.

وُلد المبدع السوداني الراحل متعدد المواهب ميرغني محمد ابنعوف مجذوب "محمد ميرغني" في حي السيد المكي بمدينة أم درمان عام 1945، ثم انتقلت الأسرة بعد ولادته مباشرة لمدينة بحري، عشق الأستاذ، محمد ميرغني السرمدي، والذي لعب بروابط الناشئين، وظهرت موهبته الكروية بها مبكرًا، لينضم لاحقًا لنادي الأمير البحراوي بالدرجة الثالثة في عام 1961.

تأسس نادي الأمير البحراوي بمدينة بحري عام 1948، واُعْتُرِف به من قبل اتحاد كرة القدم السوداني في العام 1952. كان النادي متميزًا ضمن أندية الدرجة الثالثة، وكان يفرّخ النجوم للأندية الكبرى بجانب فرق مدينة بحري الأخرى، التحرير والكوكب وكوبر و شمبات.

ظلّ “الأمير” يقاتل بجسارة في المستطيل الأخضر للصعود للدرجة الثانية، حتى تمكن من تحقيق ذلك. وفي عام 1961 تحقق الانتصار التاريخي الذي ينتظره الجمهور الرياضي لمدينة بحري بصعود “الأمير” للدرجة الأولى، على يد كابتن محمد ميرغني، وزملائه زرقان وصهره عبدالقادر أشولي وحاج غريب والحارس المتميز إدوارد منير.

بعد موسم من صعود “الأمير” إلى الدرجة الأولى، حدث خلاف شهير بين المدرب الإنجليزي بيتر وبين نجوم “الأمير”، وعلى رأسهم كابتن محمد ميرغني نجم النادي في خانة الجناح اليمين، والذي ساهم في صعود النادي للدرجة الأولى بسبب تحامل المدرب الإنجليزي غير المُبرّر على اللاعبين آنذاك، وعلى أداء الكابتن حاج غريب. أحدث ذلك الخلاف هزة كبرى في النادي، بعد أن رفض اللاعبون الحضور للتمارين تضامنًا مع كابتن حاج غريب، ما أدى إلى هبوط النادي للدرجة الثانية. 

في تصريح حصري لمنصة Winwin يقول بكري الابن البكر لكابتن محمد ميرغني، الذي لعب لأشبال الموردة ثم بنادي الشعب، قبل هجرته إلى سويسرا في بداية تسعينات القرن الماضي: "نحن من أعرق الأسر الرياضية بمدينة بحري، ونادي الأمير هو نادي الأسرة، معظم أفراد الأسرة لعبوا في صفوف النادي وكانوا نجومًا فيه، وعلى رأسهم والدي الراحل، وخالي أيقونة نادي الأمير البحراوي عبدالقادر أشولي، والمرحوم حبيب حاج بشير الذي لعب للأمير ثم انتقل إلى اللعب بنادي الأملاك، وتدرج حتى أصبح سكرتيرًا للنادي، أيضًا صهرنا المرحوم إبراهيم عمر وكابتن الهلال والفريق القومي مؤخرًا هيثم مصطفى، وأخيرًا شقيقي الأصغر وليد الذي لعب لنادي المريخ العاصمي أولاً ثم نادي التحرير، قبل أن يعود إلى اللعب في صفوف نادي الأسرة "الأمير البحراوي”. 

يستطرد بكري الابن البكر للكابتن محمد ميرغني: "والدي كان يعشق الأمير البحراوي، ولم تنقطع علاقته به حتى رحيله، فبعد اعتزاله في العام 1965، أصبح مدربًا وإداريًّا بالنادي، وساهم في انتقال عديد اللاعبين من”الأمير” إلى فريق الهلال أحد طرفي القمة، أمثال عصام مصطفى الشهير بعمو، وكمبا وعبده سرور وكثيرين”.

اُكْتُشِف المطرب محمد ميرغني داخل أسوار ملعب الأمير البحراوي، فبعد المباريات كان اللاعبون يجلسون في أمسيات سمر يتخللها الغناء، وكان نجم النادي صاحب الصوت الرخيم الأستاذ محمد ميرغني هو نجم تلك الجلسات، الأمر الذي دفع الإداري كامل صالح رئيس نادي الأمير البحراوي آنذاك لتشجيعه وترتيب التحاقه بالإذاعة السودانية لإجازة صوته، وفق معايير تدشين المطربين في ذلك الزمان. منذ ذلك الوقت تحوّل نجم نادي الأمير البحراوي إلى نجم في عالم الفن السوداني، وعشقت الجماهير صوته العذب، كما عشقت أداءه الساحر في ميادين الكرة.

شارك: