هل يهم حقًا أن تتصدر في البوكسينغ داي؟

2021-12-26 17:13
مانشستر سيتي من تتويجه بالدوري الإنجليزي الممتاز 2021 (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سينهي حامل اللقب مانشستر سيتي جولة "البوكسيغ داي" في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، متصدرًا الجدول بطبيعة الحال بالنظر إلى فارق 3 نقاط الذي يفصله عن المطارد ليفربول، لكن هل من المهم إنهاء هذه الجولة –الاستثنائية- في الصدارة مقارنة بما ستؤول إليه الأمور في نهاية الموسم؟


أين ينهي متصدر جولة "البوكسينغ داي" الموسم في البريميرليغ؟


53% فقط من الفرق التي تصدرّت جولة "البوكسينغ داي" في أواخر ديسمبر، أنهت الموسم بطلة للدوري الإنجليزي الممتاز في منتصف مايو/ أيار، ما يضعنا أمام انتصاف الفرص بالنسبة لمانشستر سيتي ومدى قدرته على الحفاظ على مركزه الأول.


منذ تدشين مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" بنظامها الجديد الثوري موسم 1992-1993، حصد اللقب في نهاية المطاف 15 فريقا من أصل 28 ممن تصدروا الجدول في جولة "البوكسينغ داي"، وفشل 13 فريقا في الاستمرار بالصدارة.

ماذا يقول التاريخ القريب عن استمرارية بطل "البوكسينغ داي"؟


بالعودة إلى آخر 3 مواسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن بطل الشتاء أو المتصدر في جولة "البوكسينغ داي" فشل مرتين في إنهاء الموسم بطلًا للمسابقة، في كلتا المناسبتين كان ليفربول هو الضحية.


موسم 2018-2019 كان ليفربول متصدرًا لمرحلة الشتاء بفارق 4 نقاط، وفي موسم 2020-2021 تصدّر أيضًا لكن بفارق أكبر (5 نقاط). المخيّب أن مانشستر سيتي استطاع اللحاق بالريدز والتفوق عليه في نهاية الموسمين ليحصد اللقب.
 

ليفربول وتاريخ "سيئ" مع جولة البوكسينغ داي


فريق ليفربول استطاع إنهاء جولة "البوكسينغ داي" متصدرًا للائحة الدوري الإنجليزي الممتاز في 6 مناسبات، بيد أنه فقد تقدّمه 5 مرات ونجح في موسم واحد، هو موسم التتويج الذي طال انتظاره 2019-2020.
 

فريق ليفربول الفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز 2019-2020
فريق ليفربول الفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز 2019-2020 من غرف خلع ملابس النادي (Getty)


مانشستر يونايتد "الثبات" في البوكسينغ داي


فقط العملاق وحامل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالبريميرليغ، مانشستر يونايتد، هو الفريق الوحيد الذي أنهى جولة "البوكسينغ داي" متصدرًا للدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من ليفربول، فعلها في 7 مناسبات مقابل 6 للريدز.


الرقم المثير للإعجاب أن مانشستر يونايتد حقق نسبة ثبات 100% بإحرازه اللقب في المناسبات السبع جميعها بنهاية الموسم، كان آخرها في 2012-2013 عندما رفع "الشياطين الحمر" درع البريميرليغ لآخر مرة بقيادة المدرب الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون.
 

تتويج مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي موسم 2012-2013
تتويج مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي موسم 2012-2013 (Getty)

تشيلسي ومانشستر سيتي "متفوقان" أيضًا في البوكسينغ داي


حقق تشيلسي ومانشستر سيتي نسبة ثبات 100% أيضًا كحال مانشستر يونايتد، لكن بأرقام أقل بكل تأكيد، فحصد تشيلسي اللقب في النهاية بعد أن كان بطلًا للشتاء في 5 مناسبات، آخرها مع المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي 2016-2017.


أما مانشستر سيتي فلا مجال للحديث عن أي إنجازات أو أرقام قياسية حققها النادي من دون ذكر اسم المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي حمل درع البريميرليغ مرتين حينما أنهى جولة "البوكسينغ داي" متصدرًا، ولم يعرف طريق الفشل.

هل يمكن لليفربول الاستمرار في منافسة مانشستر سيتي إلى الرمق الأخير؟


تعتمد مدى استمرارية ليفربول في المنافسة على بضعة لاعبين أساسيين، منهم فيرجيل فان دايك وساديو ماني ومحمد صلاح على سبيل المثال، هذا الأخير استطاع المساهمة في التهديف سواء بالصناعة أو التسجيل في 16 مباراة متتالية هذا الموسم، قبل أن يتوقف أمام توتنهام بالجولة الماضية.


فشل المصري محمد صلاح في معادلة أو تجاوز رقم الأسطورة آلان شيرار الذي حققه موسم 1993-1994 مع بلاكبرن روفرز، بوصفه اللاعب الوحيد في تاريخ البريميرليغ الذي أسهم تهديفيًا في كل مباريات فريقه بالنصف الأول من الموسم (19 مباراة متتالية). وقد توقف صلاح عند 16 مباراة.


قد تكون مباراة توتنهام المسمار الأول في جسد محمد صلاح وليفربول هذا الموسم بالبريميرليغ، فالملك المصري يستعد للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، ما يعني أنه سيغيب 4 مباريات عن ليفربول على أقل تقدير، وإذا ما تقدّمت مصر في الأدوار الإقصائية سيرتفع عدد المباريات تباعًا، وقد يصل إلى 8 مباريات حال وصل الفراعنة إلى النهائي.


وحتّى مع إنهاء محمد صلاح مشاركته مع منتخب مصر، فإنه سيخضع إلى العزل الذاتي لأسبوع واحد أقله عند العودة إلى ليفربول استنادًا إلى بروتوكول فيروس كورونا المعمول به في المملكة المتحدة، هذه الفترة التي سيغيبها صلاح قد تعصف بموسم النادي تمامًا، إذا ما علمت أن السنغالي ساديو ماني سيغيب أيضًا.



على النقيض.. مانشستر سيتي يتوهج


مع إسدال الستار على عام 2021 فإن مانشستر سيتي أنجز رقمين قياسين، أولهما أنه أصبح أكثر نادٍ يحقق انتصارات في عام تقويمي واحد بواقع (34 انتصارًا)، وكسر تابوت الرقم السابق الذي احتفظ به ليفربول لمدة 40 عامًا.


كما أن فريق بيب غوارديولا بات الأكثر تهديفًا في عام تقويمي واحد بتسجيله 106 أهداف في عام 2021. المدهش أن الرقم القياسي السابق كان مسجلًا باسم مانشستر سيتي أيضًا (100 هدف) في موسم 2017-2018، أي إن الفريق السماوي ينافس نفسه.


لن يفتقد مانشستر سيتي خدمات لاعبه الجزائري رياض محرز بالنظر إلى أن اللاعب ليس قطعة أساسية في تشكيلة المدرب بيب غوارديولا، والأهم أن سيتي يمتلك ترسانة نجوم كبيرة في خط المقدمة، تستطيع  تجاوز غياب محرز في أثناء مشاركته بكأس أمم إفريقيا.


شارك: