صلاح وليفربول.. وبدأت حرب العلامات التجارية!

2021-09-09 00:18
محمد صلاح وليونيل ميسي من مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عند انتقال كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس صيف عام 2018 انخفضت قيمة العلامة التجارية للنادي الملكي بنحو 19% وفي المقابل شهدت أسهم اليوفي ارتفاعًا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الإيطالية ككل بالنظر إلى قيمة اللاعب البرتغالي على جميع الأصعدة. في الوقت الحالي نعيش ظروفًا مشابهة بعد أن فقدت الليغا الإسبانية نجمًا يضاهي –وقد يتفوق- على رونالدو من حيث القيمة التجارية والتسويقية والرياضية، إنه الأرجنتيني ليونيل ميسي.


انخفاض في قيمة علامة برشلونة التجارية بعد رحيل ميسي


طبقًا لتقرير من شبكة "Brand Finance" المختصة في دراسة العلامات التجارية، فإن قيمة العلامة التجارية لبرشلونة من المرجّح أن تنخفض بمقدار 11% لتسجّل خسائر بنحو 137 مليون يورو في السنة المالية الحالية بعد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وقد تتراجع من المرتبة الثانية حاليًا في لائحة الأندية الأوروبية إلى السادسة أو السابعة.


يحلل السيد هوغو هينسلي وهو رئيس قطاع الرياضة في شبكة المذكورة، مسألة انتقال ميسي إلى باريس سان جيرمان قائلًا: "لطالما ظل ليو رمزًا مرادفًا لكلمة برشلونة طيلة 15 عامًا، لقد سمحت قيمته لبرشلونة بالتعاقد مع أفضل اللاعبين والمدربين والفوز بأغلى الصفقات التجارية. أعتقد أن باريس تعاقد معه لنفس السبب، فهو عامل جاذب للرعاة والاستثمارات والعقود الخيالية".


ولتوضيح مدى قيمة ليونيل ميسي، فإن عدد متابعي اللاعب عبر منصة "إنستغرام" بلغ 240 مليون شخص، أكثر من ضعف عدد المتابعين في حساب برشلونة الرسمي البالغ 99 مليونا فقط، ويشير تقرير من "إل بايس" الإسبانية إلى أن مقدار مبيعات قمصان ميسي حققت 200 مليون يورو منذ 2013، حصيلة الأسد (85%) تذهب إلى الشركة المصنّعة "نايكي" ما يعني أن انخفاض مشتريات قمصان اللاعب فيما بعد سيجبر "نايكي" على تعديل عقدها مع برشلونة ربما إلى النصف لتدارك خسائرها.

ما معنى قيمة العلامة التجارية في كرة القدم؟


تشرح منصّة "Qualtrics""qualtrics" الأمريكية بأنه عندما تريد إحدى المؤسسات استخدام اسم نادٍ مُعيّن في عمليات الترويج والشراكة على سبيل المثال، فإن مقدار ما ستدفعه تلك المؤسسة للنادي مقابل استعارة الاسم هو ما يسمى بقيمة "العلامة التجارية".


هناك في ليفربول.. الأمور ليست على ما يرام بين محمد صلاح والنادي


قبل عام تقريبًا التهبت الصحف الموالية لليفربول الإنجليزي من تصريحات لاعب الفريق محمد صلاح إلى يومية "آس" الإسبانية حول عدم ممانعته الانتقال إلى أحد العملاقين ريال مدريد أو برشلونة، وتهربه من الإجابة عن الفترة التي سيقضيها في النادي السكاوزي.
 


وما سكب مزيدًا من البنزين على النار منح المدرب يورغن كلوب شارة القيادة في ختام دور المجموعات لدوري الأبطال أمام ميتلاند إلى ألكسندر أرنولد الأمر الذي أغضب صلاح والذي لم يستطع كتمانه ليخرج علانية متحدثًا حيال المسألة، ثم صرّح كلوب بأن المسدد الأول لركلات الجزاء هو جيمس ميلنر وليس أحد سواه، بينما في هذا التوقيت كان صلاح قد نجح في تسجيل 7 ركلات من أصل 7 في موسم 2020-2021.


فقدان اللاعب جائزة هداف الدوري الإنجليزي لصالح هاري كين، وخروجه من ترشيحات جائزة لاعب الموسم بمختلف الجهات الصادرة لها، إضافة إلى انخفاض أسهمه في المنافسة على جائزة أفضل لاعب إفريقي وخروج ليفربول بموسم صفري.. كل هذه عوامل قد تلقي بالفرعون المصري خارج أسوار أنفيلد لاستعادة الجوائز الفردية ومنصات التتويج، خاصة أن الفرصة باتت سانحة بعد خروج ميسي ورونالدو من إسبانيا.
 


ليفربول يتخوّف من تكرار سيناريو ميسي ورونالدو مع صلاح


يمكن ربط الأحداث ببعضها رغم التباعد الزمني بينها، فتصريحات صلاح وردود كلوب قبل عام، قد تكون عاملًا حاسمًا في رحيل اللاعب الصيف المقبل خاصة أنه يتبقى موسمان فقط في عقده مع ليفربول.


بطبيعة الحال سيبحث برشلونة عن معوّض لميسي، وكذلك ريال مدريد سيتبضّع من لائحة أفضل اللاعبين في أوروبا والتي تضم في سطورها اسم محمد صلاح.. النجم المصري بالفعل على أجندة برشلونة وريال مدريد من دون أدنى شك وهذا أمر يؤرق ليفربول كثيرًا.


لأن صلاح نجمًا من الطراز العالمي.. علامة ليفربول في خطر


ما حدث مع رونالدو وميسي من المحتمل أن يكون له صدى واسع لدى صنّاع القرار في ملعب أنفيلد، جرس إنذار ودرس مجّاني يمكن أن يستنبطوه مما آلت إليه الأمور التجارية لريال مدريد وما سيحدث لبرشلونة جرّاء فقدان نجم الفريق.


في قائمة شبكة "ESPN" الأمريكية عن أشهر رياضييّ العالم عام 2020، حلّ صلاح في المرتبة الـ30 متفوقًا على أسماء رنّانة مثل تايسون فيوري وزلاتان إبراهيموفيتش وتوم برادي ودينوتاي وإيلدر، بينما في قائمة مجلة "فوربس" الأمريكية الشهيرة لعام 2021 جاء في المرتبة الـ36 من حيث أعلى الرياضيين دخلًا بواقع 30 مليون يورو سنويًا منهم 14 مليون من الرعاة والإعلانات التجارية.

يمتلك صلاح نحو 80 مليون متابع عبر المنصات الاجتماعية المختلفة، ما يجعله أحد اللاعبين المؤثرين بشكل أو بآخر في نمط وسلوك المشجعين الذين يقتدون به في عمليات شراء المنتجات كالملابس والأغذية والمشروبات، هنا تنبع قيمة صلاح التي يعي مسؤولو ليفربول قيمتها جيدًا، (14 مليون سنويًا) يأتون من شعبيته وتأثيره.


بحسب تقرير من " LFC Retail" فإن مبيعات قمصان صلاح خلال العامين الماضيين حلّت ثانية بعد فيرجيل فان دايك، وخسارة اللاعب تعني بالضرورة خسارة قسط كبير من المبيعات، ما يجعل العلامة التجارية لليفربول تختل وتفقد مكانتها في السوق العالمي خاصة في إفريقيا، إن لم يجلب النادي نجمًا آخرًا مساويًا له في النفوذ وقوة الانتشار.

 

ما هو مستقبل صلاح مع ليفربول؟


الاعتقاد السائد أن الخيوط متشابكة إلى درجة لا يمكن أن نفصلها عن بعضها، فمثلًا يعتمد إبرام اللاعب لعقد جديد مع ليفربول على نتائج الموسم المقبل، ففي حالة تألق الفريق واعتلائه منصات التتويج وتوهج صلاح وحصوله على جائزة هداف الدوري، فهذا حافز لوضع الحبر على الأوراق الرسمية.


بينما في حالة انحدار الفريق كما حدث الموسم الماضي، فإن اقتراب صلاح من حاجز الـ30، سيُعيّن عليه المخاطرة وأخذ خطوة أكبر في مسيرته قبل أن يفوته قطار الليغا.


كيف الخطوط متشابكة؟ مدى الإنجازات التي قد يحققها ريال مدريد وبرشلونة ستحدد في المقام الثانوي عملية استقطاب صلاح من عدمها، ففي حال فشل كلا الفريقين في تقديم موسم قوي وحصد البطولات في ظل نسخة شرسة من أتلتيكو مدريد، فإن المزاد سيكون مفتوحًا من أجل صلاح.
 

شارك: