من هو غاياردو المُلقب بـ"نابليون" المُرشح لقيادة الاتحاد؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-17 09:48
المدرب الأرجنتيني مارسيلو غاياردو المُرشح لتولي تدريب الاتحاد السعودي (X - Club Atlético River Plate)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مرّ عام تقريبًا على المباراة بين ريفر بليت وروزاريو سنترال في ملعب مونومينتال في بوينس آيرس، وكانت عاطفية هي أمسية وداع المدرب الأيقوني للريفر مارسيلو غاياردو.

أكثر من 70 ألف مشجع كانوا يهتفون بصوت واحد "مونيكو! مونيكو!" أو الدُمية وهو لقب غاياردو منذ أن كان لاعبًا في المستطيل الأخضر.

احتفظ غاياردو بمشاعره تحت السيطرة، وهو يواسي صبي الكرة، الذي اغرورقت عيناه بالدموع، وهو يشاهد صانع ربيع فريقه يُنهي مسيرته.

عزز غاياردو مكانته كرمزٍ لا يمكن تعويضه في نادي الأثرياء، فبين عامي 2014 و2022، غيّر وضعية النادي بالكامل، وقادهم إلى 14 لقبًا -بما في ذلك لقبان في كأس ليبرتادوريس (التي تعادل في أمريكا اللاتينية دوري أبطال أوروبا)، لذا فهو المدير الفني الأكثر نجاحًا في تاريخ ريفر بليت الذي يبلغ 122 عامًا.

براعة غاياردو التدريبية جعلته موضع إعجاب من مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، الذي قال في عام 2020 عندما لم يتم اختياره بين أفضل 3 مدربين في العالم "شيء غير مفهوم! هل أوروبا هي القارة الوحيدة في العالم؟!".

قال مدرب الأرجنتين السابق، أليخاندرو سابيلا، ذات مرة: "إذا كنتَ تريد أن تعرف المزيد عن كرة القدم، فافتح رأس غاياردو ستجد موسوعة كرة قدم مصورة".

ارتبط غاياردو بالعديد من الأندية الأوروبية البارزة، مثل باريس سان جيرمان وتشيلسي وريال مدريد وليدز يونايتد؛ لكن يبدو أن اتحاد جدة السعودي سيكون وجهته القادمة.

وسبق أن قال عن محطته القادمة: "لستُ مهووسًا بالتدريب في أكبر أندية أوروبا، هذه ليست طريقتي في العمل. أريد المكان الذي يمكنني فيه نقل أفكاري. أحتاج إلى العثور على مكان يجعلني أشعر بشيء ما. أحتاج إلى الشعور بالهوية. إذا لم أدرك ذلك؛ فليست لديَّ أي مشكلة في الاستمرار فيما أفعله الآن".

المبادرة وشخصيته في أسلوب اللعب

غاياردو ليس ملتزمًا بطريقة لعب ثابتة، وفي ريفر بليت تغيّر شكل الفريق ليتناسب مع اللاعبين المتاحين، وهو ما يعني أن طريقته تعتمد على اللاعبين المتاحين تحت تصرفه.

يقول أرييل كريستوفالو، الذي يغطي ريفر بليت بصحيفة أوليه اليومية التي تتخذ من بوينس آيرس مقرًا لها: "لقد استخدم ثلاثةَ لاعبين في الدفاع، وأحيانًا أربعة لاعبين، واثنين من لاعبي خط الوسط، واثنين من صانعي الألعاب، ومهاجمًا واحدًا، أو اثنين، أو حتى ثلاثة مهاجمين".

لكن الشيء الراسخ لدى غاياردو هو فكرة "الهجوم الشامل"، فإنه يَستخدم عادةً كلمة "البطولة" للتعبير عن فريقه، يُريد لِفريقه دومًا أن يأخذ زمام المبادرة، وأن يكون هو الفعل وليس رد الفعل.

مارسيلو غاياردو مدربًا جديدًا للاتحاد وسيتولى قيادة كريم بنزيما

وفي هذا الشأن يقول غاياردو: "هناك طرق مختلفة للعب، وكلها صالحة. يُفضِّل بعض الفرق الدفاع واللعب على الهجمات المرتدة؛ لأن لديهم الأدوات اللازمة للقيام بذلك. هناك فرق أخرى تسعى للمبادرة دائمًا. وأخيرًا هناك بعض الفرق التي تدافع وحسب".

وتابع: "أشعر براحة كبرى كوني بطل الرواية، الرغبة هي أن تكون بطل الرواية والفريق الأول".

تحت قيادة غاياردو، كان ريفر بليت شرسًا في الضغط المتقدم. غالبًا ما كانوا يضغطون عاليًا ويفعلون ذلك بسرعة. لقد كان يُفضّل اللاعبين الأذكياء وأصحاب المهارات الذين يمكنهم الاحتفاظ بالكرة.

نابليون الحاسم

بالإضافة إلى لقب مونيكو (الدمية)، كان لغاياردو لقب آخر حين كان مدربًا لريفر بليت. أَطلق عليه البعض -الصحفيون بدرجة كبرى- لقب "نابليون"، والفكرة هي أنه كان يتمتع بقدرة كبيرة على إلهام لاعبيه وإقناعهم، حتى في الظروف الصعبة.

ينسب غاياردو الكثيرَ من نجاحه إلى كلمة واحدة "الاحترام"، ويقول: "هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب توفره. إذا بدأتَ باحترام؛ فيمكنك التحدث عن أي شيء سواء في النصر أو الهزيمة".

وتابع: "أنت مبتهج عندما تفوز، وعندما تخسر، تميل مآسيك وسلوكك السيء إلى الظهور. لقد فزنا وخسرنا طوال تلك السنوات؛ لكننا فعلنا ذلك في إطار من الاحترام. كان ذلك جوهريًّا".

أصبحت مهاراته في الإدارة البشرية سِمةً أساسيةً، ولم تكن هناك أزمات كبيرة داخل غرفة الملابس خلال السنوات الثمانية التي قضاها في منصبه، وهو إنجاز رائع في حد ذاته، بالنظر إلى حجم الدراما التي تشوب كرة القدم الأرجنتينية، كان يستبعد أبرز نجومه دون أن تحدث أي ضجة أو هزة.

وقد صرّح الصحفي دييغو بورينسكي، الذي ألّف كتابين عن غاياردو: "إنه قائد عظيم؛ لكن لديه نزعة إنسانية للغاية في الوقت عينه. إذ يعتني بالمشاكل ويحبه اللاعبون، رغم أنه يضغط عليهم بقوة".

اهتم غاياردو بكل جانب من جوانب الحياة في ريفر بليت، بدءًا من الشباب وحتى مَرافق التدريب. هناك حكايات عن اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة، وقضاء ساعات فراغه في مشاهدة فريق السيدات وحتى فريق الهوكي في ريفر بليت.

لذا يمكن القول إن غاياردو لن يضيف إلى اتحاد جدة على المستوى الفني فقط، بل سيكون للعملاق السعودي الفرصة لتنمية النادي بأكمله على كل المستويات، بمشروع مدرب صُنِّف ضمن أفضل مدربي العالم لفترات طويلة.

شارك: