من سيختار المدرب الجديد لمنتخب تونس؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-25 21:52
من مشاركة منتخب تونس في كأس أمم أفريقيا 2024 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ودّعت تونس بطلة 2004 من الدور الأول في كأس أمم أفريقيا 2024 بعد تعادلها مع جنوب أفريقيا سلبًا الأربعاء على ملعب أمادو غون كوليبالي في كورهوغو، فيما تأهلت جنوب أفريقيا رفقة ناميبيا التي تعادلت مع مالي بالنتيجة ذاتها.

وتصدّرت مالي المجموعة الخامسة برصيد خمس نقاط متقدمة بفارق نقطة عن كل من جنوب أفريقيا وناميبيا، فيما أنهت تونس البطولة في المركز الرابع برصيد نقطتين وودعت المسابقة من هذا الدور للمرة الأولى منذ 2013، علمًا أنّ مالي تأهلت حتى قبل أن تخوض المباراة الثالثة.

وأعلن جلال القادري المدير الفني لمنتخب "نسور قرطاج" رحيله عن منصبه بعد الخروج الصادم من كأس أمم أفريقيا 2024 من الدور الأول.

وقال القادري: "قدر الله وما شاء فعل، لقد كان هدفنا واضحًا وهو الوصول للدور قبل النهائي على الأقل، كانت لديًّ ثقة في تحقيق نتائج أفضل؛ لكن لم يحالفنا التوفيق ونتحمل المسؤولية".

وبسؤاله هل مباراة منتخب جنوب أفريقيا هي الأخيرة له مع نسور قرطاج، أجاب جلال قادري "نعم هذا قراري ووفقًا لتعاقدي الذي يشترط الوصول للدور قبل النهائي".

منتخب تونس في مفترق طرق 

ما تحقق على أرض كوت ديفوار من أداء سلبي دفع البعض للتفكير في مستقبل "نسور قرطاج" على نحو مغاير، خصوصًا أن الكثير من نقاط الضعف، التي بدت جلية في أثناء المباريات، كشفت عن "انتهاء صلاحية" بعض الأسماء التي تعدُّ العمود الأساسي لهذا الجيل منذ سنوات.

كما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، وصولًا إلى المطالبة بعملية "تطهير" شاملة، يصل مداها إلى رئاسة الاتحاد، بإشراف وديع الجريء، الذي يعدُّ المسؤول الأول عن تراجع مستوى اللعبة الشعبية في البلاد خلال السنوات الأخيرة حسب قراءة العديد من الفنيين.

وبالحديث عن رئيس الاتحاد، وتناغمًا مع مطالب الإصلاح والتجديد، لا يمكن التغاضي عن عدد من المشكلات البارزة التي عطلت مشوار المنتخب التونسي الـ"كان" الأخير، لا سيما تلك المتعلقة بالأمور اللوجستية، وسياسة "ليّ الذراع" بين رئيس الاتحاد ووزير الرياضة، كمال دقيش.

صراع بين الشخصيتين الرياضيتين الأكثر نفوذًا في الواقع الرياضي التونسي أسفر عن حزمة من العراقيل، في وقت كان فيه المنتخب التونسي في أمس الحاجة للدعم، كما ولّد هذا الصراع حالة ملموسة من "الملل الشعبي".

وأُوقِف الجريء، يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لشبهة فساد تتعلق بتوقيع عقد مع مدير رياضي سابق على غير الصيغ القانونية، في قضية حركتها ضده وزارة الشباب والرياضة.

ويرأس الجريء (51 عامًا) اتحاد الكرة في تونس منذ عام 2012، وسمح له تعديل قانوني بالاستمرار في ولاية ثالثة تنتهي في مارس 2024. ونجح في ولاياته المتتالية في إنعاش خزينة الاتحاد؛ لكن منظمة "أنا يقظ" الناشطة في مجال مكافحة الفساد أثارت ضده عدة قضايا، ولم يوجه إليه القضاء أي إدانة.

وتتسم علاقة رئيس الاتحاد بوزارة الرياضة بالتوتر، بسبب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة، ما هدد بشكل مباشر مشاركة تونس في كأس العالم بقطر العام الماضي.

المدرب الجديد لمنتخب تونس

مشاكل كرة القدم التونسية لا تتوقف عند النقائص الفنية، بل تتجاوزها إلى الأعمق، فمنذ سنوات تعيش المنتخبات التونسية على وقع نتائج متذبذبة قاريًّا وإقليميًّا.

ومنذ سنة 2004 حين توجت تونس باللقب الأفريقي بقيادة المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي نجح في تكوين منتخب قوي وزرع فيه عقلية الاحتراف وثقافة التتويج، لم نشاهد حقًا منتخبًا تونسيًا له شأن على الساحتين القارية والعالمية.

لذلك بات المنتخب التونسي مطالبًا بسرعة التغيير والتجديد وضرورة انتداب مدرب عالمي قادر على صنع التاريخ، وقادر على بناء منتخب قوي يفرض نفسه ولونه على غرار منتخبي مصر والمغرب. ولا بد من المراهنة على الكفاءات والخبرات والتي تتجسد في العديد من النجوم السابقين الذين رفعوا راية تونس عاليًا.. والذين شرّفوا تونس في المحافل الرياضية أمثال شكري الواعر وزبير بية وخالد بدرة، وغيرهم من الشخصيات الرياضية التي من شأنها أن تنقذ كرة القدم التونسية والمساهمة في استعادة الإشعاع الأفريقي والعالمي.

ورغم مناداة عدد لا بأس به من الأصوات المحيطة بالمنتخب بضرورة منح فرصة قيادة المنتخب لأحد الثنائي مهدي النفطي أو راضي الجعايدي أو كليهما مع تنسيق الأدوار، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو من سيتكفل باختيار المدرب الجديد لمنتخب تونس؟ إذ إن الولاية الحالية للمكتب الجامعي الحالي تنتهي بعد أقل من 6 أسابيع من الآن، وبالتالي على الأغلب سوف تنتظر الجماهير التونسية أكثر من شهرين حتى تتعرف على هوية مدربها الجديد، حتى أنه من الوارد أن يخوض المنتخب الوطني مبارياته الودية ضد مصر وكرواتيا تحت قيادة مدرب مؤقت.

وإلا فإن المكتب الحالي للاتحاد يمكنه اختيار بديل القادري قبل رحيله، ومن ثم تتم إقالته خلال وقت قصير إن لم يعجب المكتب الجديد.

شارك: