مشروع نيوكاسل "السعودي" يؤتي ثماره في وقت قياسي

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-24 00:13
جماهير نيوكاسل يونايتد الإنجليزي (Getty)
Source
المصدر
EFE
+ الخط -

بينما يوشك مانشستر سيتي، المدعوم بأموال خليجية قادمة من أبو ظبي، على إكمال ثلاثية تاريخية، يصعد نادٍ إنجليزي آخر قادم بقوة من الأعماق، وهو نيوكاسل يونايتد، الذي يأتي مدفوعًا باستثمارات سعودية إلى معانقة المجد، بعدما أخفق في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا على مدار عقدين، لكن الأمر لم يستغرق سوى ما يزيد قليلًا عن عام واحد ليحجز له مقعدًا بين الكبار.

ونجح نيوكاسل في حجز بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، بتعادله أمام ليستر سيتي، أمس الإثنين، ليشارك في البطولة الأوروبية الأشهر للمرة الأولى منذ موسم 2003-2004، عندما سقط أمام بارتيزان بلغراد في مرحلة التصفيات.

وكان آخر ظهور قوي له في دوري الأبطال في العام السابق على ذلك التاريخ (2002-2003)، عندما كانت المسابقة لا تزال تُقام بنظامها القديم من خلال مرحلة مجموعات مزدوجة.

تغريدة أسطورة نيوكاسل آلان شيرر حول عودة الفريق إلى دوري الأبطال

وتحت قيادة بوبي روبسون وآلان شيرر في خط الهجوم، خسر نيوكاسل أول ثلاث مباريات في دور المجموعات، لكنه عاد بقوة إلى الدور التالي، وتفوق على يوفنتوس ودينامو كييف وفينورد على التوالي. وانتهى الحلم في دور المجموعات الثاني؛ إذ خسر أمام إنتر ميلان وبرشلونة، وغادر البطولة. وكان آخر لقاء له في سانت جيمس بارك، حيث خسر أمام برشلونة بهدفين نظيفين سجلهما باتريك كلويفرت وتياغو موتا.

الأيام السود لنيوكاسل بدأت  في 2009 

منذ ذلك الحين بدأ أفول نجم نيوكاسل، الذي اشتراه مايك آشلي في عام 2007، وبدأ تدريجيا في الترنح في جدول الدوري الإنجليزي (البريميرليغ).

وهبط نيوكاسل في موسم 2008-2009 إلى دوري التشامبيونشيب، وتراجع إلى القسم الثاني مجددا في 2015-2016. وعاد الفريق في المناسبتين سريعا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الأجواء كانت قاسية للغاية في سانت جيمس بارك، حيث توالى تعيين مدربين لإنقاذ الفريق، وعرض آشلي النادي للبيع مرتين؛ الأولى في يوليو/ تموز 2009 بعد هبوطه، والثانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

وبالفعل ظهرت في عام 2017 شخصية أماندا ستافيلي -التي شاركت في صفقة مانشستر سيتي في عام 2008- وهي سيدة أعمال بريطانية لها علاقات قوية مع شركات وحكومات في الشرق الأوسط. وأضاف وجودها في سانت جيمس بارك في الأشهر الأخيرة من عام 2017 المزيد من الزيت على النار بشأن الصفقة المحتملة لنيوكاسل، لكن عرضها الأول قوبل بالرفض في تلك الأيام.

ولم يدفع هذا الرفض ستافيلي إلى التراجع، على العكس، بحثت عن حليف أقوى، ووجدت ضالتها في صندوق الاستثمارات السعودي، الذي قدمت من خلاله عرضًا ثانيًا للاستحواذ على النادي في منتصف عام 2020 بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني.

السيدة ستافيلي مفتاح الاستثمارات السعودي

لم توافق رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز على الصفقة في البداية، واضطر صندوق الاستثمارات السعودي إلى سحب عرضه، لكنه عاد مجددًا بعد عام، وهذه المرة وافقت الرابطة، وتمت عملية الشراء رسميًا في أكتوبر، واستحوذت ستافيلي مع حلفائها الخليجيين على أحد أكثر الأندية شهرة في كرة القدم الإنجليزية.

وتمثلت الخطوة الأولى في إقالة ستيف بروس وتعيين مدير فني صاحب فكر أكثر حداثة، هو إيدي هاو، الرجل الذي صعد بفريق بورنموث من دوري القسم الثاني إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

وجرى التعاقد مع لاعبين؛ مثل كيران تريبيير وكريس وود وجو ويلوك وبرونو غيماريش ودان بيرن، وبلغ إجمالي صفقات النادي 120 مليون جنيه إسترليني، وتحسن ترتيب الفريق من المركز قبل الأخير إلى المركز الحادي عشر.

العودة لدوري الأبطال بجدارة

نجحت المرحلة الأولى من الخطة، وتضاعفت الاستثمارات. وقام النادي بضم ألكسندر إيزاك مقابل 70 مليونا، وسفين بوتمان مقابل 40، وأنتوني جوردون في الشتاء مقابل 50، بالإضافة إلى مات تارجت ونيك بوب مقابل 17 مليونا و12 مليونا على التوالي.

وكانت المراكز المؤهلة إلى البطولات الأوروبية هي الحلم المنشود، لكن نيوكاسل فاق التوقعات، ووصل إلى المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا منذ الجولة الـ13 في الموسم الحالي، وغادرها في 4 مناسبات فقط. واعتاد احتلال المركز الثالث، متقدمًا بذلك على مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير وليفربول وتشيلسي.

ومع وجوده بين الأفضل في أوروبا بالفعل، سيُكشف النقاب عن دور هذا الفريق المحتمل في القارة العجوز العام المقبل. وتستعد السعودية لجني ثمار مشروع أثمر في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعًا.

شارك: