مبابي قائدًا.. تكريس لنموذج جديد "للكابتنية"

2023-03-27 18:00
نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أثار اختيار نجم باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، قائدا لمنتخب "الديوك" بدلا من مهاجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان جدلاً واسعا في فرنسا، وانقسمت الساحة الرياضية بين مؤيد لقرار المدرب ديدييه ديشامب ومعارض له ليبرز من جديد الاختلاف حول اللاعب "الأحق" بحمل شارة القيادة، سواء أكان ذلك بالنسبة إلى الأندية أم المنتخبات. 

ففي فرنسا لا يزال هناك قسم كبير يعتبر أن شارة القيادة تمنح للأقدم، استنادًا إلى ما يشبه "القاعدة" أو "العرف"، بينما يرى قسم آخر أنه يجب أن تسند إلى الأقدر على تحقيق مصلحة الفريق بغض النظر عن العمر والتجربة. 

أقلقت أزمة "شارة القيادة" مضاجع منتخبات وأندية عدة في العالم أجمع، وكادت تعصف الخلافات بين اللاعبين الراغبين في حملها بكثير من الفرق. 

وعلى الرغم من اتفاق الجميع على عدد من المواصفات التي يجب أن يتحلى بها قائد الفريق، فإن صورته ودوره تغيرا منذ نحو عقد ونصف.

فمن أهم مواصفات القائد أن يكون على قدر كبير من المسؤولية والثقة بالنفس والهدوء وصاحب كفاءة فنية وذهنية تمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة والفورية على الميدان لمواجهة أية ظروف يمر بها فريقه، وأن يمتلك قدرة عالية على التواصل مع زملائه في الفريق ومع الحكم والجمهور ومع أعضاء الفريق المنافس، وأن يكون حلقة وصل ينقل آراء ومطالب زملائه إلى المدرب والإدارة، ما يجعله المثال والقدوة داخل الميدان وخارجه وفي غرفة تغيير الملابس. 

هذه المواصفات تظل مطلوبة، إلا أن المدربين والمنتخبات والأندية يتبعون نموذجًا آخر للقائد. فهم اليوم يضعون في أولى أولوياتهم تحقيق الفوز ولا شيء غيره. والفوز طموح مشروع لكل مدرب وغاية عقده، وربما يعود ذلك أيضًا، في اعتقادي، إلى خوف المدربين والمشرفين على الأندية والمنتخبات من الإقالة في حال الهزيمة.

لذلك بات المدرب يبحث عن القائد ذي الفنيات العالية التي تفيد الفريق، القائد الذي يقود الفريق إلى تحقيق النتائج المرجوة من خلال أدائه على الميدان وتحفيز زملائه على الانتصار، وتلك أصبحت "قاعدة" منح شارة القيادة، وغلب التخلي عن "عرف" اللاعب الأقدم وصاحب التجربة الطويلة.

ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هي منح شارة قيادة منتخب الأرجنتين إلى ليونيل ميسي، وقيادة كريستيانو رونالدو لمنتخب البرتغال، وتعيين نجم فرنسا كيليان مبابي ذي الـ24 عامًا قائدًا لمنتخب الديوك، وأيضًا لنادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان على الرغم من وجود كل من ميسي ونيمار وراموس وغيرهم من قدامى اللاعبين في الفريق.

وإلى جانب القائد حامل الشارة، بات المدربون يختارون معاونين له، منهم من ينوبه في غيابه ومنهم من يساعدون المدرب في أداء بعض الأمور داخل الملعب وخارجه وفي ما يعرف بغرفة تبديل الملابس، في إطار "توزيع المهمات".

وكان المدرب التونسي الأسبق عبد المجيد الشتالي الذي قاد منتخب تونس إلى نهائيات مونديال الأرجنتين 1978 يعلن صراحة وعلى الملأ أن "نائبه" في الميدان هو النجم الشاب طارق ذياب، في حين كان قائد المنتخب في الملعب الحارس صادق ساسي "عتوقة" أو المهاجم السريع تميم الحزامي.

وهكذا يحفز المدرب قائده الميداني على بذل المزيد من العطاء فرديًا وجماعيًا من أجل تحقيق الفوز، وهكذا -أيضًا- يتضخم دور المدرب في الفريق، يساعده في ذلك صعوبة اضطلاع لاعب واحد بجميع المسؤوليات المترتبة على حمله "شارة القيادة".

فهل يكرس اختيار مبابي قائدًا لمنتخب فرنسا ونادي باريس سان جيرمان هذا التوجه الذي بدأ يشق طريقه منذ قرابة 15 عاما في اعتماد نموذج جديد لاختيار حامل شارة القيادة "الكابتنية" في ملاعب كرة القدم؟

شارك: