لماذا يتعيّن على رالف رانجنيك التخلص من كريستيانو رونالدو؟

2021-11-26 01:40
البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يعد المدرب الألماني المحتمل لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، رالف رانجنيك (63 عامًا)، رائداً لمدرسة الضغط العالي في أوروبا قاطبة، وقد أسس فلسفته الخاصة في تسعينيات القرن الماضي، ومنه نهل المدربون الألمان الشباب الخبرات والدروس؛ أمثال يورغن كلوب ويوليان ناغلزمان ورالف هازنهاتل وتوماس توخيل، الذين نقلوا عنه هذا الأسلوب وطوّروه فيما بعد مع بوروسيا دورتموند ولايبزيغ وبايرن ميونيخ.


كريستيانو رونالدو ورالف رانجنيك "لا يجتمعان"


المعضلة الحقيقية أو الأولى إن جاز التعبير بالنسبة للمدرب رالف رانجنيك في مانشستر يونايتد، ستكون النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (36 عامًا) الذي احتل المركز الأخير في قائمة أكثر مهاجمي البريميرليغ قيامًا بالضغط، والركض ضد الخصم في منتصف ملعبه بعد مرور 11 جولة، ما ينذر بصدام مبكّر للغاية بين المدرب ونجم الفريق، استنادًا إلى تنافر أسلوب كليهما.
 

الإشكالية ذاتها طفت على السطح عند تولي المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب مانشستر يونايتد قبل أعوام، وتساءل المحللون هل يتخلّى الاستثنائي عن فلسفته الدفاعية البحتة مع نادٍ يشتهر بوصفه الأغزر هجومية في تاريخ الكرة الإنجليزية؟ أم أن العكس صحيح وسيتبع النادي أسلوب "ركن الباص".. الآن نطرح نفس السؤال، رونالدو أم رانجنيك؟


عندما رفض المدرب رالف رانجنيك التعاقد مع كريستيانو رونالدو


نعود بالزمن إلى عام 2016 لنعرف مدى تأصل هذا الصدام المرتقب، حينما سأل أحد الصحفيين رالف رانجنيك مدرب ريد بول لايبزيغ الألماني آنذاك عن إمكانية التعاقد مع كريستيانو رونالدو، ليجيب: "إنه عجوز للغاية ليلعب معنا، من السخف الاعتقاد أن بإمكان رونالدو وميسي التعاطي مع أسلوبنا".

تغريدة من يومية "ديلي إكسبريس" الإنجليزية حيال تصريحات رالف رانجنيك عن كريستيانو رونالدو
 

ويؤمن المدرب الألماني رالف رانجنيك دائمًا بالشباب ويميل إلى الاعتماد عليهم أكثر من المخضرمين، لأنه يولي المجهود البدني المقام الأول في عملية الضغط والدفاع، وقد أحضر إلى ريد بول لايبزيغ مجموعة من المواهب الصاعدة المتميزة بالمجهود الوفير؛ أمثال جوشوا كيميتش وتيمو فيرنر ونابي كايتا ودايوت أوباميكانو، وحتّى إنه استقطب ساديو ماني إلى ريد بول سالزبورغ.

بالعودة إلى كريستيانو رونالدو فإن الأرقام تشير إلى ثبات نوعي في كم الأهداف المسجّلة، رُغم أن الفاعلية ومُعدّل تحويل الفرص يقل تدريجيًا، لكن هذا لا يهم مدرب مثل رالف رانجنيك بقدر ما يهتم بمدى الضغط العكسي والركض المتواصل للاعبيه في الثلثين الأول والثاني من الملعب، وهذه صبغة دائمًا ما ميّزت الفرق التي أشرف عليها من ريد بول لايبزيغ إلى ريد بول سالزبورغ وحّتى قديمًا مع شالكة.

ما يعقّد مهمة كريستيانو رونالدو أن رالف رانجنيك سيتولّى إدارة الشئون الفنية في النادي بنهاية الموسم الجاري، وسيؤخذ برأيه في كثير من القضايا وأهمها الصفقات الجديدة والراحلة، وإذا ما استمر اللاعب في تقديم مستويات ضعيفة بالنسبة للضغط المعاكس فإن توصية رانجنيك برحيله لن تتأخر.

هل يخطف إدنسون كافاني مقعد كريستيانو رونالدو في التشكيلة الأساسية؟


لغة الإحصاءات بحسب منصة " FBRef" تقول إن كريستيانو رونالدو يسجّل معدلات ضغط بواقع (2.65) لكل 90 دقيقة، وهو الرقم الأقل بين كل مهاجمي المسابقة الإنجليزية بالموسم الحالي، وفي المقابل فإن زميله البديل الأوروغوياني إدنسون كافاني يضغط بمعدل (8.18) أي 3 أضعاف رونالدو تقريبًا، هذه النقطة بالتحديد قد تلقي بكافاني في التشكيلة الأساسية على حساب البرتغالي.



ضغط إدنسون كافاني في مباراة فياريال بالدوري الأوروبي
 


لأن البريميرليغ دومًا الأصعب.. كريستيانو رونالدو يعاني


لم تتراجع أرقام كريستيانو رونالدو التهديفية بين الموسم الماضي مع يوفنتوس الإيطالي والموسم الحالي مع مانشستر يونايتد فحسب، بل تراجعت أيضًا سجلات الضغط على الخصم، وعندما تعلم أنه معدلات ضغطه مع اليوفي موسم 2020-2021 كانت (6.75) وحاليًا مع يونايتد تقلّصت إلى (2.56)؛ ما يعزز فرضية تدهور المجهود البدني للاعب هو قوّة الكرة الإنجليزية بوصفها مسارًا للركض المتواصل طيلة الـ90 دقيقة، وإحجام اللاعب عن الضغط قد يكلفه الكثير مع المدرب رالف رانجنيك بالفعل.
 

معدلات الضغط في الدوري الإنجليزي
معدلات الضغط لمهاجمي الدوري الإنجليزي لكل 90 دقيقة موسم 2021-2022 (المصدر: The Athlitic)


رونالدو وميسي.. ضغط أقل توفير أكبر 


يرى أسطورة مانشستر يونايتد والمحلل الفني لقنوات "بي تي سبورتس" الحالي ريو فيردناند أن قلة المجهود البدني المبذول من قبل كريستيانو رونالدو يساعده بطريقة أو بأخرى في الحفاظ على لياقته وعدم إنهاك عضلاته، ما يسهم في تأخير موعد اعتزاله وتوفير طاقاته، تمامًا كما يفعل ميسي في برشلونة فهو بالكاد يركض ويضغط على الخصم، بيد أن اتباع تلك الطريقة تكون تبعًا لأسلوب المدرب وليس العكس، أي المدرب لا يغيّر فلسفته من أجل لاعب.

شارك: