لعنة الموسم الثالث.. ما خيارات جوزيه مورينيو المحتملة؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-16 17:50
أرشيفية- البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لنادي إي سي روما الإيطالي (X/ASRomaArabic)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يتخلص جوزيه مورينيو من "لعنة الموسم الثالث" وذلك بعدما أعلن روما الإيطالي إقالته من تدريب الفريق إثر تردّي النتائج مؤخرًا في مسابقة الدوري الإيطالي.

وتراجع فريق الذئاب إلى المركز التاسع في الدوري الإيطالي عقب الفشل في الفوز بالمباريات الثلاثة الأخيرة وحصد نقطة وحيدة جعلت الفريق يبتعد بفارق 5 نقاط عن فيورنتينا صاحب آخر مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وتولى جوزيه مورينيو تدريب الجيالوروسي، قبل عامين ونصف تقريبًا في مايو/ أيار 2021، وقاد الفريق للفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي في مايو 2022، بينما في يونيو 2023 خسر لقب الدوري الأوروبي.

ما لعنة الموسم الثالث للمدرب جوزيه مورينيو ؟

وكأنها صارت حدثًا لا يمكن تفاديه، اعتاد المدير الفني البرتغالي أن تتم إقالته خلال الموسم الثالث من تدريب أحد الفرق التي أشرف على تدريبها، وفي أحيانٍ نادرة يُكمل الموسم الثالث بحد أقصى قبل الرحيل دون قضاء فترة طويلة في الموسم الرابع.

يمكن ملاحظة التراجع المستمر في نتائج جوزيه مورينيو مع الفرق التي دربها في الموسم الثالث وذلك من خلال متوسط معدّل النقاط التي يحصدها في الموسم الواحد.

معدّل النقاط في المباراة الواحدةالموسم الأولالموسم الثانيالموسم الثالث
تشيلسي2,52,42.18
إنتر ميلان2,212,16-
ريال مدريد2,422,632,24
تشيلسي2,162,290,94
مانشستر يونايتد1,822,131,53
روما1,661,661,45

وباستثناء الإنتر الذي لم يُكمل معه موسمًا ثالثًا بعدما قرر الرحيل إثر موسم الثلاثية التاريخي، فإن مورينيو اعتاد أن يشهد انحدارًا نقطيًا واضحًا كان في ذروته عندما وصل إلى تشيلسي في فترة ثانية انتشل فيها الفريق من التخبطات وعدم الاستقرار الفني ليُعيد لقب البريميرليغ إلى البلوز في موسمهم الثاني، إلا أن الفريق انهار تمامًا معه في موسمه الثالث بعدما فاز 4 مرات فقط في 16 مباراة خسر منها 9.

وفقد مورينيو أحد أشهر أرقامه بعدم الخسارة على أرضه أبدًا مع تشيلسي، وذلك بعدما سقط أمام كريستال بالاس بهدفين لهدف، علمًا أن "سبيشال وان" كان قد أكمل 150 مباراة دون خسارة على أرضه مع كل الفرق التي دربها قبل أن يسقط رفقة ريال مدريد أمام سبورتينغ خيخون عام 2011 في مفاجأة صارخة.

ويستعرض هذا التقرير من winwin تاريخ المدرب جوزيه مورينيو في موسمه الثالث مع مختلف الأندية التي دربها المدير الفني البرتغالي وخياراته المُستقبلية المُحتملة في عالم التدريب.

تشيلسي: حقق مورينيو بعضًا من أهم إنجازاته في كرة القدم رفقة النادي اللندني وذلك بعدما قاده للقبي الدوري الإنجليزي الممتاز في موسميه الأوليين؛ لكنه خسر الدوري في موسمه الثالث لصالح مانشستر يونايتد ليفقد فرصة أن يكون الفريق الثاني بعد الشياطين الذي يحقق اللقب 3 مرات متتالية، قبل أن تتم إقالته بشكل مفاجئ بعد فترة قصيرة جدًا من الموسم الرابع على يد عاشق الإقالات رومان أبراموفيتش.

إنتر ميلان: يمكن وصف فترة مورينيو مع النيراتزوري بالتي لا تشوبها شوائب؛ فقد بدأت بشكل مميز بالتتويج بلقب الإسكوديتو 2008-2009 وانتهت بشكل مثالي في التتويج بالثلاثية التاريخية خلال الموسم الثاني قبل أن يتخذ قرار الرحيل عن النادي الإيطالي إلى مدريد لتدريب الميرينغي، وهي حالة تشبه نفس حالته مع بورتو بعد موسمين تاريخيين توج فيهما بلقبي كأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا مع الفوز بالألقاب المحلية ثم الانتقال المنطقي الطموح إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

ريال مدريد: ترك المدير الفني البرتغالي أثرًا كبيرًا في الريال، فقد كان الرجل الذي يراه المدريديون مُنقذهم من الهيمنة الكتالونية مع بيب غوارديولا؛ وبعد خسارة تاريخية بالخمسة في كلاسيكو شهير جدًا خلال 2010، أنقذ مورينيو الموسم بالفوز في لقب كأس الملك على حساب برشلونة برأسية شهيرة لكريستيانو رونالدو.

وعاد مورينيو ليكسر هيمنة برشلونة بالتتويج بلقب الليغا في موسمه الثاني بعدما حصد 100 نقطة كرقم تاريخي للميرينغي، إلا أن الفريق تراجع بوضوح في الموسم الثالث بعدما وصل الفارق في بعض الأوقات إلى 18 نقطة مع برشلونة الذي فاز في النهاية باللقب مع تيتو فيلانوفا بفارق 15 نقطة، لكن كانت الطامة الكبرى بخسارة الفريق لنهائي كأس ملك إسبانيا أمام أتلتيكو مدريد، فيما كان لمورينيو الفضل في كسر عقدة دور الـ16 لريال مدريد في دوري الأبطال إلا أنه دخل في عقدة أخرى بالخروج المتتالي من نصف نهائي البطولة.

تشيلسي مجددًا: بعد موسم أول جيد احتل فيه المركز الثالث وواصل فيه مورينيو هوايته بمشاكسة ليفربول خلال مباراة "التزحلق" الشهيرة لستيفن جيرارد، أعاد مورينيو لقب البريميرليغ قبل الانهيار التام في الموسم الثالث الذي ربما يُعد أسوأ مواسم المدرب البرتغالي على الإطلاق، بينما كان الخروج الأوروبي المتتالي عاملًا محفزًا كذلك للرحيل خاصة مع الضربة القاصمة التي وجهها إليه دييغو سيميوني بإقصاء البلوز من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على أرضه وقيادة أتلتيكو مدريد لنهائي مدريدي جديد في 2016.

مانشستر يونايتد: عقب موسم أول ناجح جدًا على الصعيد الأوروبي -بالتتويج بلقب الدوري الأوروبي- ومقبول على الصعيد المحلي بالتتويج بلقب كأس الرابطة، احتل جوزيه مورينيو مركز الوصافة في الموسم الثاني له من البريميرليغ فيما وصفه "الرجل الخاص" بأفضل إنجاز له خلال تاريخه في تلميح للمصاعب التي يواجهها مع النادي الأحمر؛ لكن شهر العسل لم يستمر في الموسم الثالث مع أنجح أندية البريميرليغ تاريخيًا بعدما تمت إقالته في ديسمبر إثر تراجع الفريق للمركز السادس محققًا فوزًا واحدًا في شهر ونصف تقريبًا.

تصريحات وخلافات

لعنة الموسم الثالث لم تأتي من فراغ بشكل عام للرجل المزاجي صاحب التصريحات اللاذعة والعاجز عن إيجاد تسويات مع الأطراف التي يعمل معها.

مع التسليم التام بجنون رومان أبراموفيتش، لكن يُنظر إلى أنه أهم سبب لرحيل مورينيو عن تشيلسي في الفترة الأولى ليس بسبب النتائج داخل الملعب بل بسبب الخلافات مع الملياردير الروسي، والتي تصاعدت بشدة عقب إصرار الأخير على ضم المهاجم الأوكراني أندريه شيفتشينكو بخلاف رغبة المدير الفني البرتغالي.

بينما شهدت فترة مورينيو في ريال مدريد شدًا وجذبًا كبيرين للغاية مع الصحافة الإسبانية، لكن مشاكل مورينيو لم تقتصر مع أطراف خارج النادي، بل اشتهر أيضا بخلافاته مع حارس الريال إيكر كاسياس ومدافع الفريق سيرخيو راموس، وكذلك قيل إنه دخل في خلاف مع كريستيانو رونالدو بعد تلميحات من مورينيو لعدم قبول النجم البرتغالي لـ "الانتقاد البناء".

بينما بدا أن مورينيو يمتلك عادة كانت مختفية إذ حينما حقق نتائج مذهلة مع بورتو وتشيلسي والإنتر تعمد انتقاد لاعبيه علانية، فقد بدأ ذلك مع جناح الفريق بيدرو ليون، لكن الأخير كان أقل شهرة من أن يُحدث هذا الأمر شيئًا، بينما كان لديه تصريح شهير ضد كريم بنزيما عقب إصابة غونزالو هيجواين عندما قال إنه لم يستطع الخروج للصيد بكلبه فلا حل أمامه سوى الصيد بقطته!

خلال الفترة الثانية مع تشيلسي لم يختلف الحال كثيرًا، لكن أشهر تصريح لم يكن ضد أحد لاعبيه بل ضد طبيبة الفريق إيفا كارنيرو التي انتقدها خلال مباراة سوانزي التي تعادل فيها تشيلسي بهدفين لمثلهما، وذلك بعدما صرح في المؤتمر الصحفي بأنه لم يكن راضيًا عن أداء الجهاز الطبي للفريق؛ لأنه إن كنت طبيبًا أو سكرتيرًا على الدكة فعليك أن تفهم ما يحدث في المباراة، منتقدًا دخول الطبيبة كارنيرو إلى أرض الملعب لعلاج إدين هازارد في الوقت الذي كان فيه تشيلسي يلعب بـ10 لاعبين بالفعل تاركة إياه بـ8 لاعبين داخل الملعب مع الحارس فيما كان مورينيو يرى أن إصابة النجم البلجيكي خفيفة ولا تحتاج لتدخل الطبيب حتى لا يفقد لاعبه في هجمة مرتدة مهمة. ويُنظر لتلك الواقعة على أنها بداية التداعي الحقيقي لأركان حكم مورينيو في تشيلسي إلى غير رجعة.

المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على مقعد البدلاء في آخر تجاربه مع روما الإيطالي (Getty) وين وين winwin

أما في مانشستر يونايتد فإن التصريحات والخلافات كانت في كل مكان سواء مع إدارة النادي التي يرى مورينيو أنها لم تدعمه بشكل كافٍ أو مع اللاعبين؛ لكن الجديد هنا في أن مورينيو أطلق تصريحات قوية تجاه مانشستر يونايتد نفسه وذلك بعد أشهر تصريحاته على الإطلاق في السنوات العشرة الأخيرة حول "إرث مانشستر يونايتد" بعدما استعرض سجل الشياطين الضعيف في السنوات التي سبقت حضوره مع الفريق في محاولة منه لتذكير الجميع بأنه رفع من مستوى النادي، وأنه لا منطق في رفع طموحاته بما يتناسب مع ما كان عليه رفقة أليكس فيرغسون وليس مع الواقع الحالي آنذاك على حد وصفه.

حتى في فترته القصيرة مع توتنهام، لم يسلم بعض اللاعبين من تصريحات مورينيو العلانية، وأشهرها تلك التي أطلقها ضد أحد أهم لاعبي الفريق ديلي آلي الذي كان نجمًا للفريق خلال فترة ماوريسيو بوتشيتينو، فيما سينقسم المتابعون ما بين إذا ما كان مورينيو على حق بعدما فشل آلي في إثبات خطأ مورينيو بعد ذلك، أم أن مورينيو هو من دمر اللاعب وأبعده عما يُفترض أن تكون عليه مسيرته.

كيف سيكون مستقبل جوزيه مورينيو؟

في الوقت الحالي ستكون خطوة جريئة من أحد أندية القمة بأن يختار اللجوء لخيار جوزيه مورينيو في المستقبل القريب، فقد تراجعت أسهم المدير الفني البرتغالي بشدة في السنوات الأخيرة، ولم يعد قادرًا على جذب اهتمام أحد أندية الصفوة في أوروبا، فحتى الإنتر وريال مدريد اللذان مر معهما بفترات ناجحة كبيرة لم يهتما بالتعاقد معه في السنوات الأخيرة خلال أكثر من فرصة.

وبالإمعان في الخيارات المُحتملة، فإنه ربما تقتصر حلول جوزيه مورينيو للعودة إلى الواجهة في تولي تدريب المنتخب البرتغالي أو أحد عملاقي الكرة البرتغالية بورتو وبنفيكا مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية وصول عروض من السعودية.

فيما عدا ذلك يبدو مستقبل سبيشال وان القريب ملبّدًا بالغيوم، فلا أحد يريد أن يدخل في خلافات محتملة معه ومع كل مطالبه لتحسين النتائج أو أن تتم معايرته بماضي ناديه!
 

شارك: