عشاق بيليه يبحثون عن "ذكريات الملك" في مسقط رأسه بعد وفاته

2022-12-29 23:55
جماهير البرازيل تكن احتراماً كبيراً للأسطورة بيليه (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

توفي أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية، بيليه، بعد تدهور الحالة الصحيّة للبرازيلي، ما دفع المعجبين للذهاب إلى بلدة بيليه، تريس كوراسوينس، الصغيرة الهادئة في ولاية مينا جيرايس، في جنوب شرق البلاد، حيث وُلد قبل 82 عاماً "معجزة كرة القدم".

ويتجول عشاق الأيقونة البرازيلية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 75000 نسمة، بحثًا عن ذكريات نادرة لبيليه، الذي ولد هناك لعائلة فقيرة وقضى السنوات الأولى من حياته.

مر شهر تماماً منذ دخول بيليه مستشفى ألبرت أينشتاين في ساو باولو، حيث خضع للعلاج الكيميائي من سرطان القولون منذ نهاية عام 2021. حتى أُعلِنت، اليوم الخميس، وفاة الأسطورة بعد تدهور حالته الصحية، إثر تفاقم حالته السرطانية ومعاناته من مشكلات "في الكلى والقلب".

توفي الأسطورة البرازيلية بيليه عن عمر يناهز 82 عامًا.

وتقع بلدة تريس كوراسوينس، والتي تعني "ثلاثة قلوب"، على بُعد حوالي 250 كيلومترًا من المدن الكبرى الثلاث بيلو هوريزونتي وساو باولو وريو دي جانيرو، وتحيط بها مزارع البن. وتعود شهرة المدينة إلى حقيقة واحدة وهي ولادة إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف ببيليه في عام 1940.

بدأ بيليه مسيرته الكروية في سن المراهقة في نادي سانتوس، بالقرب من ساو باولو، حيث يوجد متحف خاص به يعرض غالبية ذكرياته.

في تريس كوراسوينس، أدى تفاقم مرض بيليه إلى جلب المزيد من الزوار إلى منزله، وهو نسخة طبق الأصل من منزله الأول، الواقع في شارع شديد الانحدار، فيه منازل صغيرة، ويحمل اسمه.

قال نيلور انهيكي، الجار البالغ 41 عاماً، لوكالة فرانس برس: "لم أذهب إلى هذا المنزل الذي افتتح قبل 10 سنوات". وأضاف: "لكن إعلان دخوله (بيليه) إلى المستشفى جعلني أرغب في زيارته".

بُني المنزل استنادًا إلى ذكريات والدة بيليه، سيليست أرانتيس دو ناسيمنتو، التي تبلغ مئة عام، ويُظهر المنزل الأصول المتواضعة للعائلة، ففيه القليل من الأثاث الخشبي، إضافة إلى المراتب المصنوعة من القش، والراديو القديم، وصورة للوالدين على الجدار.

تمثال ضخم لبيليه في مسقط رأسه

على بُعد بضع مئات من الأمتار، يعرض متحف تيرا دو ري الصغير (أرض الملك) قمصان سانتوس الموقعة من قبل النجم السابق وكرةً لعب بها وشهادة ميلاده، لكن بعض عشاق بيليه كانوا يأملون في رؤية المزيد في مسقط رأسه.

قام رافائيل أنتونيس بالالتفاف في رحلة عائلية للوصول إلى هناك، بحثًا عن "ذكريات الملك". وقال رجل الأعمال، البالغ 43 عامًا، والذي لم يبهره كثيراً تمثال بيليه الضخم الموجود عند مدخل تريس كوراسوينس: "وجدت القليل من آثاره في المدينة، تقريباً لا شيء".

وتابع، عن لاعب كرة القدم الوحيد الذي توج بلقب كأس العالم 3 مرات: "أجد أن هناك عدم احترام للدور الذي لعبه في كرة القدم وبلدنا".

لكن بالنسبة إلى فرناندو أورتيس، صديق عائلة الأسطورة صاحب الرقم 10 في "السيليساو"، فإن التفسير يكمن في جانب آخر. وشرح الرجل البالغ 60 عاما، والذي يقف وراء بناء منزل بيليه: "الكثير من البرازيليين لا يطيقون رؤية مواطنيهم ينجحون. وعندما يتعلق الأمر بالبرازيلي الأسود، يكون الرفض أقوى".

وتابع: "للأسف، أعتقد أنه لو كان بيليه رجلاً صاحب بشرة بيضاء فاتح العينين، لكان مقبولاً من الجميع".

شارك: