دوناروما | أن تدفع ضريبة النجاح المبكر!
كاد حارس مرمى باريس سان جيرمان، جانلويجي دوناروما، أن يتسبب في كارثة لفريقه بعدما كان خطؤه أمام نيوكاسل الذي تسبب في هدف كفيلًا بخروج إكلينيكي للنادي الفرنسي من مسابقات دوري أبطال أوروبا، لولا ركلة جزاء مثيرة للجدل احتسبها حكم المباراة ومنحت الباريسيين هدف التعادل من علامة الجزاء عن طريق كيليان مبابي في الدقيقة 90+8.
الخطأ أمام فريق إنجليزي أعاد للأذهان الخطأ الشهير الذي وقع فيه حارس إيطالي آخر لباريس سان جيرمان هو جيانلويجي بوفون عندما فشل في التعامل مع تسديدة سهلة ليسجل منها مهاجم مانشستر يونايتد روميلو لوكاكو هدفًا فتح الطريق أمام تأهل تاريخي للشياطين الحمر على حساب بي أس جي.
وعلى ذكر الأسطورة بوفون، فإن دوناروما عُرف في بداياته بـ "بوفون الجديد" بعد انطلاقته المذهلة مع ميلان، وحاجة إيطاليا الكبيرة للعثور على من يسد الفراغ الهائل الذي سيخلفه الحارس التاريخي للآتزوري الذي حمل كأس العالم 2006.
الوصف كان مبررًا في البداية، فدوناروما قدم أداءً مميزًا مع الروسونيري في سن صغيرة جدًا بعدما حجز مكانه فارضًا نفسه بكونه حارس ميلان الأساسي على حساب دييغو لوبيز وكريستيان أبياتي قبل أن يكمل عامه الـ17.
دوناروما ومعضلة اللعب بالقدمين
رغم سن دوناروما الصغيرة إلا أنه يتسم بسمات الحراس الأكبر سنًا، لا.. لا تتصور أن في هذا مدحًا؛ فالحارس الإيطالي يشبه الحراس الأكبر الذين لم يعتد أغلبهم لعب الكرة بالقدم بشكل مميز؛ لذلك تجده يُخطئ في الكثير من المرات عندما يكون مطلوبًا منه أن يقدم تمريرة أصعب من المعتاد، تلك التمريرة التي عليها أن تمر فوق لاعب أو بين لاعبين، فإما يمررها بشكل خاطئ أو لا يمررها أصلًا كما حدث في لقطة الخطأ الشهير أمام كريم بنزيما والذي فتح الطريق ليقلب ريال مدريد تأخره أمام الفرنسيين إلى فوزٍ تاريخي مع القناعة بأن بنزيما ارتكب خطأ يستحق ركلة حرة مباشرة لصالح الحارس الإيطالي.
خطأ دوناروما أمام بنزيما
هذه الحالة لم تكن الوحيدة التي نشاهد فيها خطأ من دوناروما، فحتى عندما كان حارسًا مميزًا في ميلان، وقع في مثل هذه الأخطاء كما حدث في إحدى المباريات أمام سامبدوريا.
خطأ دوناروما أمام سامبدوريا
وقتها كان مستوى دوناروما الكبير يشفع له -رغم تراجعه بشكل عام في عاميه الأخيرين مع الروسونيري- لكن أخطاءه لم تتوقف، كما حدث في الأسبوع الماضي خلال لقاء باريس أمام موناكو.
هل يمكن أن نقول إن دوناروما حارس ضعيف؟ الواقع يقول إن الإجابة لا أيضًا. دوناروما حارس يُخطئ أحيانًا -وإن كانت أخطاؤه قد كثرت في السنوات الماضية- وفي أوقات حساسة.. يُخطئ حتى وهو يقدم مباراة كبيرة كما حدث في لقاء أوكرانيا وإيطاليا الذي تألق فيه، لكن في وسط السطور كاد أن يتسبب في كارثة بتلك اللقطة التي أنقذها بعد ذلك.
تصدي الحارس الإيطالي لكرة مودريك
لا يتصرف دوناروما كحارس كبير في تلك اللقطات، وتشعر أنه مهزوز من كثرة ما دار حوله في السنوات الماضية. ربما يكون معذورًا، ولولا الموج الجارف من المديح الذي رافق بدايته لربما أصبح تقييمه أكثر تفهمًا ومنطقية، لكن ضريبة التشبيه ببوفون والحفاوة بالسن الصغيرة كان لا بد من دفعها لأن صاحب الـ24 عامًا أبعد ما يكون عن بوفون.
دوناروما هو حارس جيد وفي أفضل الحالات جيد جدًا. هذا ليس تقييمًا سيئًا؛ لكن مشكلة حارس باريس وغيره من اللاعبين الصغار أن تقييمهم أحيانًا يكون أكبر من المنطقي بسبب صغر سنهم، فلو قدم دوناروما ما قدمه في الـ17 خلال سن الـ25 فإن البعض لن يعتبره جيدًا جدًا؛ لكن لأنه قدمه في تلك السن الصغيرة جدًا يصير الانبهار أشد والمقارنات أكبر.
الدولي الإيطالي لم يتطور كثيرًا طوال السنوات السبعة أو الثمانية الماضية.. فقط صار نسخة أقل ثقة بنفسه وربما أثقل وزنًا وأقل خفة. قد يظل باريس مقتنعًا به بكونه حارسًا لمستقبله، لكن عليه أن يتجهز لتلك اللقطات بين الفينة والأخرى.
ومع نسخة أضعف لباريس من سابقتها في السنوات الماضية حتى الآن، لا يبدو أن باريس جاهز لتحمل ثمن أخطاء حارسه بدلًا من حدوث العكس في حالة حارس المرمى الذي من المنتظر أن يتألق بطريقة تخفي عيوب فريقه، كما يفترض في حارس ما زال البعض يصر على وضعه ضمن صفوة حراس المرمى في العالم.
شارك:
أخبار ذات صلة
