"ثالوث" الزمالك

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-20 23:09
تمثال ثلاثي مانشستر يونايتد أمام ملعب أولد ترافورد (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

التاريخ: 13 أغسطس 2017.. أقف مشدوهًا أمام جمال وحرفية تمثال ثالوث مانشستر يونايتد جورج بيست ودينيس لو والسير بوبي تشارلتون وهو يقف شامخًا أمام المدرج الشرقي لملعب أولد ترافورد.

التماثيل البرونزية لها عمق خاص.. بإمكانها أن تضفي عظمة وتزيد من الهالة حول صاحبها. في حالتنا هذه لم يحتج هذا الثلاثي إلى تماثيل برونزية لتعرف ما قدموه إلى مانشستر يونايتد، إذ قاده هذا الثلاثي لتحقيق أول لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخ الأندية الإنجليزية وثاني الألقاب البريطانية بعد الأخوة الأعداء في إسكتلندا، وتحديدًا في ناديهم الأخضر والأبيض القابع في غلاسكو.

الثالوث أو trinity هي مصطلح كنسّي، قد استُخدِم لتعظيم الثلاثي الأحمر، لكنهم لم يكونوا أهم ثلاثي في تاريخ كرة القدم. هناك على سبيل المثال مَن يرى أن فرانك ريكارد ورود خوليت وماركو فان باستن هم الثلاثي الأكثر تكاملًا في تاريخ كرة القدم، ما بين لاعب الوسط المدافع القوي الذي يجيد التمرير للأمام كريكارد، ولاعب والوسط الهجومي الذي يستطيع أن يبدأ من المساهمة من أمام منطقة جزائه وحتى داخل منطقة جزاء الخصم بكل تميز في كل مراحل اللعب كرود خوليت، أو كهداف خارق قلما جادت أرحام الأمهات حول الكرة الأرضية بمَن هو من نوعيته كماركو فان باستن.

ولأنه لكل فعل رد فعل، لم يكن للإنتر أن يقبل بوجود ثلاثي ميلان الناري يعيث في ساحة الدومو وحده، لذلك ابتدع النيراتزوري ثلاثيّه الخاص به. فقط استبدل الـ dutch الهولندي بالـ deutsch الألماني بعدما استقدم مدافع الجنب أندرياس بريمه، الذي سجل ركلة الجزاء الحاسمة التي أبكت مارادونا في نهائي كأس العالم 1990، ولاعب الوسط الذي يراه كثيرون الأكثر تكاملًا في القرن الـ20 لوثار ماتيوس، ثم رأس الحربة الألماني الأحب لقلوب جيل الثمانينيات من محبي المانشافت يورغن كلينسمان.

الثلاثيات لم تتوقف حول العالم ما بين كريستيانو رونالدو وتيفيز وروني، أو ميسي وسواريز ونيمار، أو كاسيميرو ومودريتش وكروس، لكن أكثرها جاذبية في القرن الحادي والعشرين لم تكن في خطوط مختلفة، بل تكدست كلها في خط وسط برشلونة الذي جمع وسطه سيرجي بوسكيتس الذي راهن غوارديولا عليه ليجبرنا على الاستماع إلى مئتي تصريح مختلفين ليايا توريه ووكيله في ظرف أعوام قليلة، ومن أمام هذا النحيف الطويل أعجوبتان قصيرتان فريدتان من نوعيهما، أولهما تشافي هيرنانديز الرجل الذي لو اجتمعت الدنيا كلها لتستخلص الكرة منه لن تفلح على الأرجح، وثانيهما الزئبقي صاحب الوجه الطفولي والأداء المرعب أندريس إنييستا.

بدأت تمل من هذا الاستعراض الذي تعرف أغلبه على الأقل؟! أوافقك الرأي..

لكن هذا ليس ذنبي، بل أحببت أن أشاركك ما اعتمل برأسي من خواطر وأنا أشاهد "ثالوث" الزمالك نبيل دونغا وأشرف روقا وعمرو السيسي الذي وجد فيه مدرب الزمالك المؤقت، معتمد جمال، أسبابًا مقنعة لبقائه مكتمل الأضلاع لـمدة 82 دقيقة على أرض ملعب 11 نوفمبر بالعاصمة الأنغولية لواندا.

شارك: