الزمالك يسقط مجددًا.. المدرب وملف الشتاء

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-15 01:23
صورة جماعية للاعبي الزمالك المصري قبل مباراة المصري البورسعيدي بالدوري المحلي (X/ZSCOfficial)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سقط الزمالك للمرة الثالثة محليًا هذا الموسم وذلك بعدما خسر (1-0)، اليوم الخميس، أمام المصري في المباراة التي جمعت بين الفريقين على ستاد برج العرب ضمن الجولة التاسعة من الدوري المصري الممتاز لكرة القدم.

وكانت الخسارة بمثابة إعلان تخلي الزمالك عمليًا عن التفكير في المنافسة على لقب الدوري لحين إشعار آخر لن يتحقق إلا بمعجزة خسارة الغريم الأهلي للكثير من النقاط وتقديم "الفارس الأبيض" لأداء غير عادي في الدور الثاني من البطولة.

ولكن كيف يمكن تقديم أداء غير عادي والزمالك أحيانًا لا يقدم العادي؟ خسارة اليوم كانت هي الثالثة في آخر لقاءات للفريق بالدوري، وكانت شبيهة جدًا بمباراة إنبي حيث تحول الفريق فجأة لشبح فريق بعد عدة مباريات جيدة المستوى نسبيًا.

وكانت الخسارة صادمة بالنظر للنتائج الإيجابية في المباريات الأخيرة، لكنها قد تدخل كذلك في الحدود الطبيعية إن تم الأخذ بالحسبان كل ما يدور حول الفريق في الفترة الأخيرة.

مصري أم أجنبي؟

وكانت كل المؤشرات تقول إن الزمالك كان سيستقدم مدربًا أجنبيًا عقب الاستغناء عن خدمات خوان كارلوس أوسوريو. في الحقيقة المؤشرات كانت قبل حتى إقالة المدرب الكولومبي، والأسماء المطروحة كانت حقيقية ومن ضمنها السويسري كريستيان غروس الذي قاد الفريق للعودة للمنصات الأفريقية من جديد من بوابة كأس الكونفيدرالية 2019.

تأجيل استقدام مدرب أجنبي ظل سرًا غير مفهوم، فالتكهنات كانت تتمحور حول عدم إمكانية ضم اختيار مدرب مقنع بالنظر للميزانية المرصودة، أو أن مجلس إدارة النادي مقتنع بإمكانيات المدرب المؤقت معتمد جمال الذي حقق نتائج جيدة مع الفريق منذ توليه المهمة.

ولكن ما بين السطور كان يمكن قراءة أن تلك النتائج لم تكن جميعها بمستوى جيد خلال المباريات وأن الركلات الثابتة وحمى بدايات مدرب جديد ليست كافية لانتشال الفريق من الحالة العامة التي يمر بها.

وتذبذب المستوى آفة مزعجة، فهو ظاهرة تجعل الجماهير تشعر بالنشوة بعد أداء مميز أو روح عالية كما حدث أمام أرتا سولار وسموحة وسوار ثم تُفاجأ بغياب لتلك الروح وتراجع المستوى الكبير كما حدث بعدها أمام البنك الأهلي وإنبي والمصري بالترتيب.

ما تكتيك الزمالك؟

واحد من أهم الأسئلة المفترض توجيهها للمدرب للحكم على مدى سيطرته الفنية هو "ما تكتيك الفريق؟". ما الإستراتيجية التي يتبعها معتمد جمال مع الزمالك؟ وهل يستطيع الفريق فك الاشتباك عندما يبتعد أحمد مصطفى زيزو عن مستواه أو لا يحضر شيكابالا أو يفتقد الفريق لمستوى حمزة المثلوثي الاستثنائي؟.

ولم يظهر للزمالك، اليوم الخميس، شكل معين أمام المصري. كانت هناك حالة من الحيرة في فك دفاعات المنافس، كما أن الاعتماد مفرط على زيزو. وفي ظل الحالة الفنية الضعيفة لأوباما وسيف الجزيري كانت الأمور صعبة.

ولكن ما أزعج الزمالك فعلًا وجعله غير قادر على التهديد بصفة مستمرة هو الجودة السيئة جدًا للعرضيات خلال المباراة، فكلها مكشوفة بالونية لا تهدد دفاعًا متكتلًا.

وفشل محمد عبد الشافي وإبراهيما نداي ومحمد طارق في إرسال عرضيات محكمة يمكن للفريق استغلالها، وباستثناء واحدة أو اثنتين التقطهما ناصر منسي أو أوباما، لم يكن للفريق خطورة كبيرة من العرضيات، وما زاد من الطين بلة هو الإجادة الكبيرة للاعبي المصري في الدفاع دون ارتكاب الكثير من الأخطاء حول منطقة الجزاء يمكن للزمالك استثمارها.

العد التنازلي لعبد الغني

كانت أخبار جيدة تلك التي استقبلتها جماهير الزمالك بقرب جاهزية محمود حمدي الونش وعودته للملاعب من جديد. التيار السائد كان الرغبة في المحافظة على مدافع الزمالك لأطول فترة ممكنة دون المخاطرة به خوفًا من تجدد الإصابة التي أبعده عن الفريق لفترة طويلة.

ولكن بعد المستوى الضعيف لمحمد عبد الغني، قد تتغير نسبة هذا التيار. فعبد الغني كان مساهمًا رئيسًا في هدف المصري بعد تقاعسه عن الضغط على فخر الدين بن يوسف الذي أرسل غيلاس قناوي إلى الانفراد.

والحقيقة أن تلك اللقطة ليست باستثناء عن مستوى مدافع الزمالك لفترات طويلة، فهو يدافع بطريقة "أليفة" تفتقر للشراسة وتشعر معها دائمًا وأن هناك حالة من اللامبالاة في طريقة لعبه.

رعونة وسوء حظ

رغم كل ما سبق، فإن الزمالك كان بإمكانه الفوز في المباراة لو سدد نيمار بشكل أقوى في فرصته التي أخرجها حارس المصري جاد من على خط المرمى، أو لو سكنت تسديدات سيف الجزيري وإبراهيما نداي الشباك بدلًا من اصطدامها بالقائم والعارضة.

والحديث هنا ليس عن سوء حظ يلازم الزمالك، بل في أنه في بعض الأوقات يمكن للانتصارات القبيحة أو تساعد الفريق على العمل في هدوء لتحسين المستوى ورفع الضغط وخلق الدافع!

ودافع المنافسة على لقب الدوري مرهون بعدم اتساع الفارق وهو كان رهان الزمالك في الموسمين اللذين فاز فيهما بلقب الدوري، وإن كان حتى يفتقد لمقومات المنافسة، فإن وجود الدافع قد يساعد في تحقيق الأهداف الأخرى كالتأهل لدوري أبطال أفريقيا الذي لا يحتمل الفريق الغياب عنه مرة أخرى لكنه بات أمرًا ممكنًا جدًا.

الجودة تقف عائقًا والشتاء حاسم

ضعف الجودة التدريبية هو أحد العوائق الكبيرة بكل تأكيد، لكن العين لا تخطئ ضعف الجودة الكبير جدًا في تشكيلة الفريق في بعض المراكز خاصة على مستوى خط الوسط .. بطء التحضير وغياب السرعة وكثرة التمريرات المكشوفة تقوّد من هجمات أي فريق وتضعف من المعنويات في مطاردة الكرة من جديد بعد إجهاض الهجمات.

ولذلك يبدو ملف الشتاء حاسمًا لمجلس إدارة الزمالك الذي بات عليه أن يسابق الزمن لتدبير المبلغ المطلوب لفك القيد، ومن ثم البدء في التفكير في الصفقات الشتوية. كلها ملفات معقّدة على النادي فكها بأي طريقة لإنقاذ الموسم، وإن أضيف ملف المدرب لاحتياج النادي لفك القيد أولًا فإن المعضلة تصير أكبر، لذلك من السخف مناقشة احتياجات الفريق في الشتاء قبل إنهاء هذه الأمور.

وحتى ذلك الحين، فإن على الزمالك الفوز بكل مباراة يخوضها قبل كأس أمم أفريقيا أملًا في بعض الهدوء عند الوصول لمحطة التقاط الأنفاس علّ النادي يجد بارقة أمل لقلب الأمور.

شارك: