بعد كلاسيكو الكأس | هل تخلى تشافي عن "DNA" برشلونة؟
حقق برشلونة أمام غريمه ريال مدريد، أمس الخميس، أقل معدّل استحواذ على الكرة منذ أن بدأت منصة "أوبتا" جمع بيانات كرة القدم الأوروبية في عام 2005، بواقع 35.3٪، ما أثار جدلية استغناء البارسا عن أسلوبه التاريخي "تيكي تاكا" القائم على الاستحواذ.
ورُغم انتصار برشلونة في ملعب "سانتياغو برنابيو" بهدف عكسي من البرازيلي إيدير ميليتاو في الدقيقة 26 لحساب ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، فإن انتقادات حادّة طالت المدرب تشافي هيرنانديز (43 عامًا) حيال تطبيق نهج دفاعي بحت أمام ريال مدريد.
"كانت الخطّة أن نهيمن على المباراة عبر امتلاك الكرة والاستحواذ المستمر، والبقاء في نصف ملعب ريال مدريد أطول فترة ممكنة.. لكن لا يحصل الجميع على ما يريد، لم يكن السيناريو الذي أردناه أو الذي توقعناه". هكذا تحدث المدرب تشافي في المؤتمر الصحفي.
| الترتيب | الموسم | المباراة | نسبة الاستحواذ |
| 1 | 2022-2023 | ريال مدريد - برشلونة | 35.3 |
| 2 | 2006-2007 | برشلونة - فيردر بريمن | 43.5 |
| 3 | 2018-2019 | ريال بيتيس - برشلونة | 44.1 |
| 4 | 2021-2022 | ريال سوسيداد - برشلونة | 44.5 |
| 5 | 2015-2016 | برشلونة - رايو فاييكانو | 44.7 |
"كاتيناتشو" برشلونة ينتصر
في غلافها الصادر الجمعة عنونت يومية "آس" الإسبانية بـ(برشلونة يفوز بالكاتيناتشو). والكاتيناتشو مصطلح إيطالي يعني (غلق الباب)، ويشير إلى الأسلوب الدفاعي البحت الذي طبقّه المدرب الإيطالي نيريو روكو مع ميلان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
فيما شنّ صحفيون إسبان موالين لبرشلونة هجومًا على المدرب تشافي حيال الكرة الدفاعية التي انتهجها أمام ريال مدريد، وقالوا إنه تخلّى عن الحمض النووي للفريق أو "DNA". وهو ما أنكره تشافي في المؤتمر الصحفي عندما صرّح بأن ريال مدريد أجبره على ذلك.
بعيدًا عن تقوقع برشلونة في مناطقه وندرة خروجه لمهاجمة ريال مدريد والذي يتضح من خلال الخريطة الحرارية للمباراة، كانت نسبة دقّة تمريرات البارسا بعد منتصف الملعب 56٪، والسبب هو قلة المساندة من لاعبي الوسط والدفاع لزملائهم في الخط الأمامي.
الأداء الهجومي الركيك لبرشلونة في المباراة عكسته لغة الأرقام، حيث أكمل لاعبو البارسا 58 تمريرة فقط في نصف ملعب الخصم، مقابل 273 تمريرة للاعبي ريال مدريد في نصف ملعب برشلونة، ومع ذلك لم يستطع "الميرنغي" فك شفرات دفاع "البلوغرانا".
هل أجبرت الغيابات تشافي على انتهاج الأسلوب الدفاعي؟
ربما يمتلك تشافي أعذاره حيال انتهاج الأسلوب الدفاعي الممل أمام ريال مدريد، حيث غاب عنه أبرز مفاتيح اللعب وهو الإسباني الشاب بيدري غونزاليز (19 عامًا)، المتسم بقدرته على حيازة الكرة والتمرير الكاسر للخطوط في عمق دفاعات الخصم.
كما غاب عن البارسا في المباراة، الثنائي الهجومي الفرنسي عثمان ديمبيلي والبولندي روبرت ليفاندوفسكي. وهذه نقطة لا يُستهان بها عطفًا على قلة مردود فيران توريس ورافينيا اللذين استعان بهما المدرب تشافي لتعويض غياب ديمبيلي وليفاندوفسكي.
برشلونة ونظرية الفوز القبيح
ربما لم يجد تشافي حلًا سوى الدفاع بالنظر إلى الغيابات المؤثّرة لديه، لكن بالعودة إلى منتصف فبراير/ شباط الماضي، سنجد أن برشلونة خسر استحواذه على الكرة بنسبة 45٪ فقط لصالح فياريال بالجولة الـ21 من الليغا، وهي مباراة فاز بها البارسا بهدف نظيف 1-0.
اعتاد برشلونة في الموسم الحالي على الدفاع جيدًا وإغلاق مناطق التمرير على الخصم، مع تسجيل أقل عدد أهداف لضمان النقاط الـ3 فيما يمكن وصفه بـ(الفوز القبيح)؛ حيث انتصر برشلونة بنتيجة 1-0 بالموسم الحالي 9 مرّات وهي سابقة لم تحدث منذ سنوات.
الدفاع خير وسيلة لجلب البطولات
يقول الطليان: "إن الهجوم الجيد يكسبك الفوز في المباريات، ولكن الدفاع الجيد يمنحك حصد البطولات".. وعطفًا على ذلك فقد استقبلت شباك برشلونة 8 أهداف فقط من 23 جولة في الدوري الإسباني، كأقوى خط دفاع في الدوريات الخمسة الكبرى قاطبة.
وحافظ الحارس الألماني مارك أندري تير شتيغن على نظافة مرماه 17 مرّة من أصل 23 مباراة في الدوري الإسباني، وبالعودة إلى الفترة نفسها من الموسم الماضي سنجد أن برشلونة استقبل 25 هدفًا ولم يحافظ شتيغن على نظافة مرماه سوى 5 مرّات فقط.
الأرقام الدفاعية الجيدة تعزز فرضية أن تشافي يريد في الوقت الحالي حصد الألقاب عوضًا عن تطبيق أسلوب برشلونة التاريخي القائم على الاستحواذ والهيمنة مع الكرة، فالنادي الكتالوني قد حصد كأس السوبر الإسباني قبل أسابيع في السعودية من ريال مدريد، ويبتعد في صدارة "الليغا" بفارق 7 نقاط عن حامل اللقب مدريد، قبل 15 جولة من نهاية الموسم في إسبانيا.
شارك:
أخبار ذات صلة
