الإصابات تحرم عددا من نجوم الكرة التونسية من مواصلة المشوار

2021-06-08 09:01
أبرز اللاعبين التونسيين الذين أنهت الإصابة مشوارهم الكروي (winwin)
Source
+ الخط -

من المؤكد أن أكثر ما يخشاه  أي لاعب محترف لكرة القدم هي الإصابة، فعندما تحل بلاعب لا بد أن تُلحق به الخسارة بأي شكل من الأشكال، ولربما ألحقت به كبرى الخسائر، وهي الاعتزال أو الغياب الطويل عن ممارسة اللعبة أو الانخفاض الشديد جداً في المستوى.

وهو ما صادف لاعبين كبار كثيرين في العالم بشكل عام وفي تونس بشكل خاص، إذ كانت نهايتهم بهذه الإصابة المتنوعة الوجوه، ولكن أكثرها مضرة للمشوار الكروي هي الإصابة على مستوى الرباط الصليبي خاصة، كما حصل مع محمد أمين بن عمر لاعب النجم الساحلي الإثنين 5 أبريل/ نيسان. 


في هذا التقرير نستعرض أصعب وأسوأ الإصابات التي ضربت اللاعبين المميزين في تونس خلال السنوات الأخيرة، والتي على رغم من قربها من الأذهان يتجنب الكثير من الناس تذكرها لعدة أسباب؛ أهمها محبتهم لهؤلاء النجوم التي قدمت الكثير لفرقها ولمنتخب نسور قرطاج، قبل أن تحطمهم الإصابات في أهم فترات مسيرتهم الكروية. 

جمال السايحي نجم مونبلييه الفرنسي


اضطر لاعب الوسط المدافع الدولي التونسي السابق لاعتزال كرة القدم في سن مبكرة جدا في عمر 28 عاما، وتحديدا في موسم 2016 -2017 عندما كان لاعبا في صفوف فريق "أنجي" في الليغ 1 الفرنسية.

وكانت السنوات الأولى لمسيرة السايحي الاحترافية مميزة للغاية عندما توج بالدوري الممتاز مع فريق مونبلييه سنة 2012، حيث كان بين أبرز العناصر المساهمة في تحقيق اللقب الوحيد في تاريخ الفريق رفقة النجم الحالي لتشيلسي والمنتخب الفرنسي أولفييه جيرو. 


واختارت جماهير النادي، السايحي ضمن التشكيلة المثالية لنادي مونبلييه خلال العشرين سنة الأخيرة بفضل تألقه مع الفريق آنذاك، وتغير الحال كثيرا بعد تعرض السايحي لإصابات كثيرة في ظرف وجيز، ما أثر في مستواه، واضطر في مرحلة أولى لمغادرة الفريق ثم إعلانه الاعتزال سريعا. وقد لعب السايحي 21 مباراة دولية فقط مع منتخب تونس. 

ياسين الشيخاوي أصغر لاعب تونسي في مونديال 2006


تنبأ بعضهم بمستقبل واعد للموهبة الاستثنائية ياسين الشيخاوي، حيث كان أصغر العناصر التونسية المشاركة في قائمة المدرب الفرنسي روجيه لومير في مونديال ألمانيا 2006، وذلك بعد تقديم نفسه أحد أفضل اللاعبين في الدوري التونسي مع النجم الساحلي ولمدة 3 مواسم متتالية، وبات قائد الفريق وكان ذلك في موسم 2007/2006، ليكون بذلك أصغر قائد للفريق في تاريخ النجم، وعمره لم يتجاوز 19 سنة و11 شهرا. 


وانتقل الشيخاوي نحو فريق زيوريخ السويسري لتكون بوابة العبور نحو فرق أوروبية أعرق وأقوى، ولكن لعنة الإصابات ضربت ابن النجم الرادسي، وغاب عن الملاعب لفترات طويلة، ولم يلعب باستمرار أبدا، وهو ما تسبب له في خسارة الكثير في مسيرته.


وعاد الشيخاوي للدوريات العربية في تجارب قطرية مع الغرافة والأهلي ثم الرجوع من حيث انطلق توهجه مع النجم الرياضي الساحلي، ومن المتوقع إعلان اعتزاله اللعب نهاية الموسم الحالي.


أمير الحاج مسعود إصابة قفصة اللعينة


كان من المتوقع أن يكون أمير الحاج مسعود خليفة المدافع الأيمن للمنتخب التونسي وأياكس الهولندي، حاتم الطرابلسي بعد اعتزاله، حتى إن الفرنسي لومير كان يعول عليه أساسيا عند غياب الطرابلسي، كما حدث في كأس القارات 2005 وفي مناسبات أخرى، ويعد الحاج مسعود لسنوات طويلة من أهم عناصر فريق النادي الصفاقسي، وفاز مع الفريق بعدة ألقاب محلية وقارية، كما قاد الفريق في النهائي الشهير في دوري أبطال إفريقيا سنة 2006 الذي خسره نادي عاصمة الجنوب في الثواني الأخيرة. 


وتعرض المدافع الأيمن الحاج مسعود إلى إصابة خطيرة سنة 2007 بمناسبة لقاء فريقه أمام قوافل قفصة في الدوري التونسي، ما تسبب له في ضياع مستقبله. ويعاني اللاعب من حالة مادية صعبة حاليا؛ إذ إنه أصبح عاجزا على توفير قوت يومه، كما أشرنا في تقرير سابق.

حاتم الطرابلسي نجم أياكس السابق 

يعده الكثير من المتابعين أنه المحترف التونسي الأفضل في أوروبا حتى يومنا هذا بفضل مروره الناجح في هولندا مع أياكس أمستردام، وترشيحه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لجائزة الأفضل في العالم، وذلك في قائمة ضمت 50 لاعبا سنة 2003، كما قدم الطرابلسي مباريات لا تنسى في بطولة دوري أبطال أوروبا مع ثلة من أبرز النجوم في الفريق آنذاك؛ منهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.


ورحل "الفهد الأسمر" صوب الدوري الإنجليزي من بوابة فريق مانشستر سيتي، وعلى الرغم من انطلاقته الجيدة هناك بتسجيله في الديربي أمام اليونايتد وتحقيقه مستويات طيبة في الجولات الأولى من البريميرليغ، فإن الحظ عاند المتوج بكأس إفريقيا 2004 مع نسور قرطاج، وتعرض لإصابة بليغة على مستوى ركبته اليمنى، الأمر الذي جعل إدارة فريقه الإنجليزي تعلن عن رحيله في 2007، ليخوض إثرها تجربة احترافية خاطفة في الهلال السعودي لم تتجاوز 6 أشهر، وأعلن بعدها اعتزاله نهائيا كرة القدم.


وجدي المشرفي نهاية مبكرة


كان شيخ المدربين التونسيين فوزي البنزرتي أول من أعطى فرصة المشاركة للمهاري وجدي المشرفي مع الإفريقي، وشارك في أغلب مباريات كأس الكونفيدرالية الإفريقية سنة 2011 التي وصل فيها نادي باب جديد للمباراة النهائية قبل الخسارة أمام فريق المغرب الفاسي. 


طريقة لعبة تشبه كثيرا طريقة أداء زهير الذوادي نجم الفريق في تلك الفترة، سهولة في المرواغات وقدرة هائلة على تجاوز دفاع الخصوم. ولكن المشرفي تعرض للإصابات التي تسببت في إعلانه الاعتزال سريعا. 


يوسف المويهبي الخسارة الأكبر 


لنفس السبب ضاعت موهبة يوسف المويهبي الرائعة، كان من الممكن أن تسجل اسمها ضمن الأفضل في تاريخ كرة القدم التونسية، بدايات واعدة مع مستقبل المرسى ثم نجاحات كبيرة مع الإفريقي وقيادة الفريق للقب الدوري سنة 2008، وكان مساهما بارزا في اللقب بتسجيل 9 أهداف. 


بدأت متاعبه سنة 2009 عندما تعرّض إلى إصابة على مستوى الكاحل جعلت مردوده يتراجع، وحتى بحثه عن إعادة تثبيت نفسه في المشهد الكروي مع التحاقه بالنجم الساحلي؛ لم يوفق فيه، قبل أن يخوض تجربة احترافية في العهد اللبناني. وتبيّن أن الإصابة كان لها الأثر الكبير في تغيير مسار مسيرته الكروية بشكل كبير. 


محمد أمين بن عمر .. إصابة الرباط الصليبي اللعينة 


يمكن القول إن محمد أمين بن عمر كان نجم التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 إلى جانب يوسف المساكني، وظهر هذا في عدة مباريات حاسمة في مشوار منتخب نسور قرطاج نحو المشاركة العالمية الخامسة في تاريخه.


وكان الجميع يتوقع له التألق في المونديال ومن ثم الاحتراف في أحد الفرق الأوروبية المعروفة في فرنسا أو إسبانيا، ولكن حظه العاثر وقف ضده، وتعرض لإصابة كادت تحرمه من الحضور مع قائمة المدرب نبيل معلول في كأس العالم، ثم أصيب في الرباط الصليبي للمرة الثانية في ظرف 18 شهرا، ما قد يحرمه من فرصة الالتحاق بعدة فرق عربية أبدت رغبتها في استقطابه إلى حد وقت قريب. 

شارك: