ماذا يخيف مصر قبل مواجهة الدنمارك في مونديال اليد؟

2021-06-08 09:01
مواجهة منتظرة بين النجم المصري أحمد الأحمر والحارس الدنماركي نيكلاس جاكوبسن (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أصبحت مواجهة مصر للدنمارك بإطار الدور ربع النهائي لبطولة العالم لكرة اليد في نسختها الـ 27، والمُزمع إقامتها يوم الأربعاء، بمثابة الشغل الشاغل للكثير من الأوساط الجماهيرية والإعلامية؛ بالنظر لأهمية المباراة وقوة الخصم الاسكندنافي، حامل اللقب، والمُدججة قائمته بمجموعة من أبرز اللاعبين وأهمهم.


ويأمل المنتخب المصري في تجاوز عقبة الدنمارك الصعبة، والترشح للمربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخ مشاركاته بالمونديال، متسلحا بحماسة كبيرة، وامتلاكه مزيجا من نجوم تتلألأ بخبرات طويلة... شُبان صنعوا المجد قبل عامين ببطولتي العالم للشباب والناشئين، ومدرب إسباني شاب يترقبه كثيرون لأن يصبح ضمن النخبة في العالم بأسره.

ولا يمكننا نعت مواجهة الدنمارك بغير الصعبة، فالمنافس تمكن من تأمين عبوره السهل بدور المجموعات التمهيدي، وقد ضمن صدارة المجموعة الثانية بالدور الرئيسي قبل خوض مباراته الثالثة، ليفرض نفسه كمُرشح أول للتتويج باللقب العالمي للمرة الثانية تواليا، وتكريس هيمنته على ساحة كرة اليد الدولية، مع سابق فوزه بالميدالية الذهبية للعبة بدورة الألعاب الأولمبية الأخيرة "ريو 2016".


وأظهر لاعبو المنتخب المصري ورئيس الاتحاد المحلي، هشام نصر، ثقة كبيرة في قدرة الفريق على مجاراة الإيقاع السريع للدنمارك وإلحاق الهزيمة ببطل العالم، وبدا المدرب الإسباني روبرتو غارسيا باروندو مُتحمسا قبل ساعات معدودة من التحدي، وقد ارتسمت إيماءات على محياه عند سؤاله بشأن ملاقاة الدنمارك بالدور ربع النهائي، وذلك في تصريحاتٍ مُتلفزة، أعقبت التعادل الأخير للفراعنة، ضد سلوفينيا.


لقد فرح المصريون كثيرا بالتأهل عن دور المجموعات الرئيسي، لكن سرعان ما تحولت علامات النشوة إلى استفهامين اثنين: هل سنعبر الدنمارك؟ وما الذي يخيفنا من هذا الفريق؟


ترسانة من اللاعبين المميزين


تزخر قائمة الدنمارك بكوكبة من أبرز وأشهر لاعبي كرة اليد، يتقدمهم الظهير الأيسر ميكيل هانسن، أفضل هداف بالمونديال الأخير والفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات سابقة. كان نجم باريس سان جيرمان ولا يزال هو العنصر الأهم بين زملائه، وبدا الفريق مفتقرا للكثير خلال مباراته، الاثنين، ضد اليابان، مع غياب صاحب الـ 33 عاما؛ بسبب معاناته من آلام في المعدة.


ويبرز أيضا بين لاعبي منتخب الدنمارك اسم الهداف ماتياس جيدزيل (21 عاما)، والذي ينشط بتشكيلة فريق جوج المنافس بالدوري المحلي لكرة اليد، إلى جانب نيكلاس لندن جاكوبسن وكيفين مولر، حارسَي مرمى كيل الألماني وبرشلونة الإسباني على الترتيب.


المدرسة الدنماركية


لا تجيد مصر في مواجهاتها للدنمارك بلعبة كرة اليد، ما يظهر جليا في إحصائية مفادها خسارة بطل إفريقيا للمباريات الخمس الأخيرة بين الفريقين، 4 منها في بطولات العالم وواحدة في الدوري الذهبي 2018.


وتعود مواجهة الفريقين الأخيرة لبطولة العالم 2019، إذ مُنيت مصر بهزيمة (20-26) أمام الدنمارك، التي استضافت المنافسات بالشراكة مع ألمانيا، وقد تُوجت باللقب عقب هزيمتها للنرويج في المباراة النهائية.


وتعاني مصر في منافسة بعض المدارس بلعبة كرة اليد، منها السلوفينية والدنماركية، لكن رئيس الاتحاد المصري بدا أكثر ثقة، مع اجتياز الفراعنة لمباراة سلوفينيا وتقديمهم مردودا جيدا خلال مواجهة الدنمارك قبل عامين.


غياب الدافع


يؤمن المصريون بقدرة فريقهم على هزيمة الدنمارك ومواصلة المشوار بكأس العالم لكرة اليد، ومع ذلك يؤكد كثيرون منهم أن التأهل لدور الثمانية يمثل إنجازا حقيقيا، خاصةً مع إقامة المنافسات أمام مدرجات خاوية من الجماهير؛ كإجراء احترازي لمجابهة فيروس كورونا، وعدم الإعداد الجيد للبطولة.


وحصدت مصر المركز الثامن ببطولة العالم الأخيرة، ويظهر تخطي دور المجموعات الرئيسي في نسخة 2021 بمثابة تأكيد قيمة الفريق القومي ومكانته المهمة بين أعتى منتخبات كرة اليد العالمية.


في المقابل، ترغب الدنمارك في استغلال جيلها الذهبي لتكريس هيمنتها الدولية وإضافة لقب المونديال الثاني في تاريخها، بعد اكتفائها بحصد المركز الثالث عشر بمنافسات كأس أمم أوروبا الأخيرة.


لكن إلزامية الانتصار قد تمثل عبئا إضافيا على لاعبي الدنمارك، في مجابهة الحلم المصري والتحدي الخالي من أي ضغوطات.. ومن هنا قد تستمر المغامرة.


معاناة أمام الكبار.. ولكن؟


قدم منتخب مصر عروضا طيبة للغاية ببطولة العالم الحالية، مع تحقيقه 4 انتصارات من 6 مباريات، لكن الواقع يخبرنا أن أصحاب الأرض أخفقوا في الفوز على سلوفينيا والسويد.


ومثلت مواجهة السويد التحدي الأكبر لمصر في دور المجموعات التمهيدي، لكنها انتهت بالخسارة (24-23)، قبل التعادل (25-25) مع سلوفينيا القوية بالدور الرئيسي، وهو أمر يحمل إشارة إلى صعوبة تنتظر أصدقاء أحمد الأحمر في مواجهة الدنمارك، على الرغم من انتصارهم بفارق كبير على منتخب الاتحاد الروسي.


وربما لا ترجع هزيمة مصر أمام السويد وتعادلها مع سلوفينيا إلى ضعف كتيبة باروندو، لاسيما أن الفريق كان الأقرب للفوز بكلتا المباراتين، بيد أن تحمل ضغوطات خوض المقابلات الصعبة ومناهضة المُنتخبات الكبيرة، كما فعل الفراعنة بالشوط الثاني من مباراتهم الأخيرة ضد سلوفينيا، شأنه أن يمثل عاملا مهما في مواصلة الحلم.


مدرجات صامتة


لا شك في أن غياب الجماهير يؤثر سلبا في منتخب مصر وحظوظه في استكمال مشواره بالبطولة العالمية، خاصةً أن الحماس والحمية يمثلان ركنا أصيلا في بواطن القوى للفريق.


ويحاول لاعبو المنتخب المصري أن يتداركوا غياب الجمهور بتشجيع بعضهم بعضا، ويبدو الأمر مُجديا إلى حد كبير، في غياب قسري للجماهير.


وقد احتاجت الدنمارك جماهيرها لانتزاع لقبها الأول في بطولة العالم قبل سنتين، واستفادت قطر وألمانيا من زخم شعبي كبير عامي 2015 و2007 على الترتيب، والأمر نفسه لتونس عام 2005، وهي أمور أسهمت في تحقيق هذه المنتخبات لنجاحات، نأمل أن تحققها مصر في غياب جماهيرها.

هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في هذه القناة https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.

شارك: