الملاكم الشهير محمد علي كلاي في قصيدة!

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-28 13:01
محمد علي كلاي أبرز أسطورة مرت في تاريخ عالم الملاكمة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وُلد كلاي في عام 1942 لأسرة أمريكية في ولاية كنتاكي، وكان اسمه قبل اعتناقه الإسلام (كاسيوس مارسيلوس كلاي /Cassius Marcellus Clay)، ويُعرف بأصله الأفريقي وبشرته السوداء التي كانت سببًا لكثير من مظاهر العنصرية التي تعرض لها في حياته. واعتنق الإسلام عام 1964 وغيّر اسمه إلى (محمد علي) وحافظ على كنيته نفسها. 

اشتُهِرَ عالميًا عندما فاز ببطولة العالم للملاكمة عن فئة الوزن الثقيل، وحافظ على فوزه ومركزه على مدى عشرين عامًا، إذ فاز ثلاث مرات ببطولة العالم للملاكمة، وحصل على لقب (رياضيّ القرن) عام 1999، واعتزل رياضة الملاكمة عام 1981 وكان عمره آنذاك 39 عامًا، بعد مسيرة زاخرة بالتميّز والنجاحات، وتوفي في عام 2016 بعد صراع شديد مع مرض شلل الرّعاش (باركنسون) عن عمر ناهز 72 عامًا.

ما العلاقة بين هذا الملاكم الأسطورة والشعر العربي؟ 

ما الذي جاء به إلى أشعارنا وكيف تَلَقّتهُ قَوافِينا؟

هل كان إسلامُه السّببَ الرئيسَ وراء ذلك؟

بعد اعتناق محمد علي كلاي الإسلامَ رفضته جماعةُ أُمَّةِ الإسلام التي أراد الانتماء إليها، بسبب ممارسته لرياضة الملاكمة! نعم.. قد تستغربون ذلك، لكنه حين استطاع إزاحة بطل الملاكمة العالمي السابق له (سوني ليستون) وهو في الثانية والعشرين من عمره فحسب، قَبِلَتهُ الجماعةُ وأعلنت اسمه الجديد (محمد علي) الذي صار مَدعاةَ فخرٍ للمسلمين، ودليلًا على تفوّقهم وقدرتهم على الانخراط وتحقيق النجاح في مجالات الحياة كافة.

تحوّل محمد علي كلاي بعد ذلك إلى مَذهبِ السُّنَّة، وكان قويَّ العقيدة راسخَ الإيمان، دائمَ الافتخارِ بانتمائه إلى دين الإسلام، وبدأ نشاطه الدَّعويّ والخيريّ هادفًا بذلك إلى تصحيح الصورة النَّمطيّة السيئة المنتشرة عن المسلمين في الغرب.

وكان حازمًا ذا مبدأ ثابت؛ إذ رفض المشاركة أو الانضمام إلى كلِّ ما فيه مخالفة لتعاليم الإسلام، والقصص والأحداث والدلائل على ذلك كثيرة، وما يَعنِينا هنا هو النتائج التي حصدها جَرّاء مواقفه المَبدَئِيّة، فقد نال محبة الكثير من المسلمين وإعجابهم، وذاعت شهرته في الأوساط العربية والمُسلِمة.

وهكذا وجدنا شعراء يَتَغنّون برياضة الملاكمة حُبًّا به وإكرامًا له، فها هو الشاعر محمد أحمد أبو غربية يَنظُمُ قصيدةً في هذا الملاكم الجميل؛ يقول فيها:

أَصَولَةٌ للمَجدِ أم أَقدارُ                             في عَزمِه... أم هَزَّةٌ ودُوارُ
أم عَنوَةُ الأحداثِ في زَندِ الفَتَى                              بِسَمائِه تَتوَاكبُ الأنوارُ
حتَّى الشُّموسُ أَتَتْهُ تَأنسُ شُهرةً                       شَخصَتْ به وبِبرجِه الأبصارُ
هذا (كلاي) نَعتُه ومحمَّد                                اسمٌ تَعَطّر في عُلاه شِعارُ
إيمانُه سِحرٌ يُتوِّجُ عَزمَه                                وبِوَجهِهِ قد أَزْهَرَ النُّوَّارُ

يتغنّى الشاعر بِقوّة سَاعِدِ محمد علي كلاي وإحكام قَبضَتِه في الملاكمة، مُتعجِّبًا ومُعجَبًا به في الآن نفسه، فقد استطاع أن يُثبتَ نفسه في حَلبات المُلاكمة، واستطاع أن يَجذبَ الأنظار إليه من شتّى أصقاع الأرض وهو ما يزال في رَيعان الشّباب، ولا يغفلُ الشاعر عن الإشادة باسمِ كلاي الجديد، فقد صار (محمّداً) والاسم وحدَه يكفي للإشارة إلى انتماء هذا البطلِ العَقَديّ، ويكفي للدّلالة على أنّ الإسلامَ دينٌ رَحبٌ يُزهِرُ أبناؤه في كلِّ مكانٍ وزمان، وليس -كما يدّعي كثيرون- أنه دين تضييقٍ وانكِفاء وانعزال.

تتألّفُ القصيدة من سبعةَ عشَر بَيتًا، يصف فيها الشّاعرُ جسارَة الملاكِمِ الأسطورة وإقدامه وعزمه وقوّة ضربته، ويُصوِّرُ خوفَ الخُصومِ والمنافسين من مُواجهته في حلبة الملاكمة، إذ يقول:

اتَّخَذَ الشَّجاعَةَ عُدّةً وبِطانَةً                   علم الصّرَاع وصَرحُهُ ومَنارُ
في حلبَةَ التَّلاكُم كم ذا بَدَا                      لَيثاً تَعيشُ بِظفرِهِ الأخطارُ
وخُصومُهُ قد أُفزعُوا من هَولِهِ              كم عَضّهُم شَوكُ اللِّقاءِ وعُثارُ
لكنَّهم... شَرَفُ اللِّقاءِ يُعِزِّهم                   فمُحمَّدٌ شمسٌ لهُم ونَهارُ

لم يكتفِ الشاعرُ بتصوير قوّة الملاكِمِ ورُعب الملاكِمين الآخرين من التَّباري معه ومُواجَهتِه، بل جعل وجودهم معه في الحلبة نفسها -وإن كانت الهزيمة حليفة لهم- شرفًا لهم وعِزًّا.

إنَّهُ الشِّعرُ يا سادة! لا يترك ميدانًا من ميادين الحياة، ولا تفصيلًا بسيطًا كان أو كبيرًا بدون التّطرّق إليه والإحاطة به؛ لِذا حُقَّ له أن يكون ديواننا؛ ديوان العرب.

شارك: