"شيء من الخوف".. الرياضة المصرية تبحث عن "فؤادة"

تحديثات مباشرة
Off
2023-04-19 17:45
تبادُل للاتهامات بين الاتحاد المصري ولجنة العقوبات بشأن قرار إيقاف محمود عبد المنعم "كهربا" لاعب الأهلي (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منذ قديم الأزل والرياضة المصرية تبحث عن "فؤادة "، تلك البطلة القادرة على انتشالها من بئر الخوف والجبن وتمنحها حبوب الشجاعة عند الخوض في أزمات، و"فؤادة" التي أقصدها تلك المرأة القوية التي جسدتها الفنانة المصرية الكبيرة الراحلة، شادية، في أحد أهم الأفلام الكلاسيكية في تاريخ السينما المصرية، وهو فيلم "شيء من الخوف" بطولة الفنان محمود مرسي الذي لعب دور "عتريس" الرجل المتجبر الذي نجح في أن يُخضع كل أهل قريته له بالرعب والتهديد والوعيد، مستغلًا حاشية الشر التي تحيط به وتحميه، حتى جاءت وظهرت "فؤادة" التي تحدت جبروت عتريس وقامت بما عجز أن يفعله الرجال، وفتحت "الهاويس" -مكان للتزود بالماء- لتنقذ القرية وأهلها من الموت عطشًا وتقتل الموت بداخلهم.

والحقيقة أن كل الأزمات التي تلاحق الرياضة المصرية مثل موج البحر سببها حالة الرعب التي يعيشها المسؤولون عن إدارتها، بداية من الوزير وحتى الغفير -كما يقولون- وباتوا مثل أهل قرية "عتريس وفؤادة" غارقين في العيش ليس بشيء من الخوف بل بكل الخوف، ويرفضون الصدام مع أي جهة تمتلك جماهيرية وآلات إعلامية ضخمة، وعندما يتم انتقاد صمتهم وخوفهم يلوحون أنهم رجال متطوعون ولا يتقاضون أجرًا مقابل عملهم، وكأن التطوع صك براءة للجبن وقتل العدالة، وعندما يجبر المسؤولون بحكم مناصبهم على الصدام، تراهم سكارى وما هم بسكارى من شدة الخوف عند تطبيق اللوائح والقوانين.

 إذ قبل يومين وتحديدًا قبل فجر الإثنين تم تسريب نبأ فرض عقوبة كبيرة على لاعب الأهلي محمود عبد المنعم "كهربا " بالإيقاف 12 مباراة وغرامة مالية قدرها مليون جنيه، وعند التواصل مع أعضاء إدارة اتحاد الكرة تبرؤوا من العقوبة خوفًا من غضب إله الكرة الأحمر، النادي الأهلي وجماهيره، وألقوا بكرة إعلان العقوبات على ملعب لجنة الانضباط، التي قامت بدورها بإعادة الكرة إلى ملعب اتحاد الكرة.

ولك أن تتخيل أن كل العقوبات التي يصدرها اتحاد الكرة أو أي من لجانه لا يتم الإعلان عنها رسميًا، رغم وجود موقع رسمي للجبلاية، لقب اتحاد الكرة، وامتلاكه جيشًا من الإعلاميين، ويكتفي الاتحاد بتسريب الأخبار والعقوبات، وإذا كان رد الفعل عنيفًا من الجهة التي تم معاقبتها تغسل الجبلاية يديها في لحظة، وتجزم أنها أخبار كاذبة، وتبكي وتشكو ضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الأندية والإعلام .

وحتى الرأس الكبيرة في المنظومة الرياضية، وزير الشباب، دائمًا وأبدًا ما تراه يرفض الصدام مع أي جهة، ولا يعلن قرارًا حاسمًا في أي أزمة، حتى لو كان الأمر ضد اللوائح والقوانين، وغالبًا ما يتم الاكتفاء بإصدار بيان غير واضح المعالم وبلا مضمون وبالطبع بلا أي عقوبات.

 ومؤخرًا بعد خروج رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور من السجن بعد قضاء عقوبة الحبس 30 يومًا في قضية سب وقذف رئيس النادي الأهلي، قبل أن يتم عزل رئيس الزمالك، أصدر وزير الشباب بيانًا يطالب فيه كل أطراف المنظومة بضبط النفس وأن هناك عقوبات ستطول المخالف، دون أن يحدد ما هي العقوبات وطريقة تطبيقها، وباتت الجهات المسؤولة عن إدارة الرياضة المصرية تكتفي بالشجب والندب والدعوة لضبط النفس على طريقة جامعة الدول العربية، زمان !!.. والكل ينتظر "فؤادة".

شارك: