4 عوامل رئيسية تهدّد مستقبل حنبعل المجبري

تحديثات مباشرة
Off
2024-03-18 17:14
النجم التونسي الصاعد حنبعل المجبري (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بات مستقبل حنبعل المجبري على المحكّ، وأمام منعرج حقيقي قد يهدّد استمرار الدولي التونسي في دائرة الضوء الخاصة بأهم الدوريات الأوروبية، بعد أن كان يحمل منذ سنوات قليلة آمال التونسيين في أن يصبح "أيقونة محترفة"، على غرار المصري محمد صلاح أو المغربي أشرف حكيمي أو حتى الجزائري رياض محرز، قبل أن يقرّر توجيه بوصلته نحو السعودية.

وفي آخر موسمين، تلقّى المجبري عديد الضربات المتتالية التي أثرت في استقرار النجم الواعد لـ"نسور قرطاج"، إذ بات مهدّدًا بمستقبل غامض لا معالم واضحة فيه، بعد أن كان يحمل هامشًا كبيرًا من التطوّر، يخوّله تقمّص ألوان نخبة الأندية الأوروبية.

ولكن ما الذي غيّر بوصلة مستقبل حنبعل المجبري بهذا الانحراف الحاد، الذي لم يكن ينتظره أحد. في القراءة التالية نستعرض وإياكم 4 عوامل ساهمت في وصول "الموهبة التونسية" إلى الحالة التي هو عليها.

قرار صادم يضع مستقبل حنبعل المجبري على المحك

كان خيار الذهاب إلى إشبيلية بالنسبة إلى مستقبل حنبعل المجبري حيويًّا وزاخرًا بالآفاق الرحبة، للواعد البالغ من العمر 21 عامًا، والذي كان يهدف إلى مغادرة جحيم "أولد ترافورد" الذي عانى فيه من الجلوس على مقاعد البدلاء في أغلب المباريات، في ظلّ عدم اقتناع المدرب الهولندي إريك تين هاغ بمخزونه.

غير أنّ أرض الأندلس لم تكن "الجنّة" التي كان يحلم بها حنبعل لطيّ صفحة التهميش، وبالتالي الاستمتاع بحيّز مهم من دقائق اللعب، واستعادة الاهتمام في دوري إسباني مميز، لا سيما على المستوى الفني، وهي النقطة التي تميّز الدولي التونسي.

مردود حنبعل الباهت في مناسبات ظهوره القليلة بزي إشبيلية، لم يشجّع الإدارة على اتخاذ قرار جريء بشراء عقد اللاعب، بمبلغ يصل إلى 20 مليون يورو، بل على العكس، فقد قرّرت وفقًا لمصادر موقع "winwin" عدم تفعيل خطوة شراء عقد اللاعب بعد انتهاء إعارته بنهاية الموسم الحالي؛ حيث سيتم إخطار اللاعب وناديه بذلك خلال الأسابيع المقبلة.

6 أشهر على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء، صيغة عقد لن يُبصر نصفه الثاني النور، حيث سيكون مستقبل حنبعل المجبري على المحك، بعد العودة إلى "أولد ترافورد" بعقد سار المفعول، سيكون بمثابة "الفرصة الأخيرة" للدولي التونسي لإثبات ذاته.

للسلوكيات نصيب من النّدم

يُعرف عن المجبري أنّه من طينة اللاعبين الصغار، الذين يُعاب عليهم "الاندفاع غير المحسوب"، والتصرفات التي تدخل في خانة "الطيش الصبياني"، فنظرًا لحرق اللاعب جملة من المراحل، عطفًا على موهبته التي صُقلت بالسرعة القصوى من موناكو إلى يونايتد، غير أنّه ما يزال يشكو نقصًا على مستوى النضج كمحترف، إذ غالبًا ما يرتكب أخطاءً تدخل في نطاق التسرع، سرعان ما يندم عليها لاحقًا.

حادثة شجاره مع زميله ماريانو دياز في إشبيلية تندرج في هذا الإطار، ولن نبالغ إذا ما قرأنا بين السطور بأنّ ما حدث كان له وزن في قرار إشبيلية الرافض لشراء عقد حنبعل، وذلك لكمّ التخوّفات التي شعرت بها الإدارة الأندلسية تجاه تصرفات التونسي، والتي كان صادمة للغالبية.

خطوة إشبيلية.. خطأ يؤكد التشتت والعشوائية

تعتقد شريحة كبيرة من الجمهور الرياضي التونسي أنّ أهم خطوة إيجابية قام بها حنبعل في مشواره منذ تقمّصه ألوان "الشياطين الحمر"، هي الانتقال في شكل إعارة إلى بيرمنغهام سيتي، الفريق الذي عرف فيه "النسر القرطاجي" أوقاتًا جميلة، حيث لعب بقميصه 38 مباراة وسجّل هدفًا واحدًا.باستثناء خطوة بيرمنغهام، كانت جميع القرارات اللاحقة غير متّزنة ولا صائبة، أوّلها البقاء في صفوف اليونايتد في الصيف الماضي، وعدم السعي وراء تجربة جديدة ترضي حاجته للعب باستمرار للحفظ على تطوّره، ولو في ثوب الإعارة، وثانيها حتمًا في الميركاتو الشتوي الماضي، بالانتقال إلى إشبيلية الذي يعاني من هاجس الهبوط في الليغا، وهو ما يجعل مبارياته معقده والبروز خلالها أكثر تعقيدًا، وهو ما حدث بالفعل.

ولعلّ حصيلة حنبعل بين أسوار ملعب "رامون سانشيز بيثخوان" تغني عن كل تعليق، حيث شارك التونسي تحت قيادة المدرب كيكي سانشيز فلوريس في 4 مباريات فقط مع إشبيلية، منها واحدة في التشكيل الأساسي، ولم ينجح في التسجيل أو صناعة أي هدف حتى الآن, كما أنه جمع 90 دقيقة من اللعب في 9 مواجهات كاملة، أي بمعدل 10 دقائق فقط للمباراة الواحدة، وهو معدّل هزيل للغاية للاعب منتدب قدم للقيام بأدوار طلائعية.

خاض الدولي التونسي 28 دقيقة في أول ظهور له مع إشبيلية ضد جيرونا، في مباراة انهزم فيها فريقه (1-5)، ثم جلس احتياطيًّا في مباراة أوساسونا، قبل أن يعود للمشاركة ولمدة 10 دقائق فقط في فوز الفريق على رايو فايكانو بنتيجة 2-1، واكتفى بخوض دقيقتين فقط في الوقت البديل لمواجهة فالنسيا، والتي انتهت بنتيجة 1-1، في إطار الجولة الـ25.

ولم يشارك حنبعل في مواجهة ريال مدريد، والتي انتهت بخسارة إشبيلية بنتيجة 1-0 في الجولة الـ26، قبل أن يسجّل حضوره للمرة الأولى في التشكيل الأساسي ضد ريال سوسيداد، ثم عاد ليحتجب عن مواجهة الفريق ضد ألميريا، في حين اكتفى بمشاهدة خسارة فريقه ضد سيلتا فيغو بنتيجة 2-1، في آخر جولات الليغا.

تجاهل المنتخب زاد الطين بلّة

مثلما حدث سابقًا مع الحارس الدولي أيمن دحمان، والذي استُدعي للمشاركة في كأس أمم أفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، رغم جلوسه احتياطيًّا لعدد كبير من المباريات في فريقه الحزم السعودي، وتلقّيه وابلاً من الانتقادات بسبب تراجع مستواه، فكان الجميع يترقّب تكرار المشهد ذاته مع حنبعل، لا سيما بعد طيّ صفحة المدرب جلال القادري، الذي لا طالما كانت خياراته على مستوى اللاعبين أرضية خصبة لزرع بذور الجدل.

ولكنّ المشرفين المؤقتين على المنتخب التونسي تجاهلوا الفتى (27 مباراة دولية)، الذي اختار تمثيل تونس قبل سنوات، وسط العديد من المغريات، وعوض أن يكون التوقف الدولي المقبل في مارس/ آذار الجاري، فرصة لاستعادة الأنفاس، وشحن المعنويات للدولي التونسي، بدعوة لمعسكر "النسور"، فهاهم المعنيون بالأمر يقرّرون زيادة الطين بلّة، بترك اللاعب يواجه مصيره المحتوم مع اقتراب نهاية الموسم، التي لا تبشّر بهبوب الرياح الإيجابية نحوه.

شارك: