منتخب ألمانيا يتخبط بين مشاكل هيكلية وفنية قبل يورو 2024

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-23 02:09
المنتخب الألماني يمر بأسوأ فترة في تاريخه (X- 20foursport)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مع الخروج المتتالي من دور المجموعات لكأس العالم، والخروج من المراكز العشر الأولى في تصنيف الفيفا على مدى السنوات الأربعة الماضية، يبدو أن "ماكينة" كرة القدم الألمانية التي كان يهابها الجميع في السابق، قد أصابها "العطب".

فبعد الخسارة المذلة أمام اليابان 4-1 في مباراة دولية ودية في سبتمبر/ أيلول الماضي، أقال الاتحاد الألماني المدرب هانسي فليك. وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها إقالة مدرب منتخب وطني للرجال في ألمانيا، وكانت بمثابة مؤشر لخطر قادم.

ألمانيا حطمت الأرقام القياسية لكن بالطريقة الخطأ، فالهزيمة أمام النمسا 2-0 يوم الثلاثاء الماضي، كانت السادسة في 11 مباراة في عام 2023. وكانت أيضًا الهزيمة الثانية على التوالي أمام النمسا، وهو أمر لم يحدث منذ عام 1931. 

تقف كرة القدم الألمانية على مفترق طرق، حيث لم يتبق سوى ثمانية أشهر من استضافة يورو 2024، وبقى السؤال: هل هناك مخرج لعودة الماكينات إلى سابق عهدها؟ دعونا أولاً نتعرف على سبب المشاكل.

أخطاء في طريقة اللعب والتوظيف

فازت ألمانيا بسبع مباريات فقط من آخر 21 مباراة، كانت إحدى المشاكل الرئيسية هي الاعتماد المفرط على أسلوب لعب معين، وبالتالي أصبح من الممكن التنبؤ به بالنسبة إلى الخصوم.

الطريقة التي خاض بها المنتخب الألماني مباراة النمسا الأخيرة 3-4-1-2، ليست مناسبة لعناصر المنتخب الحالي، لأنها تفتقر إلى الجودة في ظهيري الجنب، إضافة لسوء التوظيف.

فكاي هافيرتز يلعب في مركز "الوينغ باك الأيسر"، وهو مركز غريب عليه ولن يعطي فيه الإضافة، أما ليروي ساني فيلعب كمهاجم ثان، وهو أيضًا غير مناسب لإمكانياته كجناح مميز يلعب للخارج.

ثيلو كيرر، ماتياس غينتر، جوناثان تاه، نيكلاس سولي، ونيكو شلوتربيك، على سبيل المثال لا الحصر، لعبوا جميعًا في مركز الظهير الأيمن للمنتخب الألماني في السنوات الأربع الماضية، على الرغم من كونهم جميعًا يلعبون في مركز قلب الدفاع. وفي 3 مباريات فقط من أصل 21 مباراة هذا العام، لعب ظهيران صريحان بمراكزهم الصحيحة مع ألمانيا.

غياب المهاجم المرموق

عانت ألمانيا للعثور على مهاجم مرموق مثل بقية المنتخبات الكبرى، منذ اعتزال ميروسلاف كلوزه في عام 2014، وقد تمت تجربة كل من تيمو فيرنر وكاي هافرتز في هذا المركز، لكن من دون تأثير ملموس.

في غياب كلوزه، كان عبء التسجيل على عاتق توماس مولر، وهو لاعب خط وسط مهاجم في الأصل، كما ساهم ماريو غوميز ولوكاس بودولسكي أيضًا في الأهداف، لكن كلاهما اختفى بعد يورو 2016.

ألمانيا تعتمد على نيكلاس فولكروغ الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية قبل عامين، وأظهر ومضات من التألق وسجل بشكل معقول، لكنه ليس مهاجمًا من الطراز العالمي لمنتخب عالمي.

عدم استقرار في قلب الدفاع

في آخر 21 مباراة، أشركت ألمانيا 17 ثنائيًّا مختلفًا في قلب الدفاع، وفي كل مناسبة تم استبدال واحد منهم على الأقل. وفي عام 2023، استقبلت شباك ألمانيا 22 هدفًا، بمعدل هدفين في كل مباراة.

قلوب الدفاع لا يستطيعون اللعب لمدة 90 دقيقة كاملة من دون ارتكاب أخطاء باهظة الثمن، وغير قادرين على التعامل مع الهجمات المرتدة والكرات الطويلة، كما حدث أمام اليابان في كأس العالم.

نظام تنمية الشباب سلاح ذو حدين

عندما خرجت ألمانيا بشكل مهين من دور المجموعات من كأس الأمم الأوروبية 2000، أجرى الاتحاد الألماني إصلاحاً شاملاً لنظام تنمية الشباب، حيث استثمر الملايين في تدريب وتطوير المدربين، وبناء مراكز أداء الشباب، وإدخال أكاديميات كرة القدم في المناطق الريفية.

مهد هذا البرنامج الطريق لفريق 2014 المتوج بكأس العالم، لكنه تعرض لانتقادات مؤخرًا بسبب تركيزه الشديد على الكشافة، والاختيار من الفئات العمرية الأدنى.

وقد أدى هذا التركيز على التخصص المبكر إلى تضييق نطاق المواهب. وكشف فيلم وثائقي حديث عن كرة القدم بعنوان "لماذا تسوء ألمانيا في كرة القدم هذه الأيام"، عن الواقع المثير للقلق الذي تعيشه قطاعات الشباب في ألمانيا.

في ألمانيا، يلعب حوالي 1.3 مليون ناشئ في الفئة العمرية أقل من 14 عامًا، ولكن لم يتبق سوى 400000 طفل في الفئات العمرية أقل من 15 إلى 18 عامًا. وهذا العدد يتناقص بشكل مثير للقلق كل عام، لأن النظام تنافسي ومتطلب للغاية، ولا يتيح مساحة كافية للإبداع.

والدليل على انهيار قطاع تطوير الشباب، أن ألمانيا احتلت المركز الأخير في مجموعتها في بطولة أمم أوروبا تحت 21 عامًا 2023، بينما فشل منتخب تحت 20 عامًا في التأهل لكأس العالم تحت 20 عامًا في نسختي 2019 و2023.

على الرغم من سمعته الطيبة في تطوير اللاعبين الشباب، إلا أن مقدار وقت اللعب للاعبي كرة القدم الألمان تحت 23 عامًا في الدوري الألماني انخفض، من 23% في عام 2010 إلى 6% فقط في عام 2020، وفقًا لتقرير صادر عن مجلة "كيك أوف".

وليس من المستغرب أن يتم إدراج ناديين ألمانيين فقط (كولن وشتوتغارت)، ضمن أفضل 25 ناديًا أنتج أكبر عدد من اللاعبين في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى في عام 2022، وفقًا لكتاب عن أبحاث كرة القدم للشباب للكاتبين ليو تيسمان وجورا سين.

وآخر مرة وصل فيها فريق ألماني إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا للشباب، كان هوفنهايم في موسم 2018/2019، ولم يصل أي فريق ألماني إلى النهائي على الإطلاق منذ تأسيس البطولة في 2014/2013.

شارك: