ما بعد بورتو.. يوفنتوس وحنين لا يتوقف
تبخرت أحلام يوفنتوس في الظفر بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مع إقصاء فريق الشمال الإيطالي من ثمن نهائي المسابقة القارية، على يد بورتو البرتغالي غير المُرشح، وقد أسفر ذلك عن موجة تساؤلات حول سياسات النادي المُتبَعة وجدوى خطوات مفصلية اتخذها مسؤولو السيدة العجوز خلال الأعوام القليلة الماضية.
وتُوج يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي في المواسم التسعة الأخيرة، وبدا الفريق مُرشحا فوق العادة للفوز باللقب العاشر تواليا، مع امتلاكه قائمة مُدججة بنجوم بارزين، يعملون تحت قيادة فنية للمتحمس أندريا بيرلو، والذي نال ثقة الإدارة وشريحة كبيرة من المشجعين رغم كونه وليدا في مجال التدريب.
ونجح بيرلو في إظهار نسخة ممتعة من يوفنتوس الذي تميز بالحرص الدفاعي، المُبالغ فيه وفقا للكثيرين، خلال حقبتي أنطونيو كونتي وماسيمليانو أليغري، لكن الفريق افتقر للاستمرارية المطلوبة وعانى من تذبذب النتائج بمنافسات الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.
ويجد يوفنتوس نفسه مُتأخرا بـ 10 نقاط كاملة عن إنتر ميلان، متصدر ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي، قبل 13 جولة على نهاية الموسم، مع امتلاكه مباراة مؤجلة ضد نابولي، كما عاش البيانكونيري مرارة الإقصاء المبكر من دوري الأبطال.
وخسر يوفنتوس بهدف لاثنين في ملعب بورتو، ولم يكن قادرا على استغلال خوض منافسه لأكثر من 65 دقيقة بنقص عددي، بعد طرد المهاجم الإيراني مهدي طارمي، كي يكمل عودة مثيرة ويحجز مقعده بالدور ربع النهائي، ومن هنا عادت جماهير يوفنتوس لعادتها مع الحنين إلى الماضي.
الرغبة في عودة ماروتا
يعتقد مشجعون ليوفنتوس أن مشكلة الفريق الحقيقية تكمن في سياسات الإدارة الرياضية، وقد أبدى بعضهم امتعاضا إزاء استمرار فابيو باراتيسي كمدير رياضي، بعد سنوات من البناء رفقة جوسيب ماروتا.
وغادر ماروتا يوفنتوس خلال الأسابيع الأولى للموسم الرياضي 2018-19، قبل أن يتحول للعمل كرئيس تنفيذي لإنتر ميلان، ويكاد لا يخفى على أحد حجم التغيير الحاصل في قلعة النيراتزوري بفضل وجود الإداري صاحب الـ 63 ربيعا.
ولا تُظهر جماهير يوفنتوس رضاها عن أفكار باراتيسي رغم اعترافها بدور الأخير في جلب البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل 3 أعوام، كما صب بعضهم غضبه على بافل نيدفيد، أسطورة الفريق ونائب رئيس النادي، إلى جانب الرئيس أندريا أنييلي، مع نداءات كثيرة بضرورة عودة ماروتا. وقبل ذلك، التخلي عن باراتيسي.
المجد الأوروبي مع أليغري
سئم يوفنتوس من التقاليد الدفاعية للمدرب أليغري، وقرر التحرر واستقدام المهاجم ماوريسيو ساري، لكن الأخير فشل في التعبير جيدا عن أفكاره، ليتلقى قرار الإقالة بعد ساعات من إقصائه الأوروبي على يد أولمبيك ليون الفرنسي.
ورفض يوفنتوس التراجع عن ثورته، وعين بيرلو مديرا فنيا للفريق الأول بعد أيام معدودة قضاها مدربا للفريق الثاني، ولم تكترث الإدارة بآراء حبذت استعادة أليغري، وهو مدرب حقق النجاحات الأوروبية خلال توليه مقاليد الأمور في مدينة "فينوفو" الرياضية.
وحقق يوفنتوس نجاحات محلية هائلة تحت قيادة كونتي، قبل أن يصل أليغري بنهاية الموسم 2013-14، حيث تمكن من تشكيل فريق هيمن على إيطاليا وتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في مناسبتين.
ولا تزال مجموعات من أنصار يوفنتوس تواظب على المطالبة بعودة أليغري، وهو الرجل الذي نجح في إظهار شخصية لائقة للفريق بالمنافسات الأوروبية.
صفقة بوغبا
تعاقد يوفنتوس مع بول بوغبا عام 2012، قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي، عبر صفقة مجانية، قبل أن يعاود لاعب الوسط الفرنسي أدراجه إلى الشياطين الحمر خلال نافذة الانتقالات الصيفية لسنة 2016، مقابل 105 ملايين يورو.
وأظهر بوغبا مستويات كبيرة في 4 مواسم قضاها لاعبا بتشكيلة يوفنتوس، لكنه عانى التذبذب وافتقر للاستمرارية المطلوبة خلال تجربته الثانية في مانشستر يونايتد، وقد صرح صاحب الـ 27 عاما بتطلعه لخوض تجربة مهنية جديدة.
ويمثل بوغبا هدفا بارزا ليوفنتوس في سوق الانتقالات، وقبل أشهر قالت تقارير إن الكساد المالي الناجم عن جائحة فيروس كورونا هو من أوقف استعادة بطل إيطاليا للاعب خلال موسم الانتقالات الصيفية الفائت.
ويُمني كثيرون من مشجعي يوفنتوس أنفسهم بعودة بوغبا؛ خاصة مع حاجة الفريق للاعب قادر على صناعة الفارق بمنطقة الوسط.