ليفاندوفسكي بين ثأر برشلونة وذكرياته مع بايرن ميونيخ
سجّل روبرت ليفاندوفسكي 344 هدفًا مع بايرن ميونيخ الألماني بين عامي 2014 و2022، وهذا التألق وضعه على خارطة كرة القدم الأوروبية؛ ليفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم مرتين من "FIFA"، فضلًا عن الألقاب والكؤوس المتنوعة التي وصل عددها إلى 19 لقبًا.
عطفًا على طريقة خروج ليفاندوفسكي من بايرن ميونيخ الصيف الماضي والتي شهدت حرب تصريحات متبادلة عندما اتهم اللاعب الإدارة البافارية بالكذب، فإن ولاء ليفاندوفسكي الأول والأخير سيكون لناديه الجديد برشلونة عندما يحل ضيفًا على بايرن ميونيخ، الثلاثاء، في الجولة الثانية من مجموعات دوري أبطال أوروبا، واضعًا أي ذكريات "عاطفية" جانبًا وهو في ملعب أليانز أرينا.
شبّهت صحيفة "ماركا" الإسبانية ليفاندوفسكي بموظّف أدّى عمله في بايرن ميونيخ على مدار الأعوام الـ8 الماضية مقابل أجر سنوي، والآن قد حان موعد عودته إلى بيته "برشلونة" الذي لطالما أراده. كان ليفا واضحًا عندما أخبر بايرن ميونيخ بأن رغبته هي برشلونة، مهما كلّف الأمر.
برشلونة – بايرن ميونيخ.. ثأر مزدوج
أضفى انتقال ليفاندوفسكي إلى برشلونة، طابعًا ثأريًّا على مباراته أمام بايرن ميونيخ، فمِن جهة، يريد البارسا رد اعتباره حيال الهزيمة المذلة (8-2) قبل عامين، ومن أخرى، يرغب "ليفا" في إثبات قيمته لكل مسؤولي البايرن؛ إذا ما نجح في قيادة برشلونة للفوز.
وعند سؤال ليفاندوفسكي عن مباراة بايرن ميونيخ، أجاب: "يجب أن نفوز في كل مباراة، نحن جاهزون لبايرن ميونيخ، دوري أبطال أوروبا هي المسابقة الأقرب إلى قلبي دائمًا". في مجمل تصريحاته، خلت نبرات ليفاندوفسكي من أي إيماءات عاطفية تجاه فريقه السابق.
وربما يساند الحظ برشلونة في مواجهة بايرن ميونيخ خلال الفترة الفنيّة الصعبة التي يمر بها النادي الألماني، إذ تعادل البافاري في آخر 3 مباريات في "البوندسليغا" أمام كل من بوروسيا مونشنغلادباخ (1-1) ويونيون برلين (1-1) وشتوتغارت (2-2) على التوالي.
كيف استعد ليفاندوفسكي لبايرن ميونيخ؟
في مباراة فكتوريا بلزن التشيكي بالجولة الأولى من مجموعات دوري الأبطال، الأسبوع الماضي، فاز برشلونة 5-1، وأصبح ليفاندوفسكي أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل "هاتريك" (ثلاثية) مع 3 أندية مختلفة، بعدما فعلها سابقًا مع بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ.
أمّا في مباراة الانتصار ضد قادش، السبت الماضي، التي انتهت بنتيجة (4-0)، كسر ليفاندوفسكي رقمًا قياسيًّا جديدًا على مستوى الدوري الإسباني، عندما أصبح أسرع لاعب في القرن العشرين يصل إلى 6 أهداف، وقد فعلها في 5 جولات فقط، وذلك حسب منصة "Opta".
ليفاندوفسكي سجل 6 "هاتريك" في مسيرته بدوري أبطال أوروبا
إجمالًا، استعد ليفاندوفسكي لموقعة بايرن ميونيخ بأفضل طريقة ممكنة، وأحرز 9 أهداف خلال 6 مباريات في كل المسابقات هذا الموسم مع برشلونة، إضافة إلى تمريرتين حاسمتين، ما يجعل معدله التهديفي بلغة الأرقام إسهامين للمباراة الواحدة.
كيف يمكن إيقاف ليفاندوفسكي؟
ليس هناك ما هو أكثر تداولًا من أخبار ليفا داخل أروقة بايرن ميونيخ هذه الأيام. فصحيفة "بيلد" واسعة الانتشار في ألمانيا، نقلت ردود أفعال لاعبي البافاري حيال مواجهة زميلهم السابق.
ويقول لاعب وسط بايرن ميونيخ، النمساوي مارسيل سابيتزر، عن كيفية إيقاف ليفاندوفسكي: "مثل هذه المباريات تحتاج إلى الأعمال القذرة (التدخلات العنيفة) وأحيانًا المخالفات التكتيكية. لدينا مدافعون أقوياء لمواجهته، وسنعمل معًا على التكتل".
مانويل نوير: ليفاندوفسكي يعرف أننا فريق صعب
واقتصد مانويل نوير في حديثه قائلًا: "نعرف ما الذي يمكن لليفاندوفسكي فعله؛ لكنه يعلم أيضًا أنه ليس من السهل اللعب ضدنا".
مواجهة ليفاندوفسكي لزملائه السابقين في بايرن ميونيخ ليست جديدة على الجانبين، فقد سبق ونافس ضدهم عشرات المرات في الحصص التدريبية. بهذا الصدد يوضّح ليون غوريتسكه لاعب البايرن: "نعرف جيدًا تهديده المستمر للمرمى، ففي التدريبات واجهنا ذات الأمر؛ لكن أعتقد أن هذه المرة نستطيع إيقافه عن التسجيل".
هل يثأر ليفاندوفسكي لبرشلونة من بايرن ميونيخ؟
في المواجهات الأخيرة بين الفريقين، بايرن ميونيخ اكتسح برشلونة طولًا وعرضًا، وكانت أبرزها تلك المباراة الشهيرة بنتيجة (8-2) في دوري أبطال أوروبا 2020 في ربع نهائي المسابقة، وكذلك في الموسم الماضي من المسابقة حين فاز البافاري ذهابًا وإيابًا (3-0).
ليفاندوفسكي يتجنب الحديث عن الخسارة التاريخية لبرشلونة أمام بايرن ميونيخ
هذه المرّة يبدو برشلونة أكثر تماسكًا في كل الخطوط وفي الهجوم بالتحديد. فالسلاح الفتّاك "ليفاندوفسكي" مع الصفقة الجديدة رافينيا والفرنسي عثمان ديمبيلي الذي استعاد مستوياته مؤخرًا، يجعلون خط الهجوم الكتالوني قادر على إلحاق الضرر بشباك نوير.
كيف ستستقبل جماهير بايرن ميونيخ ليفاندوفسكي؟
لا يُكِنّ ليفاندوفسكي أي عَدَاءٍ مسبقٍ لجماهير بايرن ميونيخ، من شأنه أن يجعله يبالغ في الاحتفال المستفز أمامهم حال تسجيله هدفًا؛ لكن الجماهير نفسها قد تواجه صراعًا داخليًّا بين مهاجمة اللاعب أو تكريمه في أثناء سير المباراة.
شارك:
أخبار ذات صلة
