كيف ستنظم قطر نسخة "ذكية" من كأس العالم؟

2022-11-01 16:29
تعويذة لعيب التعويذة الرسمية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق صافرة البداية لبطولة كأس العالم قطر 2022، تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلقاء الضوء على عدد من الكفاءات القطرية، ضمن المئات من الكوادر الوطنية الواعدة، التي تلعب دوراً أساسياً في رحلة الإعداد لاستضافة النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي.

وضمن سلسلة "صناعة التاريخ"، أجرى موقع "Qatar2022.qa" حواراً مع المهندسة مريم المفتاح، المدير التنفيذي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، تحدثت فيه عن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والتي تمثل أحد جوانب الإرث المستدام للبطولة، والمشاريع التي نفذتها إدارتها خلال مشوار التحضير لاستضافة بطولة ذكية في كل جوانبها.

وتتولى مريم المفتاح الإشراف على جميع الجوانب التكنولوجية للبطولة، خلال عملها ضمن فريق اللجنة العليا، وتؤكد أن التكنولوجيا تشكّل جانباً أساسياً من البنية التحتية للمونديال، حيث تلعب دوراً كبيراً في ضمان نجاح استضافة الحدث، بما يتماشى مع هدف الدولة في استضافة حدث رياضي ذكي.

وأعربت المفتاح عن فخرها بالعمل ضمن فريق استضافة أول مونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها لم تفكر يوماً أن تشارك في رحلة استضافة الدولة لكأس العالم؛ حيث كانت قد تخرجت حديثاً من الجامعة عندما فازت قطر بحق استضافة البطولة.

وأضافت: "عندما جاءتني الفرصة للعمل في اللجنة العليا كان الوقت مثالياً، فقد كنت أخطط للحصول على استراحة بعد عملي في هيئة قطر للاستثمار، فالتحقت باللجنة العليا، حيث توليت قيادة فريق البنية التحتية في قسم تكنولوجيا المعلومات، ولكني لم أتخيل يوماً أن أكون هنا، في قلب التحضيرات الأساسية للبطولة".

وعن دور تكنولوجيا المعلومات في تنظيم الأحداث الرياضية؛ أوضحت مريم أن للتكنولوجيا دورا فاعلا في إنجاح استضافة الفعاليات الرياضية، مشيرة إلى أنها نجحت مع فريقها في إنجاز عدة مشاريع، وخاصة في بطولة كأس العرب، ومن بينها مشروع الربط الدولي، ومشروع استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي في الاستادات، ومشروع شبكة النقل عبر الألياف البصرية، التي تشرف على عمل شبكة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالحدث، وتنظيم عمل شبكات البث.

وأوضحت: "لقد عملنا عن قُرب مع هيئة تنظيم الاتصالات، لتلبية متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتعاونّا معاً على تنفيذ العديد من المشاريع ضمن إطار زمني قصير في كثير من المواقع، بما في ذلك مركز القيادة الوطني، ومنطقة المؤتمرات الصحفية، حيث يقدم عملنا الدعم اللازم لجهات البث للحصول على لقطات عالية الجودة في أسرع وقت ممكن، وهو إنجاز نفخر به حقاً".

المشجعون سيحظون بنسخة لا مثيل لها في كأس العالم

وأكدت مريم أن فريق العمل سيتابع ما بدأه في كأس العرب، حيث سيواصل الإشراف على إدارة شبكات العمل ودعم خدمات الإذاعة والبث، وقالت: "سنتولى المسؤولية عن كل الجوانب المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وخاصة تأمين اتصال البث، لمساعدة وسائل الإعلام على نقل المباريات إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم، كما سنعمل على توفير حلول بديلة، مثل تأمين أقمار صناعية احتياطية".

وتابعت: "في ضوء تحضيراتنا المتواصلة للبطولة؛ نؤكد أن المشجعين هنا في قطر وفي جميع أنحاء العالم سيحظون بنسخة مبهرة ولا مثيل لها من كأس العالم".

​ Edit media ​


وأعربت مريم عن فخرها بفريقها وسعادتها بالعمل معهم، وترى أن أعظم إنجازاتها هو بناء فريق يملؤه حماس كبير، وقالت: "أنتمي لفريق رائع، نعمل معاً في تناغم كأسرة واحدة، ويجمعنا هدف واحد هو تنظيم بطولة استثنائية".

وأضافت مريم: "يحتاج العمل في هذه البطولة إلى خبرات واسعة، وفريق قادر على العمل والإنجاز تحت الضغوط وفي ظل أصعب الظروف، وقد تغلبنا معاً على الكثير من التحديات، وعلى استعدادٍ دائم لمواجهة المزيد منها؛ فعندما بدأت الجائحة على سبيل المثال، كان فريقنا على استعداد دائم للعمل، وقد خرجنا منها بنجاحات عدة، وأشعر بفخر كبير عندما أقول إننا مستعدون لاستضافة نسخة ذكية من كأس العالم".

تنظيم كأس العالم سيمثل انطلاقة جديدة لقطر

واستعرضت المدير التنفيذي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اللجنة العليا جانباً من التحديات التي قد تواجهها في عملها، وقالت: "يمثل عمل المرأة القطرية أو العربية في الرياضة تحدياً كبيراً، ولكننا تمكنا من تجاوز هذه المرحلة بنجاح. كما أن عمل المرأة في قطاع التكنولوجيا يعتبر تحدياً آخر، فهناك تصور عام بأن هذا المجال يقتصر على الرجال، ولكني أؤمن بإمكانية التغلب على الصعاب عندما يتوفر عنصر العمل الجماعي، فسواء كنت جديداً في المجال أو تمتلك خبرة كبيرة؛ فالعمل الجماعي هو معيار النجاح".

وترى مريم أن تنظيم كأس العالم سيمثل انطلاقة جديدة لدولة قطر، فالمكانة الذي حظيت بها البلاد خلال الفترة الماضية تجعل منها سوقاً واعداً يفتح أبوابه أمام المستثمرين والسياح والباحثين عن فرص العمل، وأضافت: "ستواصل قطر مسيرة التنمية والتطوير، وستتابع ما بدأته في سعيها لتحقيق الاستدامة لخدمة الأجيال القادمة".

وحول ما يحمله المستقبل لها بعد انتهاء فعاليات كأس العالم، أكدت مريم أنها ستواصل عملها في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فهو مجال واسع وواعد وفي تطور مستمر، وهو ما يحفزها للمستقبل، وقالت إنها ترغب في مواصلة العمل في مجال تتسارع وتيرة تطوره، وتطمح أن تواكب التقدم التكنولوجي بشكل مستمر، مع العمل على استكشاف وتطوير مهارات جديدة.

نحن أسرة واحدة وكأس العالم ستبقى للذكرى

واختتمت مريم حوارها بالقول إن ما ستحمله معها بعد إسدال الستار على كأس العالم هو الذكريات التي صنعتها طوال سنوات هذه الرحلة، والعلاقات العميقة التي أقامتها مع الزملاء في اللجنة العليا، وتابعت: "نحن أسرة واحدة هنا في اللجنة العليا، وبعد نهائي البطولة أظن أننا سنبكي جميعاً من فرط السعادة والفخر والشعور بالإنجاز.. لا بد أن رؤية ما أعددنا له على مدى السنوات الطويلة الماضية يتحقق أمام أعيننا سيمنحنا سعادة لا مثيل لها".

شارك: