قطر 2022.. تحدٍ من "نوع خاص" لوليد الركراكي

2022-11-07 13:05
المغربي وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب من مباراة ودية ضد باراغواي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

ينتظر المدرب الجديد للمنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، مهمة صعبة في نهائيات كأس العالم قطر 2022، وذلك بعد ثلاثة أشهر من تعيينه، خلفا للبوسني وحيد حاليلوزيتش، المُقال من المنصب.

فما هو هدف الركراكي في مونديال قطر؟ هل يكمن في قيادة "أسود الأطلس" إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم؟

بعد مشوار واعد مع الفتح الرباطي نهاية العقد الماضي، وآخر وجيز مع الدحيل القطري، حصد المدافع الدولي السابق، المولود في فرنسا، مجداً قارياً مع الوداد الموسم الماضي.

قاد الركراكي الوداد للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا، على حساب الأهلي المصري، والاحتفاظ بدرع الدوري المحلي، رغم معاناة الفريق من محدودية التعاقدات، بسبب عقوبات الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، على خلفية قضايا تتعلق بعقود مع لاعبين سابقين.

قال الركراكي في مقابلة مع قناة "كنال بلوس" الفرنسية: "إنها فرصة استثنائية للاعب سابق مثلي، ارتدى قميص المنتخب أكثر من أربعين مرة"، مؤكدا أنه مستعد "لرفع التحدي".

التحدي صعب، لكن المشاكس ابن السادسة والأربعين يجيد توظيف لاعبيه وتحفيزهم وتعزيز إمكاناتهم، يُعرف بصرامته وشخصيته القوية، ولا يقبل الخسارة بسهولة.

هو أول مدرب وطني مغربي منذ 2016، عندما كان بادو الزاكي مديراً فنياً لأسود الأطلس، قبل أن يترك الزاكي مكانه للفرنسي هيرفي رونار (2016-2019).

 "أسود وليس أغنام"

بمجرد استلامه الإدارة الفنية لـ"أسود الأطلس" في نهاية أغسطس/ آب الماضي، أعاد الركراكي نجم تشيلسي الإنجليزي، حكيم زياش، إلى صفوف المنتخب، بعدما اضطر زياش، في وقت سابق، إلى إعلان اعتزاله دولياً بسبب خلاف مع حاليلوزيتش.

وبرّر الركراكي قرار استدعائه لزياش بـ"إنه لاعب يحب بلاده، وقد أثبت ذلك منذ بداياته باختياره الدفاع عن ألوان المغرب".

وأضاف: "أنا أفضل اللاعبين الذين لديهم شخصية. مع الأغنام، لا يمكنك الفوز بأي شيء، أنت بحاجة إلى أسود".

الركراكي المولود في "كورباي-إيسون"، الواقعة في ضاحية باريس الجنوبية، لوالدين ينحدران من مدينة الفنيدق الشمالية على الساحل المتوسطي، راكم تجربة أوروبية، بعد أن حقق حلم والده، الذي أراد إرسال صورة نجله إلى البلاد، وهو يجلس وراء مكتب، فحاز شهادة جامعية في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.

بدأ الظهير الأيمن مسيرته الاحترافية متأخراً مع راسينغ باريس في الدرجة الثالثة (1998)، ثم صعد مع تولوز إلى الدرجة الأولى (1999-2001)، قبل أن يتوّج بطلاً للدرجة الثانية مع أجاكسيو (2002) حاصداً جائزة أفضل مدافع، فيما كان أحد أبرز عناصر المغرب في مشوار وصافته لكأس أمم أفريقيا 2004 أمام تونس، وخاض مع الفريق المغربي 45 مباراة دولية.

وبعدما انتقل للدوري الإسباني من بوابة راسينغ سانتاندير لموسمين، حيث لاحقته الإصابة، عاد إلى فرنسا، منهياً مشواره كلاعب مع ديجون وغرونوبل.

عبر دورات في فرنسا، دخل المدافع الأنيق، الذي اكتشفه المدرب الفرنسي رودي غارسيا، سريعاً السلك التدريبي، فبدأ مساعداً لمدرب المغرب رشيد الطاوسي لمدة سنة (2013).

 أسلوب هجومي

لمع نجمه سريعاً بأسلوب عصري مع الفتح الرباطي، وقاد فريق العاصمة إلى لقب كأس العرش 2014.  وقدّم نفسه كأحد أبرز المدربين الصاعدين بتسيّده الدوري المحلي لموسم 2016، أمام القطبين الوداد والرجاء البيضاويين.

وفتح التألق المحلي الآفاق أمامه، فاختار تجربة خليجية من بوابة الدحيل القطري، وفاز معه بلقب الدوري 2020، لكن مشواره لم يستمر طويلاً إثر الخروج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا.

ثم عاد إلى الدوري المغربي مع الوداد، خلفاً للتونسي فوزي البنزرتي، محققاً أمنية اللعب في ملعب "محمد الخامس" أمام الجمهور الأحمر الكبير، في الموسم الماضي.

وانتهج أسلوب لعب هجومي جاذب، جعله محبوباً لدى الجماهير بموازاة تحقيق اللقبين القاري والمحلي، فضلاً عن الوصول لنهائي كأس العرش، حيث خسر بركلات الترجيح أمام نهضة بركان.

كما تميّز بتصريحاته التهكمية، وقال بعد التتويج القاري: "كلامي في المؤتمرات الصحافية ليس نفسه في غرف الملابس مع اللاعبين، لأنني أسعى إلى إيصال رسائل، أو رفع الضغوط عن اللاعبين وإلقائها على عاتق المنافسين".

وعن تصريحاته، أضاف الركراكي الذي نسج علاقة مميزة مع جمهور الوداد: "تنقسم إلى نوعين، هناك تصريحات عفوية، وأخرى مقصودة ومحسوبة، وعلى الصحافيين الفرز بينها. شخصياً لست مهتماً بردود الفعل التي تثيرها تصريحاتي، أقوم بعملي بكل تفانٍ، وحينما أصرح بشيء فأنا أقول ما أعتقده فعلاً، غير آبهٍ بالصدى الذي يخلفه، وليغضب من يغضب".

سيكون الركراكي مطالباً بالكثير في قطر، حيث يساند منتخب بلاده جمهور كبير من الجالية المغربية. الهدف الأسمى هو تحقيق أفضل مما سُجل في نسخة عام 1986، عندما بات المغرب أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ ثمن النهائي، قبل الخروج على يد ألمانيا الغربية بصعوبة (0-1).

بداية المهمة ستكون في المجموعة السادسة، ومقارعة كرواتيا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، وبلجيكا ثالثتها، وكندا المتطورة.

شارك: