ظاهرة التعصب الرياضي.. كارثة تهدد استقرار الكرة الليبية

تحديثات مباشرة
Off
2024-04-27 20:12
جانب من جماهير نادي الأهلي بنغازي الليبي (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تشهد الرياضة الليبية منذ سنوات طويلة ظاهرة حقيقة، تهدد بدرجة كبيرة استقرار الكرة الليبية والنهوض بها إلي الأمام، وخاصة مع الظهور الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وانتشار منصاتها، والتي أصبحت لتصفية الحسابات وتبادل التهم بين الجماهير المنافسة من دون حسيب ولا رقيب.

ظاهرة التعصب الرياضي غيرت مفهوم المبادئ النبيلة للمنافسة الشريفة، وتسببت بشكل كبير اليوم في اتساع الهوة والشرخ بين الأصحاب والزملاء، وأدت إلى أحداث الشغب التي شهدتها الكرة الليبية في السنوات الأخيرة، حيث شاهدت الملاعب أمام كاميرات التلفزيون اشتباكًا بالأيدي وشتم الحكام وقذفهم بالأحجار أو التعدي عليهم.

موقع "winwin" رصد آراء بعض المتابعين للمشهد الكروي في ليبيا، من أجل معرفة أسباب انتشار ظاهرة التعصب، وبحثت معهم كيفية السبيل للقضاء على هذه الظاهرة أو الحد من انتشارها.

التعصب يسيطر على الكرة الليبية

يقول عادل قنابة رئيس القسم الرياضي بصحيفة الصباح الليبية، في حديث خص به موقع "winwin": "دخل التعصب في الكرة الليبية قبل سنوات مضت وحتى الموسم الحالي منعرجًا جديدًا، حيث أصبح المتعصبون يجاهرون بتعصبهم لأنديتهم بل ويفتخرون في ذلك، وللأسف لم تهتم الدولة ولا اتحاد الكرة بإيجاد خطة لنبذ التعصب في كرة القدم، أو لسن قوانين ضد التعصب الذي أصبح منتشرًا في وسائل الإعلام الرسمية المختلفة وفي الأندية الرياضية".

وتابع: "شخصيًّا، حذرت مرارًا وتكرارًا من التعصب، وسعيت لإيجاد طريقة ما لوقف انتشار التعصب الذي بات فعلًا يهدد الكرة الليبية بصورة أقوى من أي وقت مضى، وأخشى أن يكون التعصب قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة، وقد يسبب مآسي كبيرة".

وأضاف: "في ليبيا الجميع يعشق كرة القدم، وأصبح عشق الجمهور الرياضي لأندية يفوق الجنون، وكثيرًا ما تأذى رؤساء أندية وإعلاميون وحكام وحتى مسؤولون من هذا التعصب، الذي أصبح تعصبًا أعمى من أجل فوز بالمباراة أو برأي في موضوع معين".

واختتم تصريحه: "من هذا المنبر أدعو الدولة من خلال وزارة الرياضة إلى الدعوة لنبذ التعصب ومحاربته وتشديد القوانين، وفي نفس الوقت أطالب اتحاد الكرة بضرورة إلزام الأندية بتشكيل روابط حقيقية للمشجعين ومتابعتهم".

الإعلام الرياضي لعب دورًا كبيرًا في تفشي ظاهرة التعصب

واتهم  الصحفي نور الدين المشاي الإعلام الرياضي في ليبيا بأنه سبب لانتشار ظاهرة التعصب، قائلاً: "يمكن القول بأن الإعلام الرياضي في ليبيا لعب دورًا كبيرًا في تفشي هذه الظاهرة، فهو كان وما يزال يعمل على تغذيتها بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال بعض المواقع والصحف والبرامج الرياضية".

وتابع: "تطور الأمر وأخذ منحنى خطيرًا جدًّا، مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث أصبح التواصل بشكل مباشر ما بين الجمهور والصحفي والمذيع والمسؤول الرياضي، وأضحى تأثير الرأي العام يؤثر في خط التحرير لهذه المؤسسات الإعلامية".

وأضاف: "لا ننسى دور بعض المراكز الإعلامية لبعض الأندية المعروفة في السنوات الأخيرة، وعملها على شق الصف الرياضي وبث الفتن وتأليب الجماهير، والشواهد على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى".

الشاعري: التعصب الرياضي وصل حتى إلى رؤساء الأندية

ويقول عادل الشاعري، لاعب الأخضر السابق عن ظاهرة التعصب الرياضي: "للأسف الشديد التعصب الرياضي تسبب في الأونة الأخيرة في التعبئة والحقد بين مختلف الجماهير، وتغلغلت في الأوساط الرياضية وأسهمت في رسم الشكل القبيح للدوري الليبي، وإذا استمر التعصب أكثر سوف يتسبب في إيقاف المسابقة في البلاد عاجلًا أو آجلًا".

عادل الشارعي (winwin)
عادل الشارعي لاعب الأخضر الليبي السابق (winwin)

وتابع: "لقد وصل الأمر إلى حد أن رؤساء بعض الأندية واللاعبين، يقومون عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال تصريحاتهم باستفزاز الفرق المنافسة، بكلام يزيد من التعصب بين الجماهير، ويجب أن يعلم الجميع أنها مجرد مباراة، ويجب على الجميع تقبل الخسارة قبل الفوز".

وحيد صالح يطلق مبادرة  عبر "winwin" للحد من ظاهرة التعصب

ودعا الحكم الدولي السابق وحيد صالح عبر "winwin"، بإقامة مؤتمر عام في ليبيا للحد من ظاهرة التعصب الرياضي، قائلاً: "أدعو من خلال منصتكم كل عقلاء الرياضة في البلاد إلى تنظيم مؤتمر رياضي، يقام بمبادرة مني شخصيًّا للحد من التعصب الرياضي، يتم من خلاله استدعاء كل الشرائح الرياضية، بمن فيهم رؤساء روابط جماهير الأندية الرياضية وأيضا الألتراس، من أجل وضع حد لظاهرة التعصب الرياضية".

ويبقى على الاتحاد الليبي لكرة القدم تفعيل مبدأ العقاب والغرامات المالية بشكل أكبر، وتطبيقها على جماهير مختلف الأندية، ومنع من يتسبب في إثارة الشعب من دخول الملاعب، وفي المقابل يجب أن تعلم رابطات جماهير الأندية الرياضية أن دورها الأول هو محاربة هذه الظاهرة، لأنها تقدم صورة مسيئة عن الكرة الليبية.

شارك: