صمد 16 عاما.. الكاميرون تطمح لكسر رقم الفراعنة في "الكان"

2022-01-09 11:49
اليوم الأحد تنطلق النسخة الـ33 من كأس أمم إفريقيا (Getty)
Source
+ الخط -

تنطلق في الكاميرون، اليوم الأحد 9 يناير/ كانون الثاني، من بعد طول انتظار، ركلة البداية لبطولة كأس أمم إفريقيا التي يترقبها عشاق كرة القدم في القارة السمراء من القاهرة إلى داكار، وستحظى بمتابعة عالمية بسبب مشاركة نجوم حفروا أسماءهم خارج القارة السمراء على غرار الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والتونسي وهبي الخزري. 

وتقام النسخة الـ33 من المسابقة الأرفع في القارة الإفريقية في الكاميرون، بعدما خسرت الاستضافة المرة الماضية قبل ثلاث سنوات، بسبب عدم جاهزية البلاد آنذاك، وأيضا بسبب تفشي جائحة كورونا. 

ورغم الجدل والشكوك التي أثيرت في الأسابيع الماضية بشأن إمكانية تأجيل البطولة أو إلغائها، وصلت الفرق الـ24 إلى الكاميرون واستقرت قرب ستة ملاعب، يقع اثنان منها في العاصمة ياوندي، وأربعة في المدن المضيفة الأخرى: دوالا، ليمبي، بافوسام وغاروا، وهي ملاعب إما شُيدت حديثا أو جددها المنظمون للمسابقة. 

وقد وصل بعض نجوم الأندية الأوروبية بالفعل بعد مباريات نهاية الأسبوع الماضي، مثل حارس مرمى تشيلسي، السنغالي إدوارد ميندي، ونجم ليفربول ساديو ماني. وتفتقد السنغال خدمات لاعب واتفورد الإنجليزي، إسماعيل سار، بسبب الإصابة.

وعلى صعيد المدربين، فقد شهدت العديد من المنتخبات بعض التغييرات التي جاء بعضها قبل انطلاق منافسات البطولة ببضعة أسابيع، وأطيح بالعديد من المدربين الفرنسيين من مناصبهم، مثل كورنتان مارتنز (موريتانيا)، وديدييه سيكس (غينيا)، وأوبير فيلو (السودان) وغيرنو روهر (نيجيريا).

وأقيل مارتنز من منصبه بعد سبع سنوات قضاها على رأس منتخب موريتانيا، وواجه المصير نفسه روهر بعدما استمر في منصبه ست سنوات على مقاعد المنتخب النيجيري، قاد فيها "النسور الخضر" لبلوغ كأس العالم 2018. 

وشهدت الكرة الكاميرونية حدثا لافتا بوصول أسطورة البلاد المهاجم صامويل إيتو إلى رئاسة الاتحاد المحلي، وهو أمر تعوّل عليه الجماهير من أجل استعادة أمجاد الماضي. 

صامويل إيتو يدعم منتخب بلاده الكاميرون

وسيطر منتخب الكاميرون على المنافسات الإفريقية في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، وسيكون من أبرز المرشحين للظفر باللقب للمرة السادسة في تاريخه والأولى منذ عام 2017، ويظل المنتخب المصري أكثر من توج بالبطولة الإفريقية بسبعة ألقاب، بينما تملك غانا أربعة ألقاب ونيجيريا ثلاثة. 

الكاميرون تعول على الاستفادة من عامل الجمهور والأرض  

تعوّل الكاميرون، بقيادة المدرب البرتغالي المخضرم توني كونسيساو، على الاستفادة من عامل الأرض، رغم أنها لم تحقق النتيجة الأفضل عندما استضافت البطولة في 1972؛ إذ خرجت آنذاك من الدور نصف النهائي على يد كونغو برازافيل (الكونغو حاليا) بنتيجة (1-0). 

وتنافس الكاميرون في المجموعة الأولى إلى جانب بوركينا فاسو، منافستها في الجولة الافتتاحية الأحد على ملعب "أوليمبي" في ياوندي، إضافة إلى إثيوبيا والرأس الأخضر. 

ومنطقيا، من المفترض أن يتمكن منتخب الكاميرون من التأهل بسهولة، في ظل نظام البطولة الذي يؤهل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست. 

وعلى رأس المنتخبات المرشحة للظفر باللقب، تأتي الجزائر حاملة اللقب بقيادة المدرب جمال بلماضي وكوكبة من النجوم على رأسهم نجم مانشستر سيتي الإنجليزي رياض محرز. 

وستسعى السنغال وترسانتها القوية، من الحارس إدوارد ميندي إلى المهاجم ماني، للتتويج أخيرا باللقب القاري، بعد خسارتين في النهائي، في 2019 ضد الجزائر (1- 0) وفي 2002 ضد الكاميرون (0 - 0، 3-2 بركلات الترجيح). 

وإلى جانب هذه المنتخبات الثلاثة، تأتي مباشرة خلفها في الترشيحات على الورق، المنتخبات ذات الباع الطويل، كالمنتخب المصري بقيادة صلاح هدّاف الدوري الإنجليزي بـ16 هدفا، وساحل العاج بقيادة هداف أياكس أمستردام سيباستيان هالر، والمغرب بكوكبة من النجوم يقودها المدرب البوسني- الفرنسي حليلوزيتش، ونيجيريا مع كيليتشي إيهيناتشو، وتونس مع وهبي الخزري. 

وتتوجه الأنظار إلى منتخبات مغمورة تخوض أولى مشاركاتها، كمنتخبي غامبيا وجزر القمر، بينما يعد منتخبا جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من أبرز المنتخبات الغائبة عن المسرح القاري هذا العام. 

ويسعى المنتخب الكاميروني لاستغلال مؤازرة الأرض والجمهور لتحقيق انطلاقة جيدة في المسابقة، حيث يرغب في أن يكون أول مستضيف للبطولة يتوج باللقب منذ 16 عاما، عندما فاز المنتخب المصري بلقب البطولة التي احتضنتها ملاعبه في عام 2006، ومنذ ذلك الوقت، لم يتمكن أيّ منتخب منظم للمسابقة من الفوز بها. 

ولن يكون منتخب بوركينا فاسو لقمة سائغة لنظيره الكاميروني؛ إذ يطمع منتخب "الخيول"، العائد للبطولة بعدما غاب عنها في النسخة الماضية، لتقديم مشاركة أخرى مميزة. 

وكان منتخب بوركينا فاسو قريبا من تحقيق المفاجأة والتأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات الإفريقية لمونديال 2022 على حساب المنتخب الجزائري، لكن تعادله المثير (2-2) مع الخضر في الجولة الأخيرة من دور المجموعات خلال نوفمبر الماضي، حال دون ذلك، ما يعكس صعوبة مهمة المنتخب الكاميروني في لقاء الأحد على ملعب أوليمبي، الذي سيديره الحكم الجزائري مصطفى غربال. 

وفي المقابل، تبدو حظوظ إثيوبيا والرأس الأخضر متكافئة إلى حد كبير في لقائهما الأول بالمجموعة، حيث يبحث كل منهما عن حصد النقاط الثلاث لتعزيز آماله في بلوغ الأدوار الإقصائية. 

تقنية الفيديو المساعد في كل المباريات لأول مرة في تاريخ كأس أمم إفريقيا

وفي سياق متصل، قال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” إن النسخة الثالثة والثلاثين ستشهد استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) في كل المباريات الـ52 للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، بعد أن استُخدِمت في النسخة الماضية التي أقيمت بمصر بدءا من مباريات الدور ربع النهائي. 

وأكد الكاف في بيانه أن استخدام التقنية في المسابقة الحالية: "ليس لتحسين صورة التحكيم فحسب، ولكن أيضا لوجود حكام أفارقة على مستوى عالمي. ويُعَدُّ تطبيق تقنية "في إيه آر" في كل المباريات الـ52 بالكاميرون خطوة في الاتجاه الصحيح".

يُذكَر أن قائمة تضم 63 حكما من فئة النخبة، ستتولى إدارة مباريات كأس أمم أفريقيا، وتضمنت القائمة سيدات على غرار سليمة موكاسانغا (رواندا)، وكارين أتيمزابونغ (الكاميرون) وفتيحة الجرمومي وبشرى الكربوبي (المغرب). 

وتتكون القائمة من 24 حكما و31 حكما مساعدا، وثمانية حكام لتقنية الفيديو من 36 دولة، إضافة إلى حكمين من منطقة اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي (كونكاكاف)، في إطار برنامج تبادل المواهب بين الاتحادين. 

شارك: