صلاح أنقذ مسيرته.. كيف أصبح شوبير أفضل حارس في أفريقيا؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-05-26 15:13
مصطفى شوبير حارس عرين الأهلي المصري (x/AlAhly)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تُوج النادي الأهلي في حضور الحارس مصطفى شوبير بطلًا لدوري أبطال أفريقيا للمرة 12 في تاريخه، بانتصاره على حساب ضيفه الترجي الرياضي التونسي بهدف من دون مقابل، في المباراة التي جمعتهما على استاد القاهرة الدولي في إياب النهائي.

هدف الأهلي جاء عن طريق روجر أهولو لاعب الترجي بالخطأ في مرماه، ليحافظ “المارد الأحمر" على لقبه بطلًا للقارة الأفريقية، للعام الثاني تواليًا، مؤكدًا سيطرته وأفضليته القارية في آخر السنوات.

أحد أبطال ذلك التتويج، إن لم يكن بطله الأول، كان حامي العرين "الأهلاوي"، مصطفى شوبير، الذي واجه الكثير من الضغوط والصعوبات في الفترة الأخيرة، وأزاح كل الشكوك حول أحقيته بحراسة مرمى الأهلي خلفًا لمحمد الشناوي، الذي تعرض لإصابة قوية في الكتف مطلع العام الجاري، غيبته عن الملاعب لعدة أشهر.

شوبير أنهى البطولة من دون أن يتلقى أي هدف، محققًا رقمًا قياسيًّا استثنائيًّا.. أصبح باختصار أفضل حارس في دوري أبطال أفريقيا.

دور محمد صلاح في إنقاذ مسيرة مصطفى شوبير

بداية تداول اسم مصطفى أحمد شوبير، كانت في أغسطس/ آب 2016، حيث كان قائدًا لمنتخب مصر للناشئين آنذاك (مواليد 2000)، ووقتها تحدث البعض عن دور "الواسطة" في وجود "أوفا" في ذلك المنتخب، لأنه فقط ابن الإعلامي وحارس مرمى الأهلي و"الفراعنة" السابق أحمد شوبير.

لعب منتخب مصر أمام إثيوبيا على استاد بتروسبورت يوم السبت 6 أغسطس 2016، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا تحت 17 عامًا، وخسر "الفراعنة الصغار" بقيادة شوبير المباراة بنتيجة 3-1، في نتيجة كارثية على الأراضي المصرية.

أكثر من تم انتقاده في تلك المباراة هو مصطفى شوبير، ليس فقط لكونه نجل أحمد، والمبدأ الراسخ في أذهان البعض بعدم استحقاقية أبناء العاملين لأماكنهم بسبب آبائهم، لكن لأن ذلك الحارس الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا فقط آنذاك، أخطأ أكثر من مرة، وكان سببًا في تلك الهزيمة، والتي أدت بعد ذلك لعدم التأهل للبطولة الأفريقية، وتسريح ذلك الجيل من المنتخب.

من يُدرك تلك الفترة، قد يندهش من أن ذلك الحارس الذي تعرض لسيل من الانتقادات والإهانات، أصبح الآن الحارس الأول للنادي الأهلي، وجزءًا من منتخب مصر الأول، البعض قد يُفاجأ بأن محمد صلاح جناح ليفربول الإنجليزي، كان له دور ولو صغير في إنقاذ مسيرة مصطفى.

بعد تلك المباراة، تقدم شوبير بالاعتذار للجماهير المصرية، وأوضح خلال تصريحات صحفية أنه فوجئ بتلقيه اتصالًا هاتفيًا من صلاح الذي كان يلعب لنادي روما في ذلك التوقيت، من أجل الشد من أزره وتحفيزه.

وقال: "صلاح أخبرني أن أستمر في العمل والاجتهاد أكثر، وألا أركز مع التعليقات السلبية، وأنه في تلك الحالة سأصبح حارس مصر الأول مستقبلًا"، ويبدو حينها أن "مو" كان يرى المستقبل، فذلك الحارس الذي كان قاب قوسين أو أدنى من نهاية مسيرته كحارس قبل أن تبدأ، بات قريبًا للغاية من أن يكون حارس مرمى مصر الأول، وبوجود صلاح.

حب الأهلي في قلب الحارس الشاب

أوضح الإعلامي أحمد شوبير أن نجله خضع لفترة معايشة في هولندا مع نادي إكسيليسيور روتردام في عام 2017، وكان النادي الهولندي مقتنعًا بإمكاناته ورغب في ضمه، لكن مصطفى رفض ذلك وأصر على البقاء في الأهلي.

وفي أواخر عام 2023، أوضح محمد عبد المنصف مدرب الحراس بنادي الزمالك آنذاك، أنه طلب من أحمد انضمام نجله إلى فريق “القلعة البيضاء”، لكن حارس مرمى منتخب مصر في مونديال 1990 أخبره أن “أوفا” أهلاوي ولا يفكر في الرحيل، رغم تلقيه أكثر من عرض.. كان ذلك قبل إصابة الشناوي، حينها كان الحارس الثاني برصيد صغير من المباريات.

ظل شوبير في الظل مع المراحل السنية المختلفة للنادي الأهلي، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول عام 2019، حيث جلس على مقاعد البدلاء في الانتصار على المصري في الدوري يوم 25 أبريل/ نيسان 2019، لكن قبل ذلك شارك في جزء من مباراة ودية مع الفريق الأول أمام المصرية للاتصالات في عام 2018.

أما أولى مبارياته الرسمية مع الفريق الأول، كانت يوم 30 سبتمبر/ أيلول 2020 أمام الترسانة في دور الـ16، وحينها انتصر الأهلي بثنائية، وسكن شباك مصطفى هدف، ومنذ ذلك الحين، كان شوبير حارسًا ثالثًا للأهلي بعد محمد الشناوي وعلي لطفي.

من صلاح لمانويل نوير وتأثير الكبار في مسيرته

ظل شوبير حارسًا ثالثًا في قائمة الأهلي، وسافر مع الفريق إلى قطر للمشاركة في كأس العالم للأندية 2021، حين لعب الفريق ضد بايرن ميونخ الألماني في دور نصف النهائي، وخسر حينها بثنائية نظيفة.

شوبير استغل الفرصة لتحقيق أحد أحلامه، بمقابلة قدوته ومثله الأعلى، مانويل نوير حارس مرمى الفريق البافاري، كانت المقابلة لمدة 15 ثانية بحسب ما وصف شوبير، لكن في تلك المدة تعلم منه بحسب قوله التواضع، تعلم منه أيضًا طريقة توجيهه لزملائه على أرضية الملعب.

طلب شوبير من نوير قفازيه، ليوافق الأخير، ويلتقطان صورة تذكارية، قد تتكرر في العام المقبل، بعد ضمان الفريقين التأهل لكأس العالم للأندية 2025 بأمريكا، لكن المختلف أن ذلك الحارس الشاب قد يكون أساسيًّا تلك المرة في مواجهة مثله الأعلى، حال أوقعت القرعة الفريقين في مواجهة بعضهما البعض بطبيعة الحال.

صدق شوبير حين قال إنه تعلم التواضع من نوير، فإنكار الذات وتأكيده أنه مجرد جزء فقط من المجموعة، وليس له أي دور إضافي في تتويج فريقه باللقب، إضافة لدعم أمان الله مميش عقب المباراة، وتأكيده في تصريحات لوسائل الإعلام التونسية أن حارس الترجي كان الأفضل في البطولة، كل ذلك دليل على أنه تعلم تلك الصفة من واحد من أفضل حراس المرمى في التاريخ.

كيف يتدرب مصطفى شوبير؟

في 26 يوليو/ تموز 2022، كشف الإعلامي أحمد شوبير عن الروتين الخاص بنجله مصطفى من تدريب ونظام غذائي، خلال البرنامج الذي يقدمه على شاشة ON TIME SPORTS.

ذلك المقطع الذي كان يتحدث خلاله مع حسن المستكاوي، تداوله رواد التواصل الاجتماعي بشكل كبير على سبيل السخرية والتهكم، لكن أحمد شوبير ونجله مصطفى يمكنهما اليوم التفاخر بذلك المقطع.

أحمد شوبير قال في حديثه آنذاك: "يُوجد لاعب أعرفه جيدًا، يضع نظام تغذية لنفسه، يضع على الثلاجة الخاصة بمنزله ذلك النظام، يُوقظ والدته في الثامنة صباحًا لتُحضر له وجبة معينة، ثم في الساعة الحادية عشرة تُحضر له وجبة أخرى، ثم في الساعة الرابعة وجبة، ثم في الساعة العاشرة وجبة".

وأردف: "في نهاية اليوم، يزن نفسه على الميزان ويقيس عضلات جسده، ومن ثم يشاهد حصصه التدريبية ويقوم بتحليلها بمفرده، ثم إذا شارك في مباراة يقوم بتحليل أدائه في تلك المباراة أيضًا، حيث يحاول أن يصبح لاعبًا محترفًا".

رد حسن المستكاوي قائلًا: "هذا اللاعب في مصر؟"، ليخبره شوبير: "نعم، أخبرك باسمه؟ مصطفى شوبير.. أنا آسف إذا أخبرتك بذلك الحديث، لكن عندما يضعني البعض في مقارنة معه، أقول لهم إن مصطفى أفضل بكثير لأنه وجد كل تلك العوامل، وإصراره على التدرب في صالة الجيم وخلافه".

حراسة منتخب مصر بالوراثة عن استحقاق

تم استدعاء مصطفى شوبير لقائمة منتخب مصر للمرة الأولى في فترة التوقف الدولية الخاصة بشهر مارس/ آذار الماضي، لم يشارك، لكنه قد يحظى بفرصة ارتداء قميص "الفراعنة" للمرة الأولى في شهر يونيو/ حزيران المقبل بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 عن قارة أفريقيا.

مصطفى يسير على درب أبيه أحمد شوبير، الذي حرس مرمى منتخب مصر في 107 مباريات دولية، رغم وجود حراس كبار آنذاك مثل ثابت البطل، فكانت له الأفضلية في حماية عرين "الفراعنة" في كأس العالم 1990، ومن يدري، قد يكون نجله هو الحارس الأساسي في مونديال 2026، حال استمر على ذلك المستوى، وبالطبع حال تأهل "منتخب الساجدين".

شارك: