ريال مدريد وفالنسيا | كرة القدم لا تشبه كرة السلة
انتهت مباراة ريال مدريد وفالنسيا التي باتت رمزًا للجدل في الليغا، لتنطلق بعدها نيران الانتقاد وسهام التشكيك تجاه الحكم خيسوس خيل مانزانو، قاضي قمة المرحلة السابعة والعشرين، الذي قامت عليه الدنيا ولم تقعد حتى الآن، بـ"تهمة" حرمان "الملكي" من هدف، اُعتبر صحيحًا من زاوية في نظر كلّ مَن ينتمي إلى "حزب النادي الأبيض" من جماهير ولاعبين وإدارة.
ورغم الهجمة الشعواء بحق حكم مباراة ريال مدريد وفالنسيا الذي لا يحمل بدوره ذكريات جميلة مع "ملوك العاصمة"، غير أنّ الواقع يؤكد أنّ هذا "المسلسل" الذي أتى من العدم هو مجرّد "زوبعة في فنجان"، فهدف الإنجليزي جود بيلينغهام، الذي تسبّب في طرده لاحقاً بسبب الاحتجاج، هو هدف عارٍ عن الصحة، بشهادة قانون كرة القدم عينه، بعيدًا عن الارتجالية والآراء الاعتباطية.
ريال مدريد وفالنسيا .. هدف بيلينغهام في ميزان القانون؟
كانت قمة ريال مدريد وفالنسيا في "الميستايا"، مشحونة قبل بدايتها بفضل مسلسل العنصرية الذي ظلّ يلاحق نجم "الميرينغي"، البرازيلي فينيسيوس جونيور، منذ موقعة العام الماضي على نفس الملعب، بالإضافة إلى ذلك فإنّ السيناريوهات المتقلبة والمثيرة التي حظيت بها موقعة السبت، أسهمت في تأجيج "نيران" ما حدث عند نهاية اللقاء.
تقدّم "الخفافيش" بهدفين في ظرف ثلاث دقائق، مع تحقيق "البلانكوس" ريمونتادا بعيدة بفضل هدفي منبوذ جماهير الدّار، فينيسيوس، أضاف قدرًا يسيرًا من التشويق لخاتمة موعد ريال مدريد وفالنسيا قبل أن تأتي لقطة الهدف الثالث للضيوف، لتُضفي قدرًا من الغموض إلى الصورة الواضحة من حيث الأصل.
وفي سياق توضيح الصورة للقرّاء، الذين تداخل عليهم الحابل بالنابل بعد الهدف الشهير في مباراة ريال مدريد وفالنسيا .. نذكّر أوّلاً بأنّ قانون التحكيم في كرة القدم يبرز قاعدة "قُدسيّة" فيما يتعلق بوقت المباراة، فالحكم وبنصّ القانون الصريح هو "الميقاتي الوحيد للمباراة".
يعني ذلك أنّ صافرة النهاية تعود لتقدير الحكم شخصيًا، ويعلنها متى أراد ذلك، بعيدًا عن بعض القراءات غير الواقعية التي تتبنّاها الجماهير وعشاق الأندية، والتي تندرج في باب "تحريم قطع هجمة واعدة"، فليس في نصوص الكرة ما يحرّم قطع الهجوم الواعد، عندما يتّصل الأمر بصافرة النهاية لمواجهة ما، فكرة القدم هنا ليست كرة السلة.
هل تعمّد ريال مدريد إثارة الجدل؟
بالوصول إلى النقطة التوضيحية الثانية، التي سنستدلّ من خلالها على ما يحصل في عالم الكرة البرتقالية، ففي ملاعب السلة، استثمار الهجمة مربوط بتوقيت محدّد يقدّر بـ24 ثانية لكلّ هجمة، ولكن في حال تمّ تسديد إحدى الكرات خلال انتهاء وقت الهجمة أو حتى المباراة، في أثناء عملية تحليق الكرة، فإنّ نقاطها تُحتسب حال ولوجها السلة، وهو ما لا ينطبق البتة على قوانين كرة القدم.
ريال مدريد وفالنسيا .. مباراة انتهت وجدل لا ينتهي
وبالاستناد إلى الصور، التي أثبتت إطلاق الحكم مانزانو صافرة نهاية اللقاء بعد رفع عرضية إبراهيم دياز وقبل رأسية جود بيلينغهام التي دخلت المرمى، يمكن التأكيد بما لا يدع مجالاً للشك، بأنّ الهدف المدريدي، لم يكن صحيحًا إلاّ في عقول عشّاقه، الذين سيظلّون مؤمنين بأنّ الحكم سرقهم.
ختامًا، وبعد انتهاء مسلسل مباراة ريال مدريد وفالنسيا لا يمكن إلقاء اللوم على التعاطي الجماهيري "غير المحسوب عقلانيًا" مع هدف بيلينغهام المُلغى؛ ولكنّ السؤال الذي قد يكون طرحه وجيهًا، كيف لفريق بحجم الريال أن يخفق في تقدير "الواضحات الفاضحات"؟! أم أنّه تعمّد اختلاق كلّ هذا، لوضع الضغط على أصحاب الصافرة في ما تبقّى من عمر الليغا، التي ستلتهب مواجهاتها القادمة في حال نجح الثنائي الكتالوني، جيرونا الوصيف وبرشلونة الثالث في تقليص الفارق مع الريال المتصدر بفارق 4 نقاط و6 نقاط على التوالي.
شارك:
أخبار ذات صلة
