رامسديل آخر ضحايا الاعتداء على اللاعبين في ملاعب الكرة

2023-01-18 23:38
الدولي الإنجليزي آرون رامسديل حارس مرمى أرسنال (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سمحت حادثة الاعتداء التي تعرض لها حارس مرمى نادي أرسنال، آرون رامسديل، بإثارة تساؤل جوهري ويعدّ "قديماً- جديداً"، بشأن حوادث العنف المشابهة داخل "الرقعة الخضراء"، والتي ارتُكبت من قِبل المشجعين تجاه اللاعبين، ولمن يعتبر أنّ ما حدث لحارس "المدفعجية" فريد من نوعه فسيُصدَم بشدة.

في ديربي شمال لندن الشهير، الذي اندرج ضمن منافسات المرحلة الـ20 من الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد الماضي، والذي انتهى لمصلحة أرسنال المتصدر على حساب مضيفه توتنهام بهدفين دون رد، استغل أحد المشجعين الموجودين خلف مرمى رامسديل قربه من الحارس، ووجّه له ركلة من الخلف ثم لاذ بالفرار إلى المدرجات في لقطة مشينة ولا أخلاقية، جابت مواقع التواصل العالمية.

حادثة رامسديل ليست الأولى.. حتى في إنجلترا!

صحيح أنّ الكرة الإنجليزية عانت في فترات طويلة من شغب الملاعب، أو ما يعرف بظاهرة "الهوليغانز"، لكنّ السلطات المحلية بذلت الكثير من الجهد للحد من مخاطر هذه الآفة، ولا سيما داخل الملاعب، وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير، لكن تبقى السيطرة على بعض السلوكيات الفردية "غير القويمة" أمراً معقداً؛ لذلك من حين لآخر تحدث هذه الحوادث "الشاذة" التي لا تعد سابقة أولى حتى في إنجلترا نفسها.

وشهد عام 2012، تعرّض حارس شيفيلد يونايتد، كريس كيركلاند، أيضًا لاعتداء على مستوى الوجه من مشجع لنادي ليدز يونايتد خلال مباراة لحساب دوري الدرجة الثانية، بعد تلقي هدف، لكن الحارس أكمل المباراة دون مشكلات.

وفي السنوات الثلاث الأخيرة، عرفت حوادث الاعتداء تكراراً مريباً يدعو لوقفة حازمة، ففي 2019 تعرّض كريس سمولينغ، لاعب مانشستر يونايتد السابق ونادي روما الإيطالي حالياً، للدفع من أحد المشجعين خلال مباراة ضد أرسنال، حيث تمّ القبض على المشجع ومنعه لاحقًا من حضور المباريات.

وفي عام 2020، تعرض لاعب من توتنهام للاعتداء بواسطة عملة معدنية ألقاها أحد المشجعين خلال مباراة ضد تشيلسي، ما أدى إلى اعتقال المشجع ومنعه أيضاً من حضور المباريات.

أيضاً في العام 2021، أصيب لاعب من أستون فيلا بزجاجة ألقاها أحد مشجعي يونايتد في مباراة جمعت "الفيلانز" بـ"الشياطين الحمر"، وبطريقة الردع نفسها، أُوقف المشجع المتهور وتمّ حظره من الملاعب.

إسبانيا تتخذ إنجلترا "قدوة سيّئة"

الوضع في إنجلترا ليس بعيداً عن إسبانيا، التي تعاني هي الأخرى من آفات التعصب والعنصرية ولا سيما العنف خارج الملاعب وحتى داخلها، ففي 4 مارس/ آذار 2001، تعرض حارس فياريال الحالي وليفربول السابق، الدولي الإسباني بيبي رينا، لحادثة "لكم" من أحد المشجعين في المدرجات خلال مواجهة الكلاسيكو بين برشلونة وغريمه ريال مدريد.

وقررت لجنة مكافحة العنف الإسبانية آنذاك معاقبة المعتدي بغرامة مالية، وحرمانه من التمتع باشتراكه الموسمي الذي يسمح له بدخول المباريات.

ومن أشهر الحوادث الأخرى التي أثارت الكثير من الجدل في إسبانياً، تلك التي تعرض لها خوان خوردان في ملعب بيتيس "بينيتو فيامارين" خلال دور الـ16 من كأس الملك ضد الغريم إشبيلية في ديربي الأندلس، حيث ألقيت عصا على اللاعب، ما أسفر عن تعرض نادي بيتيس لعقوبة إغلاق ملعبه لمباراتين، غير أنه لم يتم التعرف على صاحب هذه الفعلة، ما دفع المحكمة لإغلاق القضية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

في عام 2019، وخلال مباراة بين إيثيخا وخيريث لحساب دوري الدرجة الثانية الإسباني، اقتحم مشجعون من خيريث واعتدوا على جملة من لاعبي الفريق المنافس، وشهد اللقاء أحداثاً عنيفة لم تسفر عن سقوط ضحايا لحسن الحظ.

عنف وضرب في مواجهة بين جماهير خيريث ولاعبي إيثيخا

لبقية العالم "نصيب" أكبر من المأساة

في بقية دول العالم أيضاً، يشهد هذا النوع من الحوادث تطوراً مطّرداً، وأكثر مأساوية.

ففي دوري الدرجة الثانية التركي، وفي مواجهة متوترة بين ألتاي وغوزتيبي، قفز أحد المشجعين إلى الملعب واعتدى على حارس الفريق المنافس بعلم الركنية.

وفي 2018، تعرض لاعب لكورينثيانز البرازيلي للكمات من أحد المشجعين في أثناء احتفاله بهدف خلال مباراة، ولحسن حظه لم يصب بجروح خطيرة.

ردود فعل "رسمية" واسعة

بالعودة إلى رامسديل، يبدو أنّ اللغط الكبير الذي أعقب الحادثة "الدنيئة" دفع نادي توتنهام أحد المعنيين المباشرين بهذا الموضوع لإصدار بيان رسمي، تعهد من خلاله بحظر هذا المشجع، وجاء في البيان ما يلي: "أفزعنا سلوك مُشجع حاول مهاجمة حارس مرمى أرسنال، آرون رامسديل، في نهاية المباراة، ونود أن نؤكد أنه لا مكان للعنف بأي شكل من الأشكال في كرة القدم".

وأضاف البيان: "قام النادي بمراجعة لقطات كاميرات المراقبة الخاصة به للتعرف على المشجع، وسيعمل مع شرطة العاصمة وأرسنال وآرون رامسديل لاتخاذ أقوى إجراء ممكن، بما في ذلك الحظر الفوري من ملعب توتنهام هوتسبير".

كما أصدرت شرطة العاصمة بيانًا أكدت فيه أنها تقوم بمراجعة الكاميرات لاتخاذ الإجراء القانوني المناسب بحق المعتدي.

من جهته، قال المتحدث باسم رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية: "العنف تجاه اللاعبين غير مقبول تمامًا. تحدث هذه الأنواع من الحوادث في كثير من الأحيان. للاعبين الحق في أن يكونوا آمنين في مكان عملهم".

وتابع: "عندما يتعرض اللاعب للهجوم، نتوقع تطبيق القوانين واللوائح المعمول بها في هذا الشأن لحماية اللاعبين بالشكل الصحيح، وبصفتنا اتحاد اللاعبين، فإننا نتعامل مع هذا الأمر باعتباره مسألة ذات أولوية".

كما أدانت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ما حدث في بيان رسمي، جاء فيه: "يُدين الدوري الإنجليزي الممتاز سلوك أحد المشجعين في ختام مباراة توتنهام هوتسبير وأرسنال. لا يوجد مكان في كرة القدم لأعمال العنف، ولا يجب مهاجمة اللاعبين تحت أي ظرف من الظروف، أو الخوف على سلامتهم في المباريات. نؤكد دعمنا للأندية والسلطات ذات الصلة في اتخاذ أقوى إجراء ممكن ضد الفرد المسؤول".

السجن أحد حلول الردع

في هذا الإطار، ذكرت مصادر صحفية إنجليزية، منها صحيفة "ديلي ميل"، أنّ مشجع توتنهام الذي قام بالاعتداء مهدّد بعقوبة السجن، مستشهدة بحوادث سابقة مشابهة، كتلك التي تعرض لها النجم الدولي جاك غريليش صانع ألعاب أستون فيلا السابق والحالي لمانشستر سيتي، والذي تعرض لاعتداء باللكم من أحد مشجعي بيرمنغهام سيتي عام 2019، قبل أن يتم الحكم على المشجع لاحقاً بالسجن.

كما نال عقوبة السجن لأربعة أشهر أحد مشجعي ليستر سيتي العام الماضي بعد أن قام بالاعتداء بالضرب على ثلاثة من لاعبي نوتينغهام فورست خلال مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي.

شارك: