خاص | القصة الكاملة لتجديد عقد أحمد فتوح مع الزمالك
بعد أسابيع من الشد والجذب والإشاعات المتناثرة من هنا وهناك، تمكن مجلس إدارة نادي الزمالك من الوفاء بأحد أهم وعوده الانتخابية؛ بنجاحه في تمديد عقد الظهير الأيسر للفريق أحمد فتوح لثلاثة مواسم مقبلة.
وارتبط اسم الدولي المصري بالرحيل عن "الفارس الأبيض" والانتقال إلى غريمه الأهلي، خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي تسببت بإيقاف اللاعب من قِبَل مجلس إدارة الزمالك وعرضه للبيع إثر خروجه من معسكر الفريق دون إذن رفقة حارس المرمى محمد صبحي ومدافع النادي الأبيض مصطفى الزناري؛ وذلك قبيل مباراة الزمالك ضد نادي زد في الدوري المصري.
وعد انتخابي
عقب هيمنة قائمة حسين لبيب على انتخابات الزمالك ونجاحها كاملة، كان من أبرز أولوياتها التمديد للظهير الأيسر للمنتخب المصري، والذي كان عقده ينتهي مع نهاية الموسم الحالي.
لكن المجلس فوجئ بطلبات مُبالغ فيها جدًا من أحمد فتوح لتجديد التعاقد وأهمها الحصول على منحة تعاقد على غرار تلك التي حصل عليها أحمد مصطفى زيزو مقابل تجديد تعاقده.
ومع فشل مجلس لبيب في الوصول لاتفاق مع اللاعب، بدأ التفكير في اتباع خطة مختلفة بدلًا من الإصرار على نفس النهج دون جدوى.
تجميد
قبيل حدوث أزمة مباراة نادي زد، كان حسين لبيب وأعضاء مجلسه شبه مقتنعين بأن الحل المناسب لأحمد فتوح هو التجميد، وعدم إشراكه مع الفريق إلى حين تجديده لتعاقده أو انتهاء الموسم، لكن دائمًا ما كانت فكرة تجميد لاعب بقيمة الدولي المصري ليست بالسهلة بالنظر لقيمته الفنية الكبيرة، ما قد يجعل الجماهير منقسمة بشأن مثل هذا القرار، في ظل استفادة النادي من لاعبين مثل أشرف بن شرقي حتى اللحظات الأخيرة من تعاقدهم، وعلى الرغم من ذلك، كانت الإدارة على وشك اتخاذ القرار بأن فتوح لن يلعب مع "الفارس الأبيض" مجددًا قبل توقيع العقد الجديد.
وحُسم الأمر تمامًا بعد الذي فعله فتوح رفقة زميليه، ما جعل القرار يصدر سريعًا؛ إذ أصبح لدى الزمالك سبب مقنع لإيقاف اللاعب ولم يعد هناك مجال للتردد خاصة مع رغبة المجلس في تدشين عهد جديد من الضبط والربط في الفريق وترسيخ لقواعد لا يتم الخروج عنها.
ورغم انزعاج مجلس إدارة النادي من قرار المدير الفني لمنتخب مصر روي فيتوريا بضم فتوح، إلا أن ذلك ساهم بطريقة غير مباشرة في زيادة الضغط على الظهير الأيسر الموهوب بعدما أخبره المدرب البرتغالي بأنه لا يتدخل في قراراته بخصوص النادي الذي يلعب له، لكن عليه أن يحدد مستقبله لأنه لن يتمكن من الاستمرار في ضمه إن لم يلعب بانتظام.
وواصل الزمالك الضغط على اللاعب بعد أن قطع المجلس الاتصالات به تمامًا خلال فترة إيقافه ولم يتحدث أي عضو من أعضاء المجلس معه طوال فترة إيقافه، لكن فتوح أظهر مرونة جيدة بعدما التزم بالذهاب إلى صالة "الجيمناز" كل يوم.
الزمالك يتمسك بشروطه
كانت "منحة التعاقد" من أهم النقاط التي شكلت خلافًا في بداية المفاوضات قبل الإيقاف. العملاق القاهري كان يُصر على إغلاق هذا الباب تمامًا لرغبته في إلغاء هذا الأمر مستقبلًا مع أي لاعب؛ لذلك لم يكن هناك مجال للتفاوض.
لكن الزمالك أظهر مرونة تمثلت في منح اللاعب سُلفة من قيمة تعاقده ليسدد بها بعض الالتزامات المالية المُطالب بها، على أن تُخصَم من قيمة التعاقد مع عدم الحصول عليها مرتين.
ولم يجد الزمالك مشكلة في السماح بتبرع أحد رجال الأعمال بمبلغ للاعب عند التجديد، لكنه ليس مدفوعًا من قَبَل النادي ولا يتم اعتباره منحة تعاقد لأنه جاء من رجل الأعمال نفسه، وهو ما يجعل الزمالك غير مُلزَم بصرف منحة تعاقُد من أموال النادي لأي لاعب مستقبلًا؛ إذ سيتوقف الأمر على وجود رجل أعمال يتحمس للاعب الذي سيجدد عقده أم لا، لكن في حالة عدم وجود من يتحمس للاعب، لن يكون الزمالك مطالبًا بشيء.
وأصر "الفارس الأبيض" على عدم رفع المبلغ السنوي المدفوع للاعب، وهو ما تحقق أيضًا؛ فبعد الكثير من الأسابيع التي جرى خلالها الحديث عن أرقام تتراوح ما بين 20 إلى 25 مليون جنيهًا، سيدفع الزمالك مبلغًا يتراوح ما بين 12 إلى 15 مليون جنيهًا.
ونجح ضغط النادي الأبيض كذلك في أن تستمر عقوبة خصم ربع مستحقات اللاعب المتأخرة بعد أزمة الخروج من المعسكر، كما لم تكن لدى فتوح أي مشكلة في تقديم اعتذار علني عما بدر منه في الفترة الماضية بعدما اشترط مجلس الزمالك هذا الأمر بشدة.
تجديد
وشهدت الساعات القليلة الماضية تسريبات تتحدث عن توقيع فتوح بشكل رسمي للنادي، كما تم تداول صورة له وهو يمسك القوس والسهم المميزين لشعار نادي الزمالك، كما عاد اللاعب لمتابعة حساب النادي القاهري من جديد.
ومع انتصاف ليل القاهرة تقريبًا، أعلن أحمد فتوح عن تجديد تعاقده مع ناديه مع اعتذار مكتوب لكل من ينتمي إلى نادي الزمالك الذي أعلن بعد ذلك بقليل، عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، إتمام التعاقد مع الظهير الأيسر الأساسي لمنتخب الفراعنة.
ومن المُنتظر أن يتم عقد جلسة للصلح وتقريب وجهات النظر بين فتوح وقائد الفريق محمود عبد الرازق شيكابالا، ومن المرجح أن يحضر الجلسة عضو مجلس إدارة النادي السابق عمرو الجنايني أو الظهير الأيسر السابق للنادي طارق السيد الذي علم winwin من مصادره عن محاولاته الحثيثة باستمرار لتقريب وجهات النظر بين مجلس الإدارة واللاعب في أثناء مفاوضات التجديد، خاصة أنه كان الشخص الذي اكتشف فتوح.
نهاية سعيدة
كان خبر تجديد فتوح بمثابة النهاية السعيدة ليوم اصطدمت فيه جماهير الزمالك بخبر إيقاف جديد من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد عدم سداد النادي لقسط كان من المفترض دفعه لنادي كاراكاس الفنزويلي، في إطار صفقة مهاجم الفريق سامسون أكينيولا.
وصحيح أنه يُنتظَر أن يسعى مجلس إدارة "النادي الأبيض" إلى فك القيد قريبًا عبر دفع المبلغ المطلوب لسبورتينغ لشبونة في صفقة شيكابالا وكذلك النادي الفنزويلي، إلا أن جماهير النادي الأكثر تتويجًا بالبطولات القارية في أفريقيا خلال القرن العشرين كانت سعيدة بالحفاظ على أحد أعمدتها الأساسية خاصة مع استمرار فترة الإيقاف حتى الآن.
وتم استخدام فتوح في مركز خط الوسط مع المدرب السابق كارلوس أوسوريو، وهو المركز الذي أظهر أن اللاعب أكثر من مجرد ظهير أيسر وأنه متعدد المواهب، ويمكن للزمالك الاستفادة منه في هذا المركز مجددًا سواء مع المدرب الحالي معتمد جمال أو مع المدرب الأجنبي المنتظر، في ظل حالة الفراغ الكبيرة ونقص الجودة التي يعاني منها وسط الزمالك، مع استمرار الاعتماد على الظهير المخضرم محمد عبد الشافي والذي حمل على عاتقه لواء تلك الجبهة طوال فترة الأزمة التي انقشعت لتكشف عن شمس أمل جديدة للزمالك وسط غيوم وأعاصير عهد سابق.
شارك:
أخبار ذات صلة
