"جي ساس" يؤكد التزام قطر ببناء إرث الاستدامة وحماية البيئة

التزمت دولة قطر منذ اللحظات الأولى من فوز ملفها بحق استضافة كأس العالم 2022 بتنظيم النسخة الأكثر استدامة في تاريخ البطولة.

وحرصت قطر على توظيف ممارسات الاستدامة وحماية البيئة، وكان في مقدمة اهتمام قطر استادات البطولة الثمانية، ما يجسّد الإرث المُستدام للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.

وبعد أقل من شهر ينطلق المونديال العربي الأول، في الدوحة، حيث من المُزمع أن تتنافس المنتخبات المشاركة في البطولة خلال الفترة الممتدة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول على اللقب.

شاهد.. ‏‏مونديال قطر يُوحّد الجماهير العربية في الملاعب 

اقرأ المزيد

وعملت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن كثب مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، في إطار سعيها لتحقيق هذا الهدف، وفي سبيل تطبيق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وجرى تطوير نظام تقييم الاستدامة القطري، الذي كان قد أُطلق عام 2007، ليصبح المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، ويوسع نطاق عمله ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2012.

"جي ساس" أول نظام متكامل لتقييم الأبنية الخضراء

ويُعد "جي ساس" أول نظام متكامل لتقييم الأبنية الخضراء ومنشآت البنية التحتية وآثارها في الاستدامة البيئية، على أساس معايير الأداء الموضوعي في المنطقة، ويهدف إلى تعزيز ممارسات الاستدامة في مراحل البناء المختلفة، بدءاً بالتصميم مروراً بالتشييد ثم التشغيل، مع تحديد التحديات المرتبطة بالاستدامة في عمليات البناء في ظل البيئة المحيطة. وقد اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" "جي ساس" في عام 2014، باعتبارها منظومة تقييم الاستدامة لجميع مشاريع البنية التحتية التي أُنشِئت لهذه النسخة من كأس العالم.

وأسهم اعتماد شهادات "جي ساس" بشكل فاعل في قياس أهداف الاستدامة في دولة قطر، والتي تأتي ضمن ركيزة التنمية البيئية في رؤية قطر الوطنية 2030، حيث أسهمت استضافة كأس العالم في تسريع وتحفيز وتيرة التنمية المستدامة، وتنفيذ المشاريع الكبرى لتحقيق الاستدامة في البلاد.

وساعد نظام "جي ساس" الدولة المستضيفة والفيفا على السير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف التي حددها الطرفان في استراتيجية الاستدامة لكأس العالم FIFA قطر 2022™، حيث سيمثل المونديال علامة فارقة في تاريخ استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، حيث تستهدف البطولة تغيير طريقة تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى في العالم.

بدور المير تشيد بجهود المنظمة الخليجية للبحث والتطوير

وقالت المهندسة بدور المير، المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة باللجنة العليا للمشاريع والإرث: "لطالما كانت الاستدامة في صميم مشاريع كأس العالم قطر 2022، ونشيد بجهود المنظمة الخليجية للبحث والتطوير لمساعدتنا في تحقيق أهداف الاستدامة؛ من خلال معاينة جميع مواقع البطولة مرات عديدة، حيث يظهر أثر المشاريع التي نفذناها استعداداً لاستضافة المونديال جلياً في المنطقة، كما أنها روجت لنشر ممارسات الاستدامة على نطاق أوسع".

ونجحت استادات البطولة الثمانية في الحصول على شهادات "جي ساس" من فئة الأربع نجوم على الأقل في التصميم والبناء، بداية باستاد "خليفة الدولي"، الذي خضع لعملية تطوير شاملة استعداداً للمونديال، وانتهاءً باستادي "لوسيل" و"974"؛ وقد حصل خمسة من استادات المونديال على شهادات "جي ساس" من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، بينما حصلت ستة استادات على شهادة من الفئة المميزة في إدارة أعمال الإنشاء، كما حصلت الاستادات على شهادات في كفاءة استهلاك الطاقة، وفي العمليات التشغيلية.

ولم تقتصر استدامة مشاريع المونديال على ثمانية استادات خضراء؛ بل شملت تدريب مئات الفنيين والمتخصصين في ممارسات المباني الخضراء، كما ساعدت في تعزيز سلاسل توريد المنتجات والمواد المستدامة، إضافة إلى تقديم حلول هندسية جديدة مبتكرة، الأمر الذي سيدعم تشييد المزيد من المباني الخضراء في قطر بالمستقبل.

يوسف الحر: نظام "جي ساس" الأكثر تطبيقاً في قطر الآن

من جانبه قال الدكتور يوسف الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: "يعتبر نظام "جي ساس" الأكثر تطبيقاً في قطر الآن، فقد أصبح يُستخدم لتقييم المباني الجديدة في جميع أنحاء البلاد، وهو أحد الأمثلة الواضحة على إرث المونديال".

وأضاف الحر: "نجحنا في تطبيق هذا النظام في أكثر من 15 ألف مشروع بناء، على مدى السنوات العشرة الماضية، من بينها مشروع المترو ومشاريع تشييد الاستادات، وكذلك المدن الجديدة؛ مثل مدينة لوسيل، ويتراوح تقييم هذه المشاريع ما بين نجمتين وخمس نجوم، حسب المشروع، وتتضمن عملية التقييم الشاملة دراسات وبحوث مكتبية ومعاينة في مواقع المشاريع".

وستواصل المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" القيام بدور رئيسي في تشييد مبانٍ مستدامة من خلال رفع مستوى تصنيف البنية التحتية في دولة قطر 2022، من خلال ممارسات بناء مُستدامة ذات تأثير أقل على البيئة، وتلبي في الوقت ذاته الاحتياجات الاجتماعية والثقافية، مع مراعاة طبيعة البيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.