تعلمت في قطر 2022.. "الحلقة الثالثة"

2022-12-29 14:40
قطر قدمت نسخة استثنائية من مونديال كأس العالم (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كبح الشهوات.. درس غريب وعنوان أغرب

هل يمكن لكبح الشهوات أن يكون قد أثر إيجابًا لصالح دولة قطر عند تنظيمها المبهر لكأس العالم لكرة القدم 2022 وأن نتعلم من هذا الأمر.

دعوني أعود كثيرًا للخلف.. إلى مطلع القرن التاسع عشر مع رالف إيمرسون الفيلسوف الأمريكي الشهير والذي برع في عالم الأدب والفلسفة والفكر والخطابة وظل أسلوبه في إلقاء المحاضرات نموذجًا يحتذى حتى الآن في الولايات المتحدة.. وهو أحد رواد العمل الجماعي على مر العصور.. ومن الأقوال المأثورة عن إيمرسون:

There is no limit to what can be accomplished, if it does not matter who gets the credit.

والمعنى: لا حدود لما يمكن إنجازه إذا لم يكن مهمًا من يأخذ الفضل أو الفخر أو الشرف.. أي أن سعي أفراد الفريق (قليلون أم كثيرون) للانفراد بالفضل والشرف والفخر والنجاح والمغانم لن يمكن الفريق أبدًا من الوصول إلى هدفه المرجو أو يصل به متأخرًا عن موعده أو غير ناضج الإنتاج؛ ونظرًا للطابع البشري وحب الإنسان للقوة والمال والنفوذ والشهرة والسيطرة والفخر، تكون مواجهة تلك الخصال السلبية مسألة غير سهلة.

ببساطة كبح الشهوات أحد أهم عناصر النجاح في العمل الجماعي.

ولو نظرت لما حدث خلال 12 عامًا من العمل للجنة المنظمة لكأس العالم 2022 لن تقف عند اسم معين لتقول فلان كان صاحب الفضل أو فلان كان العمود الفقري أو أن تقول: إنه شخص عظيم وإليه يرجع الفضل.

العمل الجماعي المؤسسي في قطر 2022 لم يقف عند شخص، ولم يسع أحدهم مهما كان منصبة لخطف الأضواء وانتزاع الفخر والإنجاز من الآخرين.

نجح الجميع، لا سيما القادة وكبار المسؤولين، في كبح شهوات الشهرة والفخر.. ليذهب الشرف كل الشرف إلى قطر.

في نهاية دروسنا التي تعلمناها من قطر.. لا يسعني إلا القول:

شكرًا قطر.
 

شارك: