تحليل | ما الذي يجب أن يخشاه الزمالك في نهائي كأس مصر؟
تتجه أنظار عشاق كرة القدم في مصر والعالم العربي، يوم الجمعة المقبل، نحو ملعب "الأول بارك" بمدينة الرياض بالعاصمة السعودية؛ لمتابعة قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك في نهائي بطولة كأس مصر.
وهذه المرة الأولى التي سيُقام فيها نهائي كأس مصر في دولة أخرى، وهي تجربة جديدة في المسابقة بعد إقامة كأس السوبر المصري في السنوات الأخيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تاريخيًا، التقى الأهلي والزمالك من قبل 20 مرة في نهائي كأس مصر، فاز الأهلي في 9 مواجهات وفاز الزمالك بنفس العدد، فيما اقتسم القطبان اللقب "مُناصفة" مرتين.
خبرات متباينة بين غوميز وكولر في نهائي كأس مصر
الديربي القاهري في نهائي كأس مصر هو الأول لمدرب الزمالك الجديد، جوزيه غوميز، الذي يأمل في تقديم أوراق اعتماده في أهم مباراة في كرة القدم المصرية، وأمام مارسيل كولر، الذي يمتلك سجلّ انتصارات 100% أمام "الفارس الأبيض".
وممّا لا شك فيه أن الأهلي يمتلك عدة أسلحة هجومية عديدة؛ لكن هناك نقاطًا تظل مهمة لدى الأهلي قد تُهدد الزمالك في نهائي كأس مصر.
سلاح التسديد البعيد
هناك إحصائية لافتة في الدوري المصري وهي أنّ الزمالك هو أكثر فريق في المسابقة في آخر 5 مواسم، استقبل أهدافًا من تسديدات من خارج منطقة الجزاء (18 هدفًا) من أصل 121 هدفًا استقبلها، أي بنسبة 15% من الأهداف التي دخلت مرماه.
الأهلي سجل في مرمى الزمالك 4 أهداف من تسديدات بعيدة المدى، وإن أضفنا هدف محمد مجدي أفشة في نهائي 2020 فإنّ العدد سيرتفع إلى 5 أهداف.
وسجّل "المارد الأحمر" في المباريات الأخيرة أكثر من هدف في شباك محمد صبحي، من تسديدات من خارج المرمى، وكان آخرها هدفان في المباراة الأخيرة التي انتهت برباعية.
الأهلي أيضًا بات يمتلك الآن كوكبةً من أفضل المسدّدين من مسافات بعيدة، وهما إمام عاشور وعمر كمال عبد الواحد، اللذان يعتبران من بين أفضل 3 لاعبين سجّلوا وهدّدوا مرمى المنافسين في الدوري المصري بالتسديدات القوية البعيدة.
وبالنظر إلى أن صبحي لديه نقطة ضعف في التسديدات البعيدة "التي يلجأ" إليها الأهلي، يُرجّح وجود محمد عواد في حراسة مرمى الزمالك لتميّزه أيضًا في ركلات الترجيح لو وصلت لها المباراة.
المساحات البينية
أصبح سيناريو اختراقات الأهلي من جانب علي معلول محفوظًا بفضل انسجامه طوال سنوات طويلة مع حسين الشحات، وهو ما عزّزه المدير الفني الحالي للأهلي مارسيل كولر.
فأصبح من المعروف أن الظهير الدولي التونسي للأهلي، عند وصوله إلى الخط الأمامي في أثناء معاضدة الهجوم، لن يلعب عرضية هوائية داخل منطقة الجزاء، بل سيلعب عرضية إلى الخلف لحسين الشحات.
يمتاز حسين الشحات بتحركاته في المساحات البينية أو تأخير نفسه مع تكليف لاعب إضافي بأخذ أعين مدافعي الخصم، وهو اللاعب رقم 8.
عندما تكون الهجمة مع علي معلول ينضمّ بيرسي تاو "الجناح العكسي" إلى المنطقة مع المهاجم الصريح، إضافة إلى لاعب وسط رقم 8، وكان سابقًا يقوم بذلك حمدي فتحي، واليوم إمام عاشور أو السولية أو محمد مجدي أفشة.
هنا يجب على لاعبي الزمالك خلال موجهة نهائي كأس مصر أن يستوعبوا تلك الفكرة، وهي لو تسلم علي معلول الكرة وتَقدَّم يجب أن يعود معه الجناح إلى الدفاع، وأن يلتزم الظهير بحسين الشحات تمامًا حتى لو أخّر نفسه معه.
مراقبة حسين الشحات قد تكون مهمة لاعب الوسط الأيمن للزمالك، وهنا تكمن معضلة كبيرة، والسؤال هو مَن سيلعب بجوار دونغا ليؤدي هذا الدور؟! يجب أن يكون على مستوى دفاعي جيّد في مراقبة الشحات أو لاعب الوسط الأيمن للأهلي لو تقدَّم هو الآخر في المساحات البينية.
تأخير خط فوز الحيازة بالكرة
مع التأكيد بأنّ فارق الجودة بين الزمالك وبلدية المحلة كبير، وكبير للغاية لصالح الأبيض، لكنّ مباراة الأهلي أمام بلدية المحلة تعطي وصفة مهمة جدًا، وهي أنّ الضغط المتقدم أحيانًا لو لم يُنفّذ بطريقة صحيحة أمام الأهلي وبمساحات ضيقة، فالأمر قد يكون في منتهى الخطورة.
الزمالك حتى هذه اللحظة واجه فرقًا ليست بالقوية وغير المبادرة مثل أبو سليم الليبي والداخلية والإسماعيلي؛ لكن الوضع سيكون مختلفًا أمام الأهلي.
ويجب التذكير بمباراة الأهلي والزمالك والتي انتهت (3-5) عندما كان كارتيرون مدربًا للزمالك ولجأ إلى الضغط في الأمام دون "تنظيم" وقام بتقديم الدفاع، وهنا كان الأهلي ينجح في كل مرة في ضرب خطوط ضغط الزمالك ويصل لمناطق خطيرة.
سيناريوهات انتصارات الزمالك الأخيرة على الأهلي كانت قائمة على تأخير خط الضغط ومنطقة حيازة الكرة للنصف الأوسط، حيث سيكون أسلوب الأهلي مجرد تدوير للكرة، ومن ثم استغلال أي خطأ لشن المرتدات.
شارك:
أخبار ذات صلة
