تحليل | ماذا أراد حسام حسن حقًا من تجارب منتخب مصر الودية؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-03-27 11:32
مدرب منتخب مصر حسام حسن وجهازه الفني المعاون (X/EFA)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سقط منتخب مصر بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام نظيره الكرواتي في نهائي كأس دورة عاصمة مصر الودية، ليخسر حسام حسن في تجربته الثانية كمدير فني لمنتخب "الفراعنة".

وشهدت المباراة أداءً كارثيًا من منتخب مصر الذي بدأ اللقاء بهدف مبكر لرامي ربيعة، لكنه تلقى 4 أهداف قبل أن يسجل محمد عبد المنعم هدف تذليل الفارق في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.

منتخب مصر وحُمّى البدايات

الفترة الوحيدة التي لعبها منتخب مصر وكان ندًّا للضيف البلقاني كانت في ربع الساعة الأولى من المباراة والدقائق الخمسة الأولى من الشوط الثاني، وهي الفترات التي تحمل "منطقية" كبيرة بالنظر للأسلوب الذي حاول حسام حسن اللعب به، عبر الاندفاعات البدنية ومحاولة ضغط لاعبي كرواتيا.

المدير الفني للمنتخب المصري حاول فرض رقابة لصيقة على نجمي منتخب كرواتيا مارسيلو بروزوفيتش ولوكا مودريتش بوضع محمد مجدي قفشة في مواجهة الأول وأكرم توفيق مطاردًا مستمرًا للثاني، لكن بعد 10 دقائق تقريبًا كان المخضرمان الدوليان قد وجدا عدة حلول للتخلص من تلك الرقابة، فمودريتش كان الأول في تحرير نفسه من محاولات توفيق بعدما تعامل بخبرة كبيرة وبسلاسة بالخروج بالكرة سواء بالمراوغة أو باستخدام الزملاء للتمرير، ثم التسلم من خلف توفيق، بينما استخدم بروزوفيتش قلب دفاع كرواتيا الأيسر بونغراشيتش كمخرج للكرة.

ومع تراجع المردود البدني للمصريين والسقوط في حُمّى البدايات، لم يصل حسام حسن لحلّ لإيقاف هذا الثنائي بل وزاد الطين بلة محاولات مروان عطية حماية زميليه في الوسط، ليتقدم للأمام، ما منح مودريتش فرصة سهلة لإمطار الفراعنة بتمريرات أنيقة بين الخطوط لفلاشيتش وماير بعدما انكشفت المساحات خلف مروان عطية.

أطراف مستباحة

ومع انكشاف تلك المساحات كان الدور على ظهيري منتخب مصر لمحاولة إيقاف تلك التمريرات التي يتلقاها فلاشيتش وماير وكذلك ماركو بياتسا، ليتمّ إخراج محمد حمدي ومحمد هاني من تمركزهما بشكل مستمر لتصبح الأطراف المصرية مستباحة.

وحتى عندما كان حمدي وهاني يلتزمان بمكانيهما، ظهر جليًا أن ظهيري "الفراعنة" كانا غير قادرين على منع الخطورة الكبيرة للمنتخب الكرواتي من الجانبين، وهو ما كان متوقعًا بالنظر للمستوى الضعيف الذي ظهرا عليه حتى أمام منتخب أقل قوة كالمنتخب النيوزيلندي، ليثيرا التساؤلات حول تمسك حسام حسن بوجودهما دون أدنى محاولة لتجربة آخرين.

ماذا يريد حسام حسن؟

وعلى ذكر تجربة الآخرين فإن استمرار نفس اللاعبين ونفس التشكيلة في المباراة الثانية ولفترة طويلة جدًا، يجعلنا نتساءل حول ما كان يريده الناخب الوطني المصري من تلك المباريات؟

حسام حسن شخص لا يحب الخسارة، ويبدو أنّ رغبته المعروفة تلك قد انعكست بشدة في طريقة إدارته لهذا التوقف الدولي، فظهر راغبًا في الفوز بالمباراتين عبر إشراك الأساسيين والإمعان في استمرارهم جميعًا حتى توقيت متأخر من المباريات، فلا ربح المباراتين ولا تابع عن كثب مستوى لاعبين قد يحتاجهم في قادم المواعيد مثل محمد شكري أو على الأقل ليدرك أنهم لا يصلحوا للعب على المستوى الدولي كـ ... حسنًا القائمة ستطول هنا!

حارس وقلبا دفاع خارج نطاق الخدمة

في الوقت الذي قد يرى فيه البعض أن إشراك من هم من غير الأساسيين كان سيضاعف من الصعوبات للمنتخب المصري خلال المباراة، إلا أنّ اشتراك أحمد حجازي ومحمد عواد لم يكن ليزيد الأمور سوءًا غالبًا.

فقلبا دفاع منتخبا مصر ظهرا عاجزين عن إيقاف خطورة الهجوم الكرواتي خاصة من بيتكوفيتش الذي كان مرعبًا بحق، والكرات العرضية والثابتة كانت تحمل تهديدًا مستمرًا للدفاعات المصرية رغم لعب عبد المنعم وربيعة معًا في الأهلي، والأمر لا يتعلق بالأهداف فقط التي سُجّلت، فبمراجعة أسهل فرصة لاحت للمنتخب الكرواتي في الشوط الأول يمكنك ملاحظة كيف هرب بيتكوفيتش من رقابة محمد عبد المنعم بسهولة.

أمّا مستوى محمد أبو جبل فكان رسالة واضحة لحسام حسن، وهي أنّ عليه منح الفرصة لحارس آخر ربما يكون محمد عواد هو أقربهم بعد أن ظهر أبو جبل ثقيلًا وذا سرعة فعل بطيئة وغير قادر على التعامل مع رأسيات لاعبي كرواتيا، فحتى هدف كرواتيا الثاني كان يُنتظر من حارس الزمالك السابق والبنك الأهلي الحالي أن يدرك أن الزاوية الوحيدة المتاحة لبيتكوفيتش من هكذا وضعية للقفز هي الزاوية القريبة لكنه لم يحرّك ساكنًا بعدما افتقد لأدنى أنواع الرشاقة والتحفز لمساعدته على قفزة حقيقية تجاه الكرة.

العشوائية جليّة

في مباراة نيوزيلندا كان منتخب مصر يجد صعوبات في إخراج الكرة من نصف ملعبه لكن بمجرد أن يحدث هذا الأمر كان الشكل الهجومي يبدو مقبولًا معقولًا مع بعض الأفكار الواضحة كاستخدام الأظهرة في فتح الملعب وتحويل الجناحين لشبه مهاجمين، وفيما لم يكن هذا ممكنًا أمام منتخب بحجم كرواتيا، فإن العشوائية كانت جليّة بعدما أصبح الجناحين يلعبان على الخط فاتسعت المسافات جدًا في الثلث الأمامي ولم يعد هناك أي مجال لفتح ثغرات في الدفاعات الكرواتية.

ومع الأزمة المزمنة لخط وسط مصر عديم المواهب باستثناء إمام عاشور كانت الأمور صعبة جدًا في التخلص من الضغط الكرواتي فاكتفى لاعبو الوسط والدفاع بإرسال الكرات القُطرية على جانبي الملعب خاصة من مجدي أفشة والبديل نبيل كوكا، لكنها فشلت في مفاجأة الكروات.

يمكن رصد العشوائية الكبيرة وعدم وجود خطة واضحة للمنتخب المصري في مباراة كرواتيا في أمور كثيرة، لكن واحدة منها كانت خلال لقطات مستمرة لمحمود تريزيغيه وهو يحتفظ بالكرة عاجزًا عن إيجاد حل بها لقرابة عشر ثوانٍ قبل أن يعيدها من جديد للخطوط الخلفية.

الخلاصة: جملة النتيجة ليست مهمة هنا لا تصلح لتقييم تجربة منتخب مصر أمام كرواتيا؛ فالحقيقة أن النتيجة كانت أفضل حالًا من الأداء!

شارك: