تحليل رقمي | هل يملك الزمالك في صفوفه أفضل مدافع في مصر؟
في فريق مثل الزمالك، تتعلق الجماهير أكثر بمواهب الهجوم وأصحاب اللمسات الساحرة، مثل محمود عبد الرازق "شيكابالا" وأحمد سيد "زيزو"، أو فرجاني ساسي وأشرف بن شرقي قبل رحيلهما، وعادة لا يأخذ المدافعون أو أصحاب الجهد الوفير حقهم من التقدير أو العناوين البارزة.
عندما حقق الزمالك الدوري المصري موسمين متتاليين (2020-21، 2021-22)، كان زيزو وبن شرقي في مقدمة النجوم الذين أسهموا هجوميًا وحملوا على عاتقهم حسم المباريات بأكثر من 70% من أهداف الزمالك كتسجيل وصناعة.
لكن هناك اسمًا كالجندي المجهول في صفوف الزمالك، أسهم في نتائج الأبيض المميزة في المواسم الأخيرة، وهو المدافع (الظهير) التونسي حمزة المثلوثي.
وتكللت جهود المثلوثي، ليحظى بحقه من التقدير، بعدما أصبح بطل العودة الكبيرة للزمالك أمام أرتا سولار الجيبوتي بهدف "الريمونتادا" الرابع في الوقت القاتل، والذي أسهم في تأهل الزمالك لدور المجموعات في كأس الكونفيدرالية، وإنقاذ سمعة "الأبيض" وموسمه.
ما زالت جماهير الزمالك تتذكر الأخطاء الكارثية لحمزة المثلوثي ليلة 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021؛ حيث خسر "أبناء ميت عقبة" بنتيجة 3-5 في ديربي القاهرة أمام الأهلي.
لكن مثلما كان الحال مع مدافع الزمالك السابق بشير التابعي، الذي كان مصدرًا للسخرية في ديربي القاهرة الشهير 6-1 أمام خالد بيبو، تحول بعدها بشير ليصبح المدافع الأفضل في مصر.
هذا هو الحال بالنسبة للمثلوثي الذي وصفه مدرب الزمالك، الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، بأنه المدافع الأفضل في مصر.
هذه الإشادة من مدربه لها دليل ملموس وحقيقي، فمن الصعب للغاية أن تصف لاعبًا بأنه أفضل قلب دفاع في الدوري المصري، وهو في الأصل ظهير أيمن.
وهنا تكمن قيمة حمزة المثلوثي في أنه يؤدي واجبات مركز المدافع "مركز اضطراري يلعب فيه" كما يقول الكتاب تقريبًا، رغم تردي نتائج الزمالك في الأشهر الأخيرة.
عمل المثلوثي المميز في الدفاع جاء رغم قلة جودة اللاعبين وقلة الخيارات في هذا الخط، الذي يعد أضعف خطوط الزمالك في ظل غياب محمود حمدي "الونش".
الأرقام تنصف النجم التونسي
دعنا نتحدث بلغة الأرقام التي لا تكذب، فالمثلوثي الذي انضم للزمالك في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 قادمًا من الصفاقسي التونسي، خاض 70 مباراة في الدوري المصري حتى الآن.
ويُعد المثلوثي، حسب الأرقام، المدافع الأفضل في مصر من ناحية الالتحامات الأرضية بدخوله في 119 التحامًا ونجاحه في كسب 91 منها، بنسبة نجاح تبلغ 77%، وهي النسبة الأفضل بين كل المدافعين في الدوري المصري في تلك الفترة.
ولنضع هذا الرقم في سياق صحيح، فهذه النسبة الرقمية العالية في التدخلات والالتحامات "مميزة"، نظرًا لأنها تكون في ثلث ملعب الفريق.
كسب المثلوثي الاستحواذ للزمالك 322 مرة، وهذا الرقم كبير؛ نظرًا لأن الزمالك في الأصل فريق يبادر باللعب ولا يقبل اللعب عكس الأندية الصغيرة، التي يحصل فيها المدافعون على أرقام دفاعية عالية لأنهم في الأصل يدافعون في المباراة.
ورغم ذلك، فإن المثلوثي لا تتم مراوغته بسهولة، ففي الـ70 مباراة تمت مراوغته 42 مرة، ولكي نضع الرقم أيضًا في سياقه الصحيح، فمواطنه الظهير الأيسر للأهلي علي معلول تمت مراوغته 60 مرة في نفس العدد من المباريات "70 مباراة"، وهنا تكمن أفضلية المثلوثي.
هذا الرقم يدل على رباطة جأش المثلوثي وانضباطه، وهو ما يتضح بمرور الوقت.
هناك أمور أخرى يقوم بها المثلوثي لا تلمسها الأرقام، فكرة الهدف الثالث للزمالك بالأمس أمام أرتا سولار بدأت من استخلاص "فدائي" من المثلوثي، كما لا تعبر الأرقام عن حسن تغطيات الدولي التونسي العكسية، ودقة تمركزه في مسار تمريرات المنافس.
شارك:
أخبار ذات صلة
