"المجنون" يقود الأوروغواي إلى كسر شوكة البرازيل والأرجنتين

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-17 21:07
مارسيلو بييلسا مدرب منتخب الأوروغواي خلال توجيهه تعليمات لأحد لاعبيه (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وضع المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا -كما كان متوقعاً- بصمته سريعاً على منتخب الأوروغواي، على الرغم من حداثة تعيينه على رأس "لا سيليستي".. بصمة بدأت تأتي ثمارها وتحمل معها مكاسب وانتصارات تاريخية لحامل الرقم القياسي في الفوز ببطولات "كوبا أمريكا" وبطل مونديالي 1930 و1950.

منذ تعيينه على رأس المنتخب في 16 مايو 2023، خلفاً لدييغو ألونسو، الذي رحل عن منصبه عقب توديع كأس العالم قطر 2022 من دور المجموعات، بدأ بييلسا في وضع لمساته، التي سرعان ما أثارت الجدل، لا سيما مع استبعاد الثنائي المخضرم -صاحبي الـ36 عاماً- الهدّافين التاريخيين للمنتخب السماوي، لويس سواريز (68 هدفاً) وإدينسون كافاني (58 هدفاً)، عن المنتخب، بعد سنوات من العطاء والتأثير.

بصمة "El LOCO" تأتي ثمارها سريعاً

كالمعتاد، لم يولِ، المدرب الملقّب باسم "El LOCO" أي "المجنون"، نسبة لشخصيته المتفردة وأفكاره الثائرة في عالم الكرة، اهتماماً للانتقادات الجماهيرية، التي سرعان ما خمدت "نيرانها"، بفضل مستويات مميزة ونتائج ملفتة في الجولات الخمسة الأولى من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

وحصد "أوروغواي بييلسا" 10 نقاط متربّعاً على الوصافة في لائحة التصفيات، التي تتكون من 10 منتخبات وبفارق نقطتين فقط عن المتصدر الأرجنتين، وذلك بعد مسيرة موفّقة جمع خلالها، 3 انتصارات وتعادلًا وهزيمة وحيدة على أرض الإكوادور (2-1).

ولكنّ اللافت في نسخة الأوروغواي الحالية، ليست البداية الإيجابية في التصفيات فحسب، وإنّما تحطيمها لرقمين قياسيين تاريخيين، عانى هذا المنتخب من أجل الوصول إليهما على مدى أجيال.

"وصفة" إنهاء العقدة

ما من حدث بإمكانه أن يوازي الانطلاقة القوية لزملاء مدافع برشلونة الإسباني رونالد أراوخو، غير ذلك المتعلق بالتغلب على إمبراطورَي الكرة في أمريكا اللاتينية، البرازيل والأرجنتين، في مباراتين متتاليتين، وهو ما لم يحدث منذ زمن بعيد، حتى باتت العقدة في شكل أمر اعتيادي أو محتوم، بالنسبة لعشاق الأوروغواي.

بالأمس، نجحت الأوروغواي في ما عجزت عنه طيلة 36 عاماً، وهو الإطاحة بمنتخب "التانغو" بطل المونديال الأخير، في عقر داره وبين جماهيره وفي ملعب "لا بومبونيرا" بالذات بثنائية أراوخو وداروين نونيز، وليس هذا فحسب، بل أوقف أبناء "المجنون" زحف مواطنيه بقيادة أفضل لاعب في العالم 8 مرات، ليونيل ميسي، بعد أن توقفت سلسلة عدم الخسارة لديهم عند 14 مباراة على التوالي، كما تكبّدت شباكهم أول الكرات، منذ نهائي مونديال 2022، الذي شهد ثلاثية الفرنسي كيليان مبابي الشهيرة في مرمى الحارس إيميليانو مارتينيز.

الاستحقاق الأوروغواياني، لم يتوقّف عند ترويض "الألبي سيليستي" فقط، وإنّما سبقه قبل ذلك إنهاء عقدة دامت 22 عاماً، لم يذق فيها شعب الـ3 ملايين نسمة، طعم الفوز على البرازيل، قبل أن يطيح به في الجولة قبل الماضية بثنائية نظيفة أيضاً في مونتيفيديو.

بييلسا.. الخيار المحسوب

كان الاتحاد الأوروغواياني لكرة القدم، يعي جيداً خطوة التعاقد مع بييلسا، عقب تجربة لم تكن موفّقة مع دييغو ألونسو، الذي ثقلت عليه مسؤولية خلافة "المدرب الأسطورة" أوسكار تاباريز، صاحب التاريخ الحافل مع المنتخب السماوي.

وبدا الاتحاد المحلي، واثقاً بنجاح الأرجنتيني الخبير في إعادة سفينة "لا سيليستي" لمدارها الصحيح، لا سيما بعد خيبة كبرى في المونديال القطري الأخير؛ لذلك تمّ منح بييلسا كافة الصلاحيات، لتكوين نواة منتخب جديد ومتمرّس، وهو ما كان خياراً محسوباً وبعيداً عن المجازفة، فبعد فكر المراهنة على الشباب (تعيين ألونسو) سرعان ما تمّت العودة لمدرسة الخبرة (تعيين بييلسا).

وبعيداً عن استعراض مسيرته مع الأندية، يملك بييلسا تجارب ثرية مع منتخبات أمريكا الجنوبية، فقد سبق له تولّي مهمة الإشراف على منتخب الأرجنتين بين 1998 و2004، والذي تُوِّج معه بذهبية أولمبياد "أثينا 2004"، إضافة إلى منتخب تشيلي بين 2007 و2011.

جدير بالإشارة إلى أنّ بييلسا، البالغ من العمر 68 عاماً، والذي استهلّ مسيرته التدريبية في عام 1990، بعد عشر سنوات من نهاية مسيرته لاعبًا؛ يعدّ ثاني مدرب أجنبي يقود الأوروغواي بعد مواطنه دانييل باساريلا (بين 1999-2001).

شارك: