الفنان التميمي: حفل قرعة المونديال نقل للعالم فنون وتراث قطر

2022-04-25 22:17
من عرض لفجيري خلال القرعة النهائية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 (لجنة المشاريع والإرث)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أكد الموسيقي والمخرج القطري فيصل التميمي أن حفل القرعة النهائية لكأس العالم FIFA قطر 2022، الذي استضافته الدوحة في الأول من شهر أبريل/ نيسان الجاري، نقل للعالم جانبًا من الفنون والتراث القطري من خلال العروض التي ألقت الضوء على الطابع الثقافي للبلاد، لا سيما الفنون التقليدية التي تنفرد بها دولة قطر والمنطقة.


وشارك التميمي، الباحث في الفنون والموروث الشعبي، في حفل قرعة المونديال من خلال عرض استثنائي بعنوان "رحلة إلى فن لفجيري"، وشكّل الشخصية الرئيسية التي عملت على تقديم العمل الفني المبتكر، انطلاقًا من جهوده لتكريس حياته للحفاظ على الثقافة القَطرية وإحياء الموروث الغني للبلاد. 


وتضمنت الفقرة طبقات الصوت التقليدية لـ "النهّام"، وهو المغني الذي كان يؤدي الأناشيد التراثية لبث الحماسة في غوّاصي اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، والتي أُدمِجتْ مع الموسيقى الإلكترونية في إشارة إلى دور البطولة في بناء جسور التقارب الثقافي بين الشعوب عند استضافة النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط.


الفنون الشعبية توثيق للحياة اليومية

وفي حوار مع موقع "Qatar2022.qa" من مجلسه بمدينة الدوحة، حيث يستقبل المهتمين بالموسيقى التقليدية والقطع التراثية، تحدّث التميمي عن دور الموسيقى التراثية في حياته، وقال: "لعبَتِ الموسيقى والفنون دورًا كبيرًا في حياتي منذ مرحلة الطفولة، وكنتُ حريصًا على الاستماع إلى الأغاني التراثية التي لم تكن ضمن الأغاني الرائجة في تلك الفترة، ومع مرور الوقت وبتقدمي في العمر، أردتُ معرفة المزيد عن مصدر هذه الموسيقى الرائعة، وعندها أدركت مدى عمق ثقافتنا".

التميمي أشاد بحفل قرعة مونديال قطر 2022 (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)

وتابع التميمي، الذي تمتد مسيرته في الفنون والموروث الشعبي القطري لتشمل التلحين والتأليف والإخراج المسرحي وتصميم الاستعراضات: "يجسّد الفن الشعبي في أيّ مجتمعٍ الحياةَ اليوميةَ للشعوب، ويُوثّق أسلوب الحياة في المجتمعات، وهذا هو الغرض من الفن الشعبي، الذي ينبع مغزاه من قدرته على وصف المجتمعات التي نحيا فيها، وليس من التأليف الموسيقي بحد ذاته، ولهذا السبب تهمّني للغاية المحافظة على هذا الفن وإحياؤه".


دمج الموسيقى التقليدية مع الفنون العالمية

وعلى مدى السنوات الـ3 التي سبقت مراسم سحب القرعة النهائية لمونديال قطر 2022، عمل التميمي على مشروعٍ لإلقاء الضوء على الموسيقى التراثية في قطر ومنطقة الخليج أمام الجمهور في أنحاء العالم، كما سعى إلى دمج الموسيقى الخليجية التقليدية مع المؤثرات الإلكترونية وموسيقى الجاز، من خلال التعاون مع عدد من المنتجين الموسيقيين من حول العالم.


وأضاف: "في البداية كنتُ قلقًا من عدم تقبل الجماهير في قطر والمنطقة والعالم لهذا النوع من الموسيقى، إلا أنني على ثقةٍ تامةٍ بأن الموسيقى لَهِي ظاهرة عالمية تجمع الناس وتُوحّدهم معًا، إنها لغة مشتركة يفهمها الجميع، بالتالي لِمَ لا نبني جسورًا!؟ نصل من خلالها بين الأنواع الفنية المختلفة، ونخرج عن حدود قوالبنا الموسيقية الثابتة". 


وبدأ التميمي من خلال هذا اللون الفني في التعاون مع إستوديوهات كتارا، ومع الملحن الأمريكي جريغ م. جونسون لتأليف وإخراج العرض الذي جرى تقديمه خلال حفل القرعة النهائية لكأس العالم، بأداء النهّام الشهير "علي الحداد" جنبًا إلى جنب مع مؤلفات جونسون الموسيقية، والتي كانت مصحوبة بخلفية بصرية مستوحاة من عناصر تصميمٍ تميزت بها الاستادات التي ستحتضن منافسات مونديال قطر 2022.


فن لفجيري يؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ قطر والمنطقة

 

وأوضح التميمي أن فن لفجيري يصف الحياة في هذا الجزء من العالم على مدى مئات السنين قبل اكتشاف النفط، مشيرًا إلى أن أغاني البحّارة سواءً على الشاطئ أو على متن القوارب، تُقدِّم وصفًا كاملًا لطبيعة الحياة في قطر والخليج خلال تلك الفترة، مؤكدًا أنه اختار تقديم هذا الفن خلال حفل القرعة النهائية الذي يؤرخ لبداية فترة على قدرٍ من الأهمية في تاريخ المنطقة، وهي الانتقال من اقتصادٍ قائمٍ على الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، والذي كان نشاطًا أساسيًّا للسكان آنذاك، إلى مرحلةٍ اقتصاديةٍ ترتكز على انتاج النفط والغاز.


وعن تطلعاته لمونديال قطر 2022، أعرب التميمي عن طموحه في أن تُشكّل البطولة التاريخية منصةً جامعةً تتعرف من خلالها شعوب العالم إلى الثقافة المحلية والعربية. وتابع: "هدفي هو أن يتعرف العالم إلى الثقافة القطرية الثرية، وتحديدًا خصال الجود وحفاوة الترحاب بالضيوف التي تُعد جزءًا هامًّا في تشكيل هويتنا الثقافية".

وأضاف: "أريد أن يحظى المشجعون بتجربةٍ فريدةٍ خلال المونديال، وأن يعودوا إلى أوطانهم وهم يحملون معهم ملابس أو غيرها من القطع المرتبطة بعاداتنا وتقاليدنا، أود، على سبيل المثال، أن أرى مشجعًا إنجليزيًّا يرتدي "الثوب" و"القحفية"، أو مشجعًا يابانيًّا يحمل الدلة أو إبريق القهوة التراثي، عائدًا بها إلى بلده. وبصفة عامة أريد أن يأخذ المشجعون معهم ما يُذكّرهم بجمال ثقافتنا وتراثنا".


وعلى الرغم من أن الملحن فيصل التميمي كان شغوفًا برياضة كرة القدم في مرحلة مبكرة من حياته، وحلم أنْ يصبح لاعبًا محترفًا؛ إلّا أنّ ميوله للفن والموسيقى غلبت طموحه في عالم الساحرة المستديرة، فبعد حصوله على شهادة جامعية في علم الاجتماع، عمل في مجال الفنون، حيث تولى إدارة الفِرق الثقافية التي تقدم عروضًا في الأحداث الكبرى بهدف إحياء التراث والتقاليد القطرية، بما في ذلك الملابس والموسيقى والحرف اليدوية. وشملت عروض هذه الفرق حفل افتتاح بطولة كأس الخليج العربي 1992، ودورة الألعاب الآسيوية 2006.

النهام القطري علي الحداد: آمل أن يسهم مونديال 2022 في نشر فن لفجيري عالميا

من جانبه، قال النهّام القطري علي الحداد إن تقديم عرض مستلهم من فن لفجيري التراثي خلال حفل القرعة النهائية لكأس العالم FIFA قطر 2022، أسهم في تعريف الحضور وملايين المشاهدين في العالم بفن عريق يعكس الهوية القطرية الفريدة، معرباً عن تطلعه في أن تسهم استضافة المونديال في نشر فن لفجيري عالمياً.


وشارك الفنان المتخصص في فن النهمة في أداء عرض فني تميز بدمج لفجيري البحري التقليدي، الذي اشتهرت به قطر ومنطقة الخليج قديماً، مع لمسات موسيقية إلكترونية حديثة، بهدف إيصال رسالة تعزز الاندماج بين مختلف الثقافات، وتؤكد دور المونديال في مد جسور التواصل الثقافي والتفاهم بين الدول والشعوب عند استضافة قطر للبطولة التاريخية أواخر العام الجاري.


وأضاف الحداد، الذي يعد أحد أبرز النهامين بالمنطقة، في حوار مع موقع "Qatar2022.qa"، أن عرض جانب من التراث الثقافي الغني لدولة قطر أمام الملايين في العالم شكّل لحظة مميزة بالنسبة له.


وتابع الحداد الفائز بلقب نهّام الخليج في 2019: "شعرت بالفخر الكبير لإسهامي في تعريف الجمهور العالمي بأحد الفنون التي تشكل هويتنا الثقافية، لقد كانت لحظة مؤثرة وستبقى محفورة في ذاكرتي".


وأوضح الحداد أن صوت النهّام يعبر عن الهوية القطرية الأصيلة، وقال: "نفخر بماضينا البحري العريق الذي ترك لنا تراثاً ثقافياً غنياً يعد مدعاة للفخر، فقد استطعنا من خلال مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ بناء مجتمعاتنا في الماضي، ولهذا السبب كانت المشاركة في تقديم هذا الجانب من تراثنا الثقافي في مراسم القرعة النهائية لكأس العالم 2022 أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لي".


وحول طبيعة فن لفجيري، قال النهّام القطري إن هذا الفن الفريد يجمع بين قوة صوت النهّام وروعة الأداء والتداخل مع الأصوات الصادرة عن آلات الإيقاع التي تنقل صوت النهّام إلى الغواصين وهم ينزلون إلى أعماق البحر.


ويرى الحداد أن المحافظة على الثقافة والتراث أسلوب حياة بالنسبة له، وقال: "أتطلع إلى مواصلة العمل الجاد لإحياء هذا الشكل الفني المميز، والحفاظ عليه لأجيال المستقبل، لما له من قيمة كبيرة في تاريخ شعبنا ودولتنا، حيث يعد دليلاً على إصرارنا ومثابرتنا في التغلب على قسوة الحياة في الصحراء من خلال اللجوء إلى البحر وخيراته لكسب قوتنا".


وإلى جانب تخصصه كنهّام؛ امتهن الحداد العديد من الحرف اليدوية، وصناعة سفن الغوص للبحث عن اللؤلؤ، ويرى أن مجالات العمل المختلفة هذه تشكل جزءًا من ظاهرة ثقافية كبيرة، وذات أهمية تاريخية تمثل ركناً أساسياً من الهوية القطرية.


وينحدر النهّام علي الحداد من عائلة كرّست حياتها للحفاظ على التراث الثقافي القطري، حيث عمل والده في مجال صناعة المجوهرات التقليدية، كما يمتهن أحد أفراد العائلة تصميم وصناعة القوارب التراثية التي استخدمها غواصو اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي.


ويعد لفجيري فناً أصيلاً ارتبط بحرفة الغوص وصيد اللؤلؤ التي امتهنها أهل الخليج العربي قديماً في سبيل كسب الرزق، حيث اعتاد النهّام على غناء المواويل والأهازيج الشعبية الحماسية على متن القوارب أو على الشاطئ ترحيباً بالغواصين العائدين إلى البر بعد قضاء يومهم في عرض البحر.

ملاعب نهائيات كأس العالم قطر 2022

  • استاد أحمد بن علي: السعة 40 ألف مقعد. يقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر، وسيكون مقراً لنادي الريان الرياضي صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة.

  • استاد خليفة الدولي: السعة 40 ألف مقعد. عزيز على قلوب أهل قطر لكونه رسم تاريخ كرة القدم في البلاد. شُيَد عام 1976 وتم تجديده ليستضيف كأس العالم 2022.

  • استاد لوسيل: استاد نهائي قطر 2022. السعة 80 ألف مقعد. يقع وسط مدينة لوسيل الحديثة.

  • استاد 974: السعة 40 ألف مقعد. مكوّن من حاويات الشحن البحري والعوارض الفولاذية القابلة للتفكيك بالكامل، ويرمز إلى التاريخ البحري للدوحة ويتناغم مع الميناء الذي يقع على مقربة منه.

  • استاد الثمامة: السعة 40 ألف مقعد. تصميمه مستوحى من القحفية وهي القبعة التي يرتديها الرجال في الوطن العربي.

  • استاد الجنوب: السعة 40 ألف مقعد. يقع في مدينة الوكرة الجنوبية وهي واحدة من أقدم المدن القطرية الآهلة بالسكان.

  • استاد المدينة التعليمية: السعة 40 ألف مقعد. تحيط به عدد من الجامعات الرائدة في قطر وسيستضيف المباريات حتى ربع النهائي.

  • استاد البيت: استاد المباراة الافتتاحية. السعة 60 ألف مقعد. تصميم مستوحى من بيوت الشعر التقليدية.

شارك: