العنصرية ورحيل الأساطير ضمن أبرز 10 ظواهر في الدوري الإسباني

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-07 12:27
من احتفال برشلونة بلقب الدوري الإسباني 2022-23 (Getty)
Source
المصدر
EFE
+ الخط -

أسدل الستار على الموسم الكروي في إسبانيا (2022-23)، حيث استطاع برشلونة أن يستعيد لقب الدوري الإسباني "الليغا" الغائب عن خزائنه منذ 3 مواسم، في أول موسم مكتمل لتشافي هيرنانديز على مقعد المدير الفني الذي وصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وسلطت وكالة الأنباء الإسبانية "EFE" الضوء على 10 ملامح ميزت الموسم الكروي الإسباني 2022-23، وفي مقدمتها ازدياد حدة ظاهرة العنصرية في العديد من ملاعب الليغا، ورحيل العديد من النجوم والأساطير عن برشلونة وريال مدريد.

1- لقب الليغا الأول لتشافي كمدرب

رغم صعوبة المهمة التي تسلمها أسطورة النادي سابقًا كلاعب، إلا أن تشافي هيرنانديز استطاع في موسمه "الأول المكتمل" أن يقود البلوغرانا لاستعادة لقب الدوري باستحقاق، رغم أنه في وقت ما لجأ إلى أسلوب مغاير لهوية النادي التي تعتمد على "التيكي تاكا" والأسلوب الجمالي، إلى الواقعية والاعتماد على التماسك الدفاعي.

واستقبلت شباك برشلونة على مدار الموسم المحلي 20 هدفًا، فيما سجل لاعبوه 70 هدفًا، ولكنها نسبة أقل من تلك التي سجلها الفريق المتوج بلقب الليغا الأخير قبل 4 سنوات تحت قيادة إرنستو فالفيردي.

وعلى مدار الموسم، حسم الفريق الكتالوني 11 مباراة بنتيجة 1-0 فقط، مع وجود معاناة حتى الدقائق الأخيرة في تلك المباريات، وهو الأمر غير المعتاد على جميع المنتمين للبرسا، لأن كلمة السر في نجاحات برشلونة عبر تاريخه تكمن في "أسلوبه الخاص".

ونجح تشافي بالفعل في وضع حجر الأساس لمشروعه الجديد الذي وجد نفسه فوق أرض صلبة بلقب الليغا المستحق بعد الانسحاب المبكر لثنائي مدريد الريال وأتلتيكو مبكرًا من المنافسة، ورغم عدم تحقيق الفريق لأهدافه الرئيسية من الموسم، أي خسارة المنافسة على دوري الأبطال والدوري الأوروبي، إلا أن الأرقام كانت كافية لتحقيق الهدف الأكبر، وهو لقب الليغا.

2- فينيسيوس والعنصرية

لا شك أن أهدافه العشرة التي هز بها شباك المنافسين، وتمريراته الحاسمة التي بلغت 9 تمريرات، فضلًا عن قدراته الفنية على تفكيك أي دفاع في أي لحظة بمهاراته الفردية الرائعة، كانت أكثر من من كافية ليكون النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، مهاجم ريال مدريد، أحد أبطال موسم الليغا المنقضي، ولكن كان هناك أمر آخر بعيدًا عن المستطيل الأخضر، تمثل وضع نقطة سوداء لليغا وهو كلمة "العنصرية".

كان فينيسيوس ضحية لعدد من الهتافات العنصرية في ملاعب مختلفة في إسبانيا، بعضها كان بداعي أنه يتسبب في إثارة الجماهير، ولكن الأمر تخطى كل الحدود عندما عند مشاهدة دمية مشنوقة على جسر قريب من مدينة (فالديبيباس) الرياضية، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، قبل أن يتم القبض على مرتكبي الواقعة وتوجيه تهمة الكراهية والازدراء لهم.

3- غريزمان.. اللاعب المتكامل

قد يكون أنطوان غريزمان وهو في 32 من عمره نموذجًا للاعب المتكامل واللاعب الأفضل في البطولة، وأرقامه في هذه النسخة خير دليل على ذلك؛ فقد أحرز الفرنسي 15 هدفًا وصنع 16، وكان سببًا أساسيًا في ارتقاء أتلتيكو مدريد إلى المركز الثالث، ولم يسهم لاعب مثله بهذا القدر من الأهداف في هذا الموسم، لا روبرت ليفاندوفسكي ولا فينيسيوس جونيور ولا كريم بنزيما.

وكان تألقه خلال الموسم نتيجة تركيزه في كل لعبة بتمريره ومراوغته وتسديده وكذلك نطاق تحركه، فقد كان كان موجودًا دائمًا حيثما كان يريده فريقه سواء في الدفاع أو في الهجوم أو في خلق الهجمات أو في اقتطاع الكرة أو التوزيع. كما أن جهده داخل الملعب لا غبار عليه.

الفرنسي أنطوان غريزمان أفضل لاعب في أتلتيكو مدريد في موسم 2022-23

ومنذ مونديال قطر 2022 وحتى نهاية الموسم، شارك غريزمان بشكل أساسي في كل المباريات، 22 مباراة كاملة، وسجل 10 أهداف وصنع 13 ليسهم في ارتقاء الأتلتي إلى المركز الثالث الذي كان بعيدا عنه في الشتاء، مقدما أحد أفضل المواسم في تاريخه.

4- تناقضات مونديالية

شكلت فترة التوقف خلال مونديال قطر 2022 الذي جاء خلال الموسم، مرحلة جيدة لبعض اللاعبين وسيئة للبعض الآخر، وهذا هو حال أتلتيكو مدريد فقد بدأ البطولة وهو لديه 24 نقطة في 14 جولة، بمتوسط 1.17 نقطة لكل مباراة، وبعد البطولة حقق 51 نقطة في 24 مباراة بمعدل 2.12 نقطة.

ويعد أتلتيكو وبرشلونة أفضل فريقين منذ انتهاء المونديال، بواقع 51 نقطة للفريقين، ولكن الفارق يتمثل في أن برشلونة كانت نتائجه أفضل قبل المونديال، بمتوسط 2.64 نقطة للمباراة.

كان برشلونة يتصدر البطولة قبل المونديال، وتوج باللقب في نهاية الموسم، وكان ريال مدريد في المركز الثاني وهو المركز الذي حافظ عليه في نهاية الموسم. ولكن إلتشي يعد أسوأ فريق منذ المونديال وحتى نهاية الموسم، حيث لم يبرح المركز الأخير بأربع نقاط عند الجولة 14 و25 نقطة في الجولة الأخيرة.

ومن بين عشرين فريقًا في الليغا، استطاع 11 فريقًا أن يحسنوا نتائجهم منذ المونديال وحتى نهاية الموسم وهم (أتلتيكو وريال سوسيداد وفياريال ومايوركا وجيرونا وإشبيلية وسيلتا وقادش وخيتافي وإسبانيول وإلتشي)، في المقابل ساءت نتائج تسعة فرق (برشلونة وريال مدريد وبتيس وأوساسونا وأثلتيك وفالنسيا وألميريا وبلد الوليد). ومنذ استئناف الدوري عقب المونديال، كانت أسوأ نقاط هي لثلاث فرق: إلتشي وفالنسيا وبلد الوليد.

5- ليفاندوفسكي الهداف الجاهز دائمًا

في سياسة برشلونة لإعادة بناء الفريق، عوّل على خدمات مهاجم من العيار الثقيل يمثل قيمة مؤكدة، ووقع الاختيار على البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

كان ليفا قد طور أفضل سنوات مسيرته في الدوري الألماني، لكنه أظهر أنه أحد أفضل الهدافين في العالم خلال الآونة الأخيرة. وقد اختير سبع مرات كأفضل هداف في البطولة الألمانية، وبرصيد 312، بات الثالث في التاريخ بعد الأسطورتين أوفه زيلر وغيرد مولر.

وفي موسمه الأول بالليغا، اعتلى مرة أخرى صدارة هدافي الدوري الإسباني، وذلك برقم أقل من المعتاد، بواقع 23 هدفًا، وهو أقل رقم منذ أن فاز دييغو تريستان بالجائزة في السابق، ولكن بتفوق ملحوظ على بقية المهاجمين.

وفي النهاية، تفوق بأربعة أهداف فقط على الفرنسي كريم بنزيما، ليحل محله في قائمة الفائزين بلقب هداف الليغا الذي كان العام الماضي من نصيب نجم الريال.

6- مينديليبار يمنح إشبيلية قبلة الحياة

إشبيلية، الذي بدأ موسمًا آخر كمرشح واضح لمركز يؤهل للعب في دوري أبطال أوروبا، عاش أسابيع من المعاناة ولعب بأقصى قدر من المخاطرة، حتى إن إدارته -بعد الاستمرار الفاشل لجوليان لوبتيغي والرهان الخاطئ على عودة خورخي سامباولي- قررت ضم خوسيه لويس مينديليبار على رأس جهازها الفني.

كان التحول بالنسبة لفريق يمضي على غير هدى عمليًا أمًرا رائعًا بشكل مطلق. برسالة بسيطة وواضحة أعاد المدرب الجديد الثقة للفريق، ونجح في تصحيح مسار السفينة بشكل جذري، كما تمكن من خلال الفوز بالدوري الأوروبي من حسم مقعد له في دوري أبطال أوروبا مرة أخرى.

وفي فبراير/ شباط، ضم فالنسيا عنصرين تاريخين إلى صفوفه، هما روبين باراخا مدربًا، وكارلوس مارشينا نائب مدير له، في حين تعاقد خيتافي مع المدرب خوسيه بوردالاس في أبريل/ نيسان. وكانت هذه التدابير من بين عوامل أخرى مهمة للغاية من أجل الحيلولة دون هبوط الفريقين إلى الدرجة الثانية.

7- فشل مشروعات بلد الوليد وإسبانيول وإلتشي

قال رونالدو نازاريو، أكبر مساهم في نادي بلد الوليد ورئيس النادي، منذ 2018، إزاء هبوطه للمرة الثانية: "لا يساور أحد أدنى شك في أنهم (اللاعبين) سيستمرون في العمل إلى أقصى حد من أجل النادي. إن الفشل على طول الطريق أمر طبيعي؛ وما لن أفعله هو أن أحني رأسي، لكنني سأستمر في البحث عن الأفضل وتقديم الأفضل لهذا الكيان. خبر بيع النادي خرج من إسبانيا، وكان له تداعيات في البرازيل، لكنني لم أفكر مطلقًا في بيعه".

واستحوذ رونالدو على 51% من أسهم النادي في سبتمبر/ أيلول 2018. وقد لعب الفريق 4 من تلك المواسم الخمسة في دوري الدرجة الأولى الإسباني (الليغا) وهبط مرتين.

واستحوذ تشن يان شنغ على إسبانيول منذ يناير/ كانون الثاني 2016. ويحتل الفريق المركز قبل الأخير في الترتيب، وهبط مرتين في المواسم الأربعة الماضية.

واستحوذ كريستيان براجارنيك على إلتشي منذ ديسمبر/ كانون الأول 2019، وتزامن ظهوره الأول في الفريق مع صعوده إلى دوري الدرجة الأولى، ولكن بعد ثلاثة مواسم، يتعرض مشروعه لتحدٍ صعبٍ يتمثل في الهبوط إلى الدرجة الثانية. وقدم الفريق موسمًا كارثيًا، أقال فيه أربعة مدربين (بالإضافة إلى اثنين مؤقتين)، وجمع 16 نقطة فقط من أصل 99 نقطة حتى الجولة 33.

8- عمل رائع لإيمانول ألجواثيل وخاكوبا أراساتي

ليسا في دائرة الضوء عادة، وعلاوة على ذلك، يهربان من الشهرة. أصبحا صاحبي مشروعين رائعين انطلاقًا من بساطةٍ وعمل يومي دؤوب.

وقدم المدربان إيمانول ألجواثيل وخاكوبا أراساتي مجددًا "عملًا رائعًا" على مقاعد ريال سوسيداد وأوساسونا، على الترتيب، وتمثلت المكافأة في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا للفريق الأول، والتأهل لدوري المؤتمر ونهائي كأس الملك بالنسبة للثاني.

لقد تلقيا، في أسوأ اللحظات، الدعم المطلق من مجلسي إدارة الناديين، وفي المقابل، كانت متابعة كل مباراة بمثابة المكافأة، حيث كرة القدم الجيدة التي يقدمها فريقاهما، وفي النهاية، الوصول إلى أوروبا.

9- جدل تقنية "الفار"

"أعتقد أننا جميعا رأينا ما حدث في الجولة الأخيرة. لا يوجد هناك كلام". كانت هذه رسالة أتلتيكو مدريد بعد دقائق من انتهاء مباراته أمام فياريال بالجولة الأخيرة (2-2) والتي أبعدته رسميًا عن المركز الثاني، وذلك بسبب ركلة جزاء واضحة لم تحتسب له بعد لمسة يد من لاعب الخصم عيسى ماندي من تسديدة أنطوان غريزمان وكانت النتيجة حينها التعادل، وهي نفس الفكرة التي عبرت عنها أندية أخرى بتصريحات مختلفة وطرق مختلفة وعبر شبكات التواصل الاجتماعي وخلال تصريحات رسمية وأيضًا خلال احتجاجات عامة حاشدة ومن خلال بيانات رسمية؛ ولكن دون جدوى ووسط جدل مستمر.

وهناك مثال آخر، وهو الهدف غير المحتسب لبلد الوليد في شباك إشبيلية قبل لحظة واحدة من استراحة ما بين الشوطين، وذلك عندما سكنت تسديدة اللاعب سرخيو إسكوديرو الشباك ولكن لم يتم احتساب الهدف بسبب إطلاق الحكم صافرة انتهاء الشوط الأول وقت التسديدة، ماذا كان سيحدث إذا تم احتساب الهدف؟ حاليًا هبط الفريق لدوري الدرجة الثانية.

وقال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، عن لمسة يد ماندي: "أنا أؤمن بتقنية الـVAR. لا يوجد عندي شك في أنه موجود لمساعدتنا. أتمنى أن يواصلوا تحسينه".

10- وداع الأساطير

وشهدت مسابقة الليغا لموسم 2022/2023 نهاية أساطير حقيقية ومرجعيات في كرة القدم الإسبانية والدولية ومنهم كريم بنزيما الذي ودع ريال مدريد منتقلًا للدوري السعودي، وسرخيو بوسكيتس وجوردي ألبا من برشلونة، وودعت الليغا أيضًا خواكين سانشيز من ريال بيتيس، وجيرارد بيكيه من برشلونة، اللذين اعتزلا كرة القدم.

وقرر المهاجم الفرنسي وضع حد لمشواره مع الفريق الملكي الذي دام لـ14 موسمًا حقق خلالها كل البطولات مع الريال وتحول فيها من اللاعب البديل لجوزيه مورينيو للمهاجم "9" الذي لم يتألق إلا بعد رحيل كريستيانو رونالدو. ويرحل بنزيما وهو قائد الفريق والشخصية المرجعية له والمهاجم المختلف والمثال.

وفي المقابل، قرر بوسكيتس وجوردي ألبا الرحيل قضاء حقبة من الزمن مع برشلونة. وكتب لاعب الوسط الفريق الكتالوني والظهير الأيسر اسميهما بأحرف كبيرة في سجلات الشرف للنادي وكرة القدم الدولية.

وفي حين اعتزل بيكيه في منتصف الموسم بشكل مفاجئ، قرر خواكين الاعتزال بعمر الـ41 وبعد خوض 622 مباراة ببطولة الليغا. وشارك اللاعب مع ريال بيتيس منذ عام 2000 وعلى الرغم من انتقاله لفيورنتينا الإيطالي وفالنسيا إلا أنه كان يعلم دائمًا أين بيته الأساسي.

وودع اللاعب، الذي حقق بطولة كأس الملك في 3 مناسبات منها اثنتان مع بيتيس وواحدة مع فالنسيا، جماهير الفريق يوم الأحد الماضي وسط الدموع.

شارك: