الرجل الذي أهدى مونديال تشيلي لبلاده رغم كارثة الزلزال

2022-11-19 18:33
ستانلي روس من إنجلترا يهنئ ماورو قائد منتخب البرازيل بعد تسليمه كأس جول ريميه (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

“ليس لدينا شيء ولذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم “ بهذه الكلمات المعبرة تفوّه رئيس اتحاد تشيلي لكرة القدم، كارلوس ديتبورن، ليقنع “الفيفا” بشرعية وأحقية بلاده في استضافة كأس العالم لكرة القدم لنسخة 1962.

كانت المنافسة شديدة بين تشيلي والأرجنتين على استضافة المونديال، فالأرجنتين لها ملاعب جاهزة وبنية تحتية متطورة خاصة إذا ما قُورنت بتشيلي البلد الفقير.

رغم ذلك، استطاع  ديتبورن أن يهدي استضافة المونديال لتشيلي على حساب الأرجنتين، ففي مؤتمر لشبونة بالبرتغال سنة 1956 أعلنت الفيفا فوز تشيلي بالاستضافة بعد حصولها على 32 صوتاً، مقابل 11 للأرجنتين، لتعود البطولة لأمريكا الجنوبية بعد نسختين أُجريتا بأوروبا سنة 1934 بإيطاليا و 1938 بفرنسا واللتين فازت بهما إيطاليا.

كارثة الزلزال الأعتى الذي لم يبق ولم يذر

على قدم وساق انطلقت تشيلي في التجهيز والاستعداد لبناء الملاعب وتشييدها ، ولم يكن الأمر سهلا فالبنية التحتية منعدمة في البلد ولكن الإصرار كان كبيرا لإنجاح تنظيم المونديال.

لكن تشاء الأقدار أن تتعرض تشيلي لزلزال عنيف سمي بزلزال تشيلي الكبير أو زلزال "فالديفيا" وصلت قوته إلى 9.5 درجات على مقياس ريختر وهو الأعتى والأشد الذي سُجّل على سطح الأرض.

تسبب هذا الزلزال فى تدمير مناطق عدة من البلاد كما أنه نتج عنه غرق أجزاء من جنوب البلاد بسبب تسونامي إثر حدوث الزلزال ، وزاد الأمر سوءًا بانفجار بركان، لينتج عن كل هذا آلاف الضحايا و المشردين دون مأوى، وأصبح تنظيم كأس العالم من باب المستحيل بعد أن دُمّرت مرافق حيوية وبنًى تحتية في أرجاء متفرقة من البلاد.

بدأت الفيفا في البحث عن بلد آخر لاستضافة المونديال غير أن السلطة التشيلية وإصرار رئيس اتحاد الكرة عليها كان كبيرا، فسخرّوا كل الطاقات والموارد المالية واقترضوا الأموال وتمكنوا من إقناع الفيفا باللعب على أربعة ملاعب عوض العشرة التي كان وعد بها ديبترون عند تقديم ملف تشيلي لاستضافة المونديال، لتحقق تشيلي الحلم وتنظم كأس العالم رغم كل المآسي والدمار الذي خلفه زلزال فالديفيا .

آثار زلزال تشيلي عام 1960

لكن الأقدار أبت أن يعيش الرجل الذي أصر على استضافة بلاده للمونديال، لحظات الفرح وتحقّق الحلم الذي عانى كثيرا من أجل تجسيده على أرض الواقع ، فقبل قرابة الشهر من انطلاق منافسات كأس العالم ببلاده، توفي بسبب تعرضه لأزمة قلبية وهو لم يتجاوز 41 عامًا حسب بعض المصادر، وكاعتراف بخدماته الجليلة التي قدمها لبلده سمي ملعب أريكا الذي احتضن عددا من المباريات باسمه.

البرازيل تتوج بلقبها العالمي الثاني تواليًا ومنتخب تشيلي ثالثًا

تحقق حلم التشيليين في استضافة بلادهم للمونديال، وأصبح حلمهم الأكبر أن يحظوا بتتويج عالمي تاريخي، لكنهم وجدوا أمامهم منتخبا قويا هو المنتخب البرازيلي صاحب لقب النسخة الماضية سنة 1958.

وصل المنتخب المضيف إلى الدور نصف النهائي لمواجهة راقصي السامبا في مباراة أمريكية لاتينية خالصة، وتمكن البرازيليون من الانتصار ب 4-2 والتأهل إلى الدور النهائي بالرغم من عدم حضور اللاعب الأسطورة بيليه بسبب الإصابة التي تعرض لها في مباراة لحساب المجموعة الثانية أمام تشيكوسلوفاكيا في ذلك المونديال.

ملخص مباراة البرازيل وتشيلي في مونديال 1962

وصل للنهائي منتخبا تشيكوسلوفاكيا والبرازيل ليعيدا مباراة دور المجموعات والطريف أن البرازيل تعادلت في هذا المونديال مرة واحدة كانت أمام ذات المنافس .

تمكنت البرازيل من الفوز بـ3-1 رغم تأخرها في النتيجة بهدف لصفر ،وحققت البرازيل بذلك اللقب للمرة الثانية تواليا على غرار ما فعلته إيطاليا سنتي 1934 و1938، فيما خسرت تشيكوسلوفاكيا النهائي الثاني بعد خسارتها أمام إيطاليا سنة 1934، واحتل منتخب تشيلي  المركز الثالث بعد الفوز بهدف لصفر في المباراة الترتيبية أمام يوغوسلافيا.

بقي هذا المونديال رمزا لإصرار التشيليين على إنجاح المونديال وتنظيمه رغم عدم نجاحهم في التتويج العالمي.

شارك: