الأهلي والمونديال.. عدالة السماء وذكرى الشهداء  

2023-02-01 14:17
الأهلي المصري يستهل مشواره في مونديال الأندية بملاقاة أوكلاند سيتي النيوزيلندي (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ما بين فرحة عدالة السماء، وأحزان ذكرى الشهداء، ومتوشحًا بكمٍ كبيرٍ من الأرقام القياسية العالمية، يبدأ الأهلي المصري الليلة، الأربعاء، مغامرته الثامنة برقم قياسي عربي وأفريقي، في بطولة كأس العالم للأندية  لكرة القدم، عندما يقص شريط الافتتاح أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، بطل الإقيانوس، على ملعب "ابن بطوطة " في استاد طنجة المغربي.

ويتفق الجميع أن مشاركة نادي القرن في أفريقيا بالنسخة الـ19 من مونديال الأندية هي هدية السماء أو عدالة السماء، لأنه لم يكن ليشارك في تلك النسخة في حالة إقامته كما كان مقررًا سلفًا في ضيافة دولة الإمارات ومن قبلها الصين، إلا أن الأقدار شاءت أن تعتذر الصين أولًا ثم الإمارات، وتنقل البطولة إلى المغرب، لتمنح له فرصة المشاركة، كون أن لوائح الاتحاد الدولي "فيفا " تمنع مشاركة ناديين من بلد واحد في نسخة واحدة، وبالتالي أسند التنظيم إلى الوداد البيضاوي كونه بطل النسخة الأخيرة من بطولة دوري الأبطال، وهي البطولة التي يؤمن الكثير من أنصار الأهلي أنها سُرقت منه مع سبق الإصرار والترصد على خليفة قرار الاتحاد الأفريقي "كاف" إقامة النهائي من مباراة واحدة في المغرب، قبل أن يتراجع عن قراره بعد تتويج الوداد بطلًا على حساب الأهلي بعدما كشف الأخير كواليس إسناد مهمة استضافة النهائي في المغرب، وهي الكواليس التي فسرها الأهلاوية بالمؤامرة الكبرى، قبل أن تحدث المفاجأة ويجد الأهلي نفسه مشاركًا بفعل لوائح "فيفا" ليتذكر الجميع الجملة التاريخية: "عدالة السماء تهبط على استاد باليرمو"، تلك الجملة التي نطق بها المعلق الكروي الكبير الراحل محمود بكر عند احتساب ضربة جزاء لمصر في مباراتها الافتتاحية أمام هولندا في مونديال 1990 على ملعب استاد باليرمو في إيطاليا .

والحقيقة أن تتويج الأهلي بثلاث ميداليات برونزية، أكثر نادٍ توج بها عالميًا، من بينها ميداليتان في آخر نسختين على التوالي 2021 و2022 بعد البرونزية الأولى عام 2006، تصعب من المهمة الثامنة؛ خاصة أن أنصاره يتطلعون إلى الذهب والفضة، ويرون أن الطريق ممهد في أول محطتين على أمل تحقيق مفاجأة مدوية على حساب الملكي ريال مدريد في نصف النهائي، رغم أن الفريق لم يدعم صفوفه الحمراء بمهاجم سوبر كما كان يخطط مدربه السويسري كولر، لكن الجميع يراهن على روح "الفانلة الحمراء" التي تجلت في نسخة العام الماضي، التي خاضها الأهلي من دون القوة الضاربة الدولية، ورغم ذلك تمكن من الوصول إلى مباراة تحديد المركز الثالث وتحقيق أكبر فوز في تاريخ مشاركاته على حساب شقيقه الهلال السعودي برباعية لم يكن يراهن عليها أكثر الأهلاوية تفاؤلًا .

واللافت أن موعد المباراة الافتتاحية للأهلي، مساء اليوم، تتواكب مع الذكرى الـ 11 لمجزرة استاد بورسعيد في الأول من فبراير 2012 التي سقط خلالها 74 شهيدًا من جماهير الأهلي، وهي الذكرى التي تحييها جماهير الأهلي بشكل درامي كبير، ولعدة أيام عبر كل منصات التواصل الاجتماعي التي تتوشح بشارة الحداد السوداء، والمؤكد أن مشاعر كل الأهلاوية ستكون حائرة ما بين الاحتفال بظهور فارسها الأحمر ومشاركته في المونديال بفعل عدالة السماء، ومتابعة مباراته الأولى في المونديال، وما بين التنقل بين منصات التواصل الاجتماعي للمشاركة ودعم "هاشتاغات" إحياء ذكرى إخوتهم الشهداء.

شارك: