الأرقام تؤكد تقارب المستوى وقوة المنافسة في الدوري القطري

2022-09-17 11:49
الأنغولي غيلسون دالا مهاجم الوكرة (وسط) يتصدر قائمة الهدافين في بطولة دوري نجوم قطر (twitter/QSL)
Source
المصدر
QNA
+ الخط -

دخل دوري نجوم قطر، في أعقاب الجولة السابعة التي اختتمت منافساتها يوم الأربعاء الماضي، فترة توقف مطولة، وفق برمجة تقضي بعودة المنافسة عقب نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تستضيفها الدولة القطرية خلال الفترة ما بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين.

وبددت المنافسة في الجولات السبع الكثير من مخاوف تأثر الأندية بغياب اللاعبين الدوليين، وفق قرار الاتحاد القطري لكرة القدم القاضي بتفريغ عناصر المنتخب من أجل التحضير للمونديال، فظهر السباق مثيرًا في الكثير من تفاصيله، وفق حقائق رقمية نوعية تؤكد أن التنافس كان على أشده على جميع المستويات، سواء على مستوى صدارة الترتيب أو في المربع الذهبي وحتى في المراكز المتأخرة.

وأسهم غياب اللاعبين الدوليين في تقليص فجوة فنية طالما كانت تظهر بين فرق الدوري، خصوصًا على مستوى ابتعاد السد والدحيل عن البقية بالزاد البشري الكبير الذي يمتلكه الفريقان، الأمر الذي جعل المستوى الفني يظهر متقاربًا وأثرى المنافسة.

العربي يقدم مستويات مميزة

وشكل النادي العربي ظاهرة تستحق الوقوف عندها بمستويات مميزة قدمها طيلة الجولات السبع، ما جعله يتصدر جدول الترتيب بعدما استهل المشوار في الجولة الأولى شريكًا في المركز الأول ومتأخرًا آنذاك بفارق الأهداف عن الوكرة، قبل أن ينفرد بالصدارة في باقي الجولات.

وسجل فريق المدرب، يونس علي، انطلاقة مثالية بعدما حقق الانتصار في الجولات الأربع الأولى، ما قد يشكل فأل خير في إمكانية استعادة اللقب بعد غياب 25 عامًا، حيث يأمل الفريق في أن يحذو حذو خمسة فرق سجلت الانتصار في الجولات الأربع الأولى، ومضت نحو الظفر بلقب الدوري في خمس من النسخ الـ10 الأخيرة، كما فعل السد في موسمي 2012-13 و2020-21، والدحيل في موسمي 2014-15 و2017-18، والريان في موسم 2015-16.

واعتمد العربي على مجموعة من النجوم البارزة في صفوفه، على رأسهم التونسي يوسف المساكني، في حين شكّل الهداف السوري عمر السومة إضافة كبيرة منذ انضمامه، هذا إلى جانب الصفقة ذات العيار الثقيل بالتعاقد مع الإسباني، رافينيا ألكانتارا، الذي يملك الكثير من الخبرة التي كسبها من الملاعب الأوروبية، ما ساعد الفريق على تكوين شخصية فنية ساعدته على تجاوز الجولة الخامسة بالخسارة أمام الدحيل بثلاثية نظيفة، ليستعيد بأسه في الجولة التالية بفوز عريض على السيلية بخمسة أهداف لهدف.

الوكرة الفريق الوحيد الذي لم يخسر

ويأتي الوكرة في المركز الثاني برصيد 15 نقطة بالعلامة الفارقة، بعدما تفرد بكونه الفريق الوحيد الذي لم يخسر، إذ فاز في أربع مباريات وتعادل في ثلاث، مُقدمًا مستويات ممتعة بصبغة هجومية يؤكدها الرصيد التهديفي الأعلى في الدوري (16 هدفًا)، دون أن يكون ذلك على حساب الدفاع الذي يعد الأقوى رفقة العربي باستقباله 6 أهداف فقط .

ويكمن سر تفوق الوكرة في حنكة المدرب الإسباني، ماركيز لوبيز، الذي يجيد التعامل مع المنافسين وفق قراءة عميقة تمنحه الأفضلية بالنتائج، هذا إلى جانب قدرته على توظيف لاعبيه بالصورة المثلى، ما مهد لهم طريق التألق، كما يفعل النجم الأنغولي، غيلسون دالا، متصدر قائمة الهدافين والنجم الأبرز للجولات السبعة الأولى للبطولة عن جدارة .

طموح الوكرة، الذي كان الحصان الأسود للنسخة الماضية من الدوري بعدما احتل المركز الثالث، سيكون أكبر في النسخة الحالية، رغم التحديات الكبيرة التي تنتظر الفريق؛ سواء بعودة الدوليين لفريقي السد والدحيل (حامل اللقب والوصيف)، أو بمواجهته الصعبة للعربي مع عودة عجلة البطولة للدوران بعد كأس العالم.

الدحيل ينجح في التأقلم مع الغيابات

بدوره، نجح الدحيل، ثالث الترتيب برصيد 14 نقطة، في التأقلم مع غياب لاعبيه الدوليين، رغم الاستهلال المتعثر للدوري بخسارة وتعادل في الجولتين الأوليين، قبل أن يمضي نحو صحوة كبيرة محققًا الفوز في أربع مباريات تواليًَا؛ ليعود إلى الواجهة ويصبح ثانيًا، لكن تعثره المفاجئ أمام السيلية بالتعادل في الجولة السابعة جعله يتراجع إلى المركز الثالث.

ومر فريق المدرب الأرجنتيني، هيرنان كريسبو، بتحديات صعبة، أبرزها فقدانه خدمات نجمه الأول البلجيكي إدميلسون جونيور بسبب الإصابة، لكنه تجاوز كل الصعوبات، وظل ضمن المقدمة ما سيجعله قادرًا على فرض نفسه في المنافسة على اللقب عند استئناف الدوري خصوصًا باستعادة الدوليين الغائبين.

السد يعاني من تأرجح نتائجه

أما السد (حامل لقب النسختين الأخيرتين بسجل خالٍ من الهزائم) فقد عانى من تأرجح نتائجه، مكتفيًا بجمع سبع نقاط في الجولات السبعة، وضعته في المركز التاسع الذي لا يليق بالفريق الأكثر تتويجًا باللقب (16 مرة).

ولم يقو فريق المدرب الإسباني، خوانما ليلو، على تحقيق الفوز في مباراتين متتاليتين، مكتفيًا بانتصارين وتعادل، لكنه تأثر بشكل واضح بغياب عدد كبير من لاعبيه الدوليين الذين طالما منحوه التفوق في المواسم الماضية، ما أجبر الجهاز الفني على الدفع بلاعبين شباب، إلى جانب التعويل على قدرات المحترفين الأجانب.

وسيكون ظهور السد عقب استئناف الدوري في الفترة المقبلة مغايرًا؛ بسبب استعادة اللاعبين الدوليين، خصوصًا رباعي خط الدفاع "بوعلام خوخي، بيدرو ميغيل، طارق سلمان، وعبد الكريم حسن"، الذين افتقدهم الفريق بشكل واضح في ظل محصلة رقمية تشير إلى أن الفريق يعتبر هو الأكثر استقبالًا للأهداف إلى جانب السيلية بـ14 هدفًا.

مستقبل تنافسي للغرافة

وشكّلت مسألة التأخر في اكمال التعاقدات مع اللاعبين المحترفين ظاهرة سلبية، دفعت بعض الفرق ثمنها على مستوى النتائج، فلم يكن ظهور الغرافة في الجولات الثلاث الأولى مقنعًا بعدما خسر وتعادل في الجولتين التاليتين، غير أنه ظهر قويًا في الجولات الأخيرة، وقدّم مستويات راقية بعدما أكمل التعاقدات بانضمام المحترفَين الجزائريَين إسحاق بلفوضيل وفريد بولاية، لتأتي المحصلة جيدة بعدما وصل الفريق إلى النقطة 12 منفردًا بالمركز الرابع، وفق فوارق ضئيلة عن الصدارة لا تتجاوز النقاط الأربع، ما يبشر بمستقبل تنافسي جيد للفريق الساعي إلى العودة للواجهة بعد غياب.

بداية غير جيدة لنادي قطر

وواجه نادي قطر المصير نفسه في التأخر بالتعاقدات، ما تسبب ببداية لم تكن جيدة بقبول خسارتين في الجولات الأربع الأولى مقابل فوز وتعادل، لكن الانتصار الأخير والثمين على الريان في الجولة السابعة بهدف دون رد؛ أعاد الفريق الى المسار الصحيح، ليضمن مكانه في وسط الترتيب، بعد الوصول إلى النقطة العاشرة التي وضعته في المركز السابع.

أداء الريان.. لغز محير

وشكّل ظهور الريان في الجولات السبع الأولى لغزًا محيرًا، فبعد الدفعة المعنوية التي كسبها الفريق عقب الإنجاز الأول في تاريخ مشاركاته القارية؛ بتجاوزه دور المجموعات من دوي أبطال آسيا آواخر الموسم الماضي، جاءت البداية متواضعة بقبول 4 خسائر متتالية؛ لتكرس الانطلاقة الأسوأ في تاريخ الفريق المُتوج باللقب 8 مرات، قبل أن تتوالي الهزائم، ليكتفي الفريق بنقطة واحدة من تعادل وحيد مع أم صلال، ليحتل المركز الأخير.

وتباينت التفسيرات لموقف الريان، لكنها انحصرت في أمور رئيسية أهمها التأخر في إنجاز التعاقدات والتخلي عن الجزائري ياسين براهيمي، دون توفير بديل قادر على صناعة الفارق، إلى جانب عدم الاستفادة من خدمات الكولومبي خاميس رودريغيز الغائب عن الفريق منذ الجولات الأخيرة من النسخة الماضية للدوري، قبل أن يرحل عن النادي بعد فسخ عقده ودون تأمين بديل أيضًا.

وقد يكون التوقف جاء في وقته بالنسبة للريان من أجل إعادة ترتيب الأوراق قبل استئناف الدوري، عبر إيجاد الحلول لتفادي الموقف الصعب ويذكر بهبوط النادي لأندية الدرجة الثانية، بعدما هبط الفريق في موسمي 2013-14 و1987-88.

السيلية يعيش أوضاعًا صعبة

وليس ببعيد عن الريان، يعيش السيلية أوضاعًا صعبة تعتبر امتدادًا للموسم الماضي الذي تجنب فيه الفريق الهبوط بعدما خاض المباراة الفاصلة؛ وحافظ على مقعده في الأضواء، فبعد استهلال مقبول لفريق المدرب التونسي سامي الطرابلسي، بخسارة مباراة والفوز في الثانية، جاءت النتائج التالية متواضعة بالخسارة في 4 مناسبات، قبل أن يخرج بتعادل أمام الدحيل في الجولة السابعة ليبقى في المركز قبل الأخير بأربع نقاط.

وعرفت مسيرة بعض الفرق تأرجحًا مثل الشمال، الذي بدأ بشكل جيد ثم تراجع، لكنه استعاد مستواه في الأمتار الأخيرة مسجلًا محصلة جيدة بالوصول إلى النقطة العاشرة في المركز السادس، فيما دفع الأهلي ثمن التعادلات التي بلغت أربعة مقابل فوزين وخسارة، ليكتفي بالوصول إلى النقطة العاشرة التي وضعته خامسًا في الترتيب.

المرخية يؤكد رغبته في الأضواء

ورغم أن المرخية، الصاعد حديثًا إلى الدرجة الأولى، اكتفى بجمع 8 نقاط في الجولات السبع الأولى محتلًا المركز الثامن، فإن المستوى الذي قدمه الفريق يحمل مؤشرات تؤكد الرغبة الكبيرة في البقاء في الأضواء موسمًا آخر.

وكان فريق المدرب عبد الله مبارك قد صنع الحدث في الجولة الأولى بالفوز على السد حامل اللقب بأربعة أهداف لثلاثة، قبل أن يحصد النقطة الرابعة بالتعادل مع قطر في انطلاقة تاريخية، لكن النتائج شهدت بعد ذلك تراجعًا بقبول خسارتين متتاليتين، قبل أن يستعيد الانتصارات في الجولة السادسة بالفوز على الريان بهدفين لهدف، ثم خسر أمام الغرافة في الجولة السابعة بذات النتيجة.

المحصلة الرقمية تؤكد قوة المنافسة

وتؤكد المحصلة الرقيمة للجولات السبع قوة المنافسة، رغم مخاوف تأثير غياب اللاعبين الدوليين المنضمين للمنتخب الوطني الأول؛ إذ شهدت المباريات الـ42 التي أُقيمت حتى الآن تسجيل 117 هدفًا، بمعدل تهديفي بلغ 2.8 هدفًا في كل مباراة، وهو معدل هجومي جيد.

وتوزعت الأهداف المسجلة بين 101 هدف من خارج المنقطة و16 من داخلها، فيما تم تسجيل 49 هدفًا في الشوط الأول و68 في الشوط الثاني، فيما كانت الجولة السادسة الأكثر تسجيلًا للأهداف بـ23 هدفًا، بينما كانت أقل الجولات تهديفًا هي الرابعة التي شهدت تسجيل 12 هدفًا فقط.

وسجلت الفرق خلال المباريات 30 انتصارًا، مقابل 12 تعادلًا بتعادلين سلبيين و10 تعادلات إيجابية، واحتُسبت خلال المباريات 20 ركلة جزاء سجلت منها 16 ركلة، وتم إهدار 4 ركلات، وأشهر الحكام خلال المباريات 211 بطاقة؛ منها 197 بطاقة صفراء و14 بطاقة حمراء.

وكان لاعب السد، أحمد محمد السعيد، أصغر لاعب يسجل في الجولات السبع الأولى بعمر وصل إلى 19 عامًا و4 أشهر و19 يومًا، عندما سجل هدف السبق لفريقه في مرمى الأهلي، في المباراة التي فاز بها السد بثلاثة أهداف لهدفين في الجولة الثالثة.

وعرفت الجولات السبع تسجيل الهدف رقم 100 في الدوري هذا الموسم، عن طريق الكيني مايكل أولونغا (مهاجم الدحيل) في مرمى نادي قطر، وكان الهدف الشخصي الثالث للاعب خلال المباراة التي فاز بها فريقه بثلاثة أهداف دون رد في الجولة السادسة.

يوغرطة يتصدر قائمة صناع الأهداف

وعلى صعيد صناعة الأهداف، فقد تصدر الجزائري يوغرطة حمرون (لاعب المرخية) القائمة بتقديم 5 تمريرات حاسمة، فيما حل السوري عمر السومة (لاعب العربي) ثانيا برصيد 4 تمريرات، وجاء بعد ذلك أربعة لاعبين صنعوا 3 أهداف وهم : إدميلسون جونيور (لاعب الدحيل) وبغداد يونجاح (لاعب السد) وعلي علوان (لاعب الشمال).

الأنغولي غيلسون دالا يتصدر الهدافين

وعلى مستوى الهدافين، فقد ابتعد الأنغولي غيلسون دالا (مهاجم الوكرة) بالصدارة، بعدما وصل إلى الهدف الثامن عقب تسجيله هدفي فريقه في مرمى السد في الجولة السابعة، متقدمًا بفارق 3 أهداف على كل من يوسف المساكني (مهاجم العربي)، وياسين براهيمي (لاعب الغرافة)، ومايكل أولونغا (مهاجم الدحيل)، ويزن النعيمات (مهاجم الأهلي)، ولكل منهم 5 أهداف.

جدول ترتيب الدوري القطري 2022-23

الترتيبالفريقلعبفازتعادلخسرلهعليهفارقنقاط
1العربي7511136716
2الوكرة7430166615
3الدحيل74211311912
4الغرافة73321311212
5الأهلي72411312110
6الشمال731388010
7قطر7313510-510
8المرخية7223810-28
9السد72141214-27
10أم صلال714259-47
11السيلية7115714-74
12الريان7016410-61


تابع مباريات اليوم لحظة بلحظة

شارك: