ألفونسو ديفيس من مخيمٍ للاجئين إلى المجد العالمي مع كندا

2022-11-22 13:32
ألفونسو ديفيس يخوض مونديال قطر 2022 مع المنتخب الكندي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

عندما تطأ قدما ألفونسو ديفيس أرض ملعب أحمد بن علي في الريان، يوم الأربعاء، لمواجهة بلجيكا المدجّجة بالنجوم، ستكون أحدث خطواته العملاقة في رحلة شاقة نقلته من مخيم للاجئين في أفريقيا إلى نهائيات كأس العالم مع كندا التي احتضنته وعائلته.

حقق ألفونسو الذي يلعب كجناح وأحيانًا كمهاجم مع المنتخب وكظهير أيسر مع بايرن ميونيخ الألماني، الكثير في مسيرته، لدرجة أنه من السهل نسيان بلوغه 22 عامًا فقط.

في سن ما يزال العديد من المحترفين يشقون طريقهم إلى المستويات العليا في الرياضة، بات ديفيس من المخضرمين؛ إذ توج بأربعة ألقاب في الدوري الألماني، ولقب في كل من دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، ليست سوى بعض الإنجازات التي حققها في مسيرته الاحترافية، التي بدأت عندما كان في سن الخامسة عشرة في الدوري الأمريكي لكرة القدم، ولكن قبل كل ذلك، كان عليه مواجهة أصعب الظروف.

الهروب من جحيم الحرب الأهلية

وُلد عام 2000 في مخيّم للاجئين في غانا، من والدين هربا من الحرب الأهلية في ليبيريا. تتذكر والدته فيكتوريا أن كان عليها أحيانًا "السير فوق الجثث للذهاب لإحضار الطعام".

كان ألفونسو في الخامسة من العمر عندما حصلت عائلته على حق الهجرة إلى كندا، حيث نشأ بداية في ويندسور في أونتاريو، قبل أن ينتقل إلى إدمونتون في مقاطعة ألبرتا غرب البلاد.

واستعاد هوسيه، مدربه الأول والذي بات لاحقًا وكيل أعماله، وذلك بقوله: "بعد التدريبات، كان يعود فورًا إلى المنزل لتغيير حفّاظات شقيقه وشقيقته، حين كان في العاشرة من عمره، لأن والديه كانا يعملان مطولًا ولا يستطيعان تحمل تكاليف مربية".

في بلد يُعد فيه الهوكي على الجليد الرياضة الأولى، بدأ ديفيس في إظهار إمكانات هائلة في كرة القدم خلال مباريات تقام بعد الدوام عندما كان في المدرسة الابتدائية، وسرعان ما تم رصد موهبته.

وسرعان ما التحق النجم الحالي للفريق البافاري بأكاديمية كرة قدم في إدمونتون، وعندما كان في سن الـ14، اكتشفه نادي "وايتكابس" الواقع في مدينة فانكوفر، والذي ينافس في الدوري الأمريكي، حيث انضم إلى فريق الشباب، وبعد ذلك بدأت الأرقام القياسية تتحطم.

أصغر محترف كندي

برق نجمه سريعًا في فانكوفر، بعد أن بات في سن الـ15 و8 أشهر، أصغر محترف كندي يلعب في الدوري الأمريكي، ولاحقًا صار أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الأوّل بسن 16 عامًا و7 أشهر، بعد أيام من نيله الجنسية.

إلا أن والدته كانت قلقة حول دربه الذي يسير عليه ولم ترغب بداية في رحيله قبل أن ترضخ للواقع، لكنها طلبت منه أن يفي دائمًا بوعده لها، إذ وعدها مسبقًا بـ: "لقد وعدتها أن أكون فتى صالحًا. وأن أُبقي قدماي على الأرض وألّا أنسى أبدًا من أين أتيت".

ميسي قدوته

يقارن كرايغ دالريمبل، مدربه السابق في فانكوفر، ديفيس بالنجم الفرنسي كيليان مبابي "لقوته وسرعته"، علمًا أن الكندي يؤكد أن الأرجنتيني ليونيل ميسي هو مثله الأعلى.

لفت ديفيس انتباه المدير الرياضي في بايرن ميونيخ، البوسني حسن صالح حميديتش، الذي يجول العالم بحثًا عن المواهب النادرة، وانضم إلى العملاق البافاري عام 2018 مقابل 22 مليون دولار في صفقة قياسية حينها في الدوري الأمريكي.

بعد مشاركات قليلة في موسم 2018-2019، أطلق مسيرته الصاروخية أوروبيًّا، وقدم أداءً مذهلًا خلال الفوز 3-0 على تشلسي الإنجليزي في لندن بذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا.

انتهى الموسم، الذي توقف بسبب جائحة فيروس كورونا، واستكملت فيه المسابقة القارية بنظام التجمع، بتتويج بايرن بطلًا لأوروبا بفوزه 1-0 على باريس سان جيرمان الفرنسي في النهائي، ليصبح ديفيس أول كندي يرفع أغلى الكؤوس الأوروبية على صعيد الأندية.

لا يُخفِي ديفيس فرحته بخوض النهائيات العالمية؛ ولكنه يعترف  في شعوره بالتوتر؛ إذ قال في مقابلة مؤخرًا: "سأكون متوترًا قليلًا، لكن بالنسبة لي، أقول إننا وصلنا إلى هذه المرحلة لسبب ما، ويجب على كل واحد منا أن يكون واثقًا من نفسه ويدخل أرض الملعب ويظهر ما لديه".

شارك: