وليم أندريا غزال كرة السلة السودانية الأسمر

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-24 14:57
الراحل وليم أندريا نجم منتخب السلة السوداني (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

طرقت مفرزة من قوات الجيش السوداني باب منزل بضاحية الخرطوم غرب فجر الرابع من يوليو/ تموز 1976، خرج لهم صاحب المنزل فطلبوا منه السماح لهم بتفتيش المنزل بحثًا عن عناصر هاربة من المرتزقة فصائل الجبهة الوطنية السودانية المنقلبة على نظام جعفر النميري.

طلب منهم صاحب المنزل الانتظار قليلًا حتى يخطر نساء المنزل بقدومهم للتفتيش وأغلق الباب، سار لخطوتين من ذلك الباب لينهمر عليه الرصاص من الخلف ويرديه قتيلًا. 

كان ذلك القتيل "الغزال الأسمر" لاعب كرة السلة وكرة القدم وألعاب القوى والموسيقى السودانية أيقونة عصره الكابتن وليم أندريا، قُتل في عمر الخامسة والعشرين عاماً بعد أن ترك بصمته في الوسط الرياضي والموسيقى السودانية رغم عمره الصغير. 

ولد كابتن وليم أندريا في 31 مايو/ أيار عام 1951، والده أندريا فائز نصار من جنوب السودان، وجده لوالده فائز نصار طبيب لبناني الجنسية هاجر إلى السودان وارتبط بسودانية من جنوب السودان. والدة وليم كانت سودانية من أصول إثيوبية. هذا التنوع العرقي أسهم في نبوغ وليم وأشقائه المبكر في الرياضة والموسيقى.

شقيقاته الثلاثة آمال وشادية وكاترينا كن لاعبات مميزات بالفريق القومي السوداني لكرة السلة. أحب وليم أندريا رياضات السباحة والجمباز وكرة القدم في صباه المبكر ولعب في خانة حارس المرمى لكن عشقه السرمدي كان للعبة كرة السلة.  

لعب كابتن وليم في بداياته لفريق كمبوني بالخرطوم ثم لأشبال النادي الكاثوليكي ثم للنادي الأولمبي وأخيرًا اُخْتِير للعب في صفوف المنتخب القومي السوداني لكرة السلة في عام 1968 وعمره لم يتجاوز سبعة عشر عامًا، ليصبح أصغر لاعب كرة سلة محترف وسط أساطير كرة السلة آنذاك. 

أسهم مع زملائه في المنتخب القومي بالفوز في البطولة العربية الثانية للسلة عام 1975 بالكويت، لعب السودان في تلك الدورة سبع مباريات فاز في ست منها وانهزم من العراق في الأدوار التمهيدية ليعود ويلتقي مع العراق في المباراة النهائية ويفوز عليه 93/91 في مباراة تاريخية يفوز بها وليم أندريا بلقب نجم البطولة العربية 1975. 

لاحقًا وفي نفس العام ونسبة لمهارته العالية وأدائه المبهر في بطولة الكويت اُخْتِير لمنتخب أفريقيا لكرة السلة عام 1975 / 1976 معية زملائه من المنتخب السوداني الإعيسر ومايكل بنجامين، ومنحته الدولة وسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1976.

أيضًا كان "الغزال الأسمر" وبجانب نجوميته في ملاعب كرة السلة، نجمًا في سماء مسارح وليالي مجتمعات الخرطوم الموسيقية. التحق وليم بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح السوداني؛ لكنه لم يكمل دراسته فمنحه معهد الموسيقى البكالوريوس الفخري ضمن دفعته التي تخرجت في عام  1976.

كان وليم مغنيًا ذا صوت طروب وعازفًا ماهرًا على عدد من الآلات الموسيقية مثل الجيتار والباص جيتار والبيانو والإيقاعات.  أسس وليم عددًا من فرق الجاز كانت أشهرها "البلو استارز" (Blue stars band) والتي تخصصت في تأليف موسيقى الجاز. ردد له جمهور موسيقى الجاز العديد من الأغنيات كان أشهرها  أغنية "كفاية مزاح". 

يعتبر فقد هذا الشاب المبدع متنوع المواهب فقدًا كبيرًا لوسط كرة السلة السوداني والعربي، وفقدًا عظيمًا أيضًا لعشاق موسيقى الجاز السودانية. وقد ألف الباحث السوداني المعروف الدكتور حسن الجزولي كتابًا أسماه "زمن وليم أندريا" وذكر في الكتاب حادثة زيارة نجم الريقي الأمريكي جيمي كليف والذي استمع لأغنياته بصوت وليم أندريا فصعد إلى المسرح مغنيًا من فرط طربه ثم لاحقًا استوحى كليف إيقاعات حلقات الذكر بحي حمد النيل الأمدرماني لتأليف إحدى أغنياته. 

أتمنى في ختام مقالي عن وليم أندريا أن تعود العافية تسري في عروق منتخب كرة السلة السودانية، ونشاهد نجومها يحصدون البطولات الخارجية،  أتمنى أن تخصص بطولة دورية سنوية داخلية لمنافسات منتخبات السلة تحمل اسم الغزال الأسمر وليم أندريا، تخليدًا لذكراه وإنعاشا لقطاع كرة السلة السوداني.

شارك: