مايكل شوماخر.. العلامة الفارقة في تاريخ فورمولا1

أعظم سائقي فورمولا 1 على مر العصور، هذا ما يعنيه اسم شوماخر في تاريخ سباقات السرعة. بدأت علامات نبوغه في وقت مبكر، ففي سن الرابعة بدأ قيادة سيارات الكارتينغ الصغيرة، كانت الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، ولأن موهبته كانت ظاهرة للعيان فقد قرر رجل الأعمال يورغن ديلك مساعدته ماديا في العام 1984.

انتقل مايكل نحو السيارات ذات الحجم الأكبر في العام 1988 وشارك في بطولات فورمولا الألمانية والأوروبية، ثم لقي العون من تاجر السيارات غوستاف هوكر لينضم إلى فورمولا كونغ وهي التي تستخدم هياكل ومحركات "فورمولا باندا الإيطالية"، ليحقق انتصارات كاسحة فيها. انخرط في سباقات فورمولا 3 وبعد عامين جذبه فريق بينيتون المتنافس في سباقات فورمولا 1 ليفتح له الباب على مصراعيه من أجل ظهور العملاق الألماني.

انتظر شوماخر ثلاثة أعوام من أجل أن يتغلب على كل الصعوبات التي وقفت في طريقه، حتى نجح في العام 1994 من اعتلاء قمة ترتيب سائقي سباقات فورمولا 1، نجح مايكل في الفوز بثمانية سباقات والمركز الثاني في سباقين لينهي الموسم بـ92 نقطة متقدما بنقطة واحدة فقط على البريطاني دايمون هيل. كانت هذه فاتحة خير وتمهيداً لما سيقوم به بعد ذلك. في الموسم التالي تكرر نفس الترتيب لكن شوماخر هيمن بشكل كامل على الموسم ففاز بتسع سباقات وختم البطولة برصيد 102 نقطة مقابل 69 فقط للبريطاني هيل.

كان طبيعيا أن تحاول الفرق خطب ود العملاق الألماني، ونجح فريق فيراري في التوقيع معه. أربعة أعوام من التطوير على المحركات وهيكل "الصاروخ الأحمر" ليبدأ بعدها شوماخر بكتابة تاريخ جديد في سباقات فورمولا 1 حين حقق لقب بطولة العالم في الأعوام الخمسة التالية (2000، 2001، 2002، 2003 و2004). أثار مايكل حفيظة الجميع بسبب هذه الهيمنة ما أدى لتكاتف مجتمع اللعبة من أجل الحد من سيطرته وسيطرة فريقه على اللقب.

عام 2005 أجريت الكثير من التعديلات في القوانين وأتى الفتى الجديد فرناندو ألونسو ليزيح شوماخر عن عرشه، ويتراجع الألماني للمركز الثالث نهاية العام. ولكن شوماخر عرف كيف يعود في العام 2006 ويجعل من المنافسة مشتعلة حتى آخر سباقين، حين خرج من بطولة اليابان، ثم تعرض لمشاكل قاتلة في آخر السباقات على حلبة البرازيل التي جعلها مايكل من أفضل السابقات ذلك العام، فاحتل المركز الرابع رغم تراجعه لمؤخرة الترتيب بعد ثقب في العجلات.

أعلن اعتزاله بعد ذلك العام وخلد للراحة لفترة امتدت ثلاث سنوات، ليقرر بعدها العودة لكن مع فريق مرسيدس عام 2010. كان مايكل قد دخل في خريف العمر بالفعل وفي نهاية موسم 2012 أصغى لصوت المنطق وأعلن اعتزاله النهائي بعمر الـ44 عاما.

حفلت مسيرته الرائعة بكل الأرقام القياسية، فبالإضافة للقب بطولة العالم 5 مرات، حقق مايكل 91 فوزا بمختلف سباقات موسام فورمولا 1، وصعد على المنصة 64 مرة "المركزين الثاني والثالث". وجمع خلالها 1566 ألف نقطة، ونجح في الانطلاق من المركز الأول في 68 سباقا، وسجل أسرع لفة في 77 سباقا.

ورغم خطورة سباقات الفورمولا 1 إلا أن شوماخر غادرها تقريبا بدون أدنى جرح، لكن القدر تغلب عليه بعد الاعتزال، حين تعرض لحادث أليم عام 2013 خلال استمتاعه بالتزلج على الجبال، ويدخل في غيبوبة طويلة، وبعد عام أعيد للمنزل وظل غائبا عن الوعي حتى العام 2019، ولم يعرف عنه الكثير من التطورات، لكن بعض المصادر تقول إنه تعرض للشلل ويجلس على كرسي متحرك.