أنس جابر لـ WinWin دعم الدولة لا يكفي وهذه اللاعبة الأقوى
استطاعت نجمة التنس التونسية أنس جابر كتابة اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ رياضة التنس العربي والإفريقي وحتى العالمي، باعتبارها أول امرأة عربية تصل إلى المرتبة 31 عالميًا في التصنيف الدولي للاعبات التنس المحترفات WTP.
انطلقت مسيرة النجمة التونسية الاحترافية مع عالم التنس بعد تتويجها ببطولة رولان غاروس للناشئات سنة 2011، وشهدت خلالها الكثير من الصعوبات والمشاكل مع الإصابات قبل أن تعود للتوهج في آخر موسمين وتحقق الكثيرة من الأشياء الباهرة.
تمكنت جابر من بلوغ نهائي دورة الكرملين الدولية في أكتوبر سنة 2018، إلّا أنّها خسرت اللقب أمام صاحبة الأرض الروسية داريا كاساتكينا، ثم وصلت في شهر يناير من العام الجاري إلى ربع نهائي دورة أستراليا المفتوحة، وهو إنجاز عربي غير مسبوق في رياضة التنس، حيث تغلبت آنذاك على أفضل لاعبات التنس حاليا.
انتصرت على المصنفة 36 الدنماركية كارولين فوزنياكي، ثمّ الصينية وانغ المصنفة 27 عالمياً، قبل الخسارة في ربع النهائي من الأمريكية صوفيا كينين التي تُوجّت فيما بعد باللقب والتي تعتبر عقدة أنس جابر في البطولات الكبرى حتى الآن.
و كادت أن تكرر ابنة مدينة " قصر هلال" التونسية إنجازها في رولان غاروس عندما وصلت إلى الدور الرابع في رولان غاروس بعدما أخرجت المصنفة الثامنة عالمياً البيلاروسية أرينا سبالينكا، وغادرت في الدور الثمن نهائي الأمريكية دنيال كولينز شهر أكتوبر الماضي، وهو أيضا إنجاز لم يسبق تحقيقه عربيًا.
و باتت أنس جابر اليوم مصدر فخر واعتزاز للجمهور التونسي الذي أصبح يقبل على متابعة مشاركتها بانتباه ويعلق عليها آمالا كبيرة من أجل رفع الراية التونسية في دورات التنس العالمي حتى تصل إلى هدف حصد بطولات الغراند سلام، وهو مطمح ليس بالبعيد عما حققته أيقونة التنس العربي حتى الآن ..
موقع winwin أجرى حوار خاصا مع النجمة التونسية أنس جابر تحدثت فيه عن طموحاتها المستقبلية وعن علاقتها بسيرينا ويليامز ونصيحتها للمولعين برياضة التنس وأشياء أخرى تكتشفونها في الحوار التالي:
بداية أنس حققت نتائج باهرة الموسم المنقضي ووصلت إلى أحسن ترتيب في مسيرتك، هل تشعرين بالرضا أم أنه كان من الممكن تحقيق الأفضل؟
أنا سعيدة لما وصلت إليه من نتائج جيدة في بطولات الغراند سلام، خصوصا في أستراليا المفترحة وفي رولان غاروس، لكن في نفس الوقت أشعر أنه كان بإمكاني التقدم أفضل. أخسر المواجهات بطريقة غير مفهومة أحيانًا، لكن عمومًا وكتقييم عام في ظل الوضع الصحي الذي يمر به العالم من جراء انتشار فيروس كورونا الذي حكم على دورات التنس أن تتوقف لفترة ليست بالقصيرة، فأنا راضية وفخورة بما وصلت إليه حتى الآن.
برأيك ما الذي ينقص أنس جابر لتحقيق ألقاب الغراند، خصوصا أنك تمكنت من التغلب على لاعبات أفضل منك في التصنيف العالمي؟
أسعى للتحسن أكثر. ابتعدت كثيرًا للإصابة في السنوات الماضية، لكن عدت من بعيد، حيث إنني بدأت الموسم في المرتبة 89 وأكملت سنة 2020 في المركز 31 عالميا وهذا كان هدفي منذ البداية، تحسين ترتيبي بالدخول في الأدوار الإقصائية للبطولات الكبرى والتتويجات قادمة بإذن الله.
جانب من المتابعين لك يقولون إن الحضور الذهني والتركيز فقط هو ما تحتاجه أنس في الأدوار المتقدمة، هل تتفقين مع هذا الرأي؟
رياضة التنس تتطلب الكثير من التركيز ومن الحضور الذهني طيلة اللقاء ويجب ألا يقتصر هذا على من هن أفضل مني في الترتيب، وإنما أمام كل اللاعبات، لأن المفاجآت عادة ما تحدث في رياضة التنس، بالإضافة إلى الحضور الذهني. يجب أن تتوفر اللياقة البدنية الممتازة وهذا ما أود تحسينه برفقة طاقمي التدريبي.
يتابع الجمهور التونسي مقابلاتك بكثافة وبالذات في السنة الأخيرة، هل هذا يمثل دافعا لك للتألق أو ضغوط أكبر عليك؟
مساندة الجمهور التونسي وحتى العربي هي تاج فوق رأسي، وأكون سعيدة جدا عندما أرى ما يكتبونه عني من كلمات تشجيع وثناء علي في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يقتصر هذا على تونس بل في محتلف البلدان العربية. كلما سافرت وجدت الترحيب والتشجيع. هي ليست ضغوط أبدًا.
هل تحظى أنس بالدعم المادي من الدولة التونسية حاليًا؟
بصراحة، أشكر مجهودات وزارة الإشراف في تونس التي تحاول دعمي بإمكانياتها المحدودة، ولكن تعلم أن رياضة التنس تتطلب مصاريف كثيرة وإمكانيات على جميع المستويات، لذلك غالبا أعتمد على نفسي بصفة عامة. أنا من أقوم بدفع مستحقات طاقمي وكل ما يجب أن يتوفر للتحضيرات والمشاركة في الدورات في مختلف أنحاء العالم.
كيف ترى أنس جابر مستقبل التنس التونسي والعربي بصفة عامة؟
أعتقد أن الشغف بهذه الرياضة بدأ يزداد، وعدد المولعين بالتنس في ارتفاع، وإذا ترفرت الإمكانيات، بالذات من الملاعب الصالحة والمتطورة مع تشجيع الأولياء للإقبال على ممارسة رياضة التنس وعدم الاقتصار فقط على دعم الرياضات الجماعية، سنشاهد أبطالا وبطلات عربا كثرا في السنوات القادمة.
ما هي طموحاتك في الموسم الجديد وماهو الحلم الذي ترغبين في تحقيقه قريبا؟
أعد التونسيين بتحقيق الألقاب وتشريف الراية التونسية، هذا هدفي دائمآ. في الموسم القادم أسعى إلى تحقيق نتائج أفضل في بطولات الغراند سلام، خصوصا ولم لا؟ حتى تحقيق ألقابها. متأكدة من أنه بإمكاني تحقيق الألقاب والوصول للتوب 10 عالميًا. أنا على يقين أنه بإمكاني الوصول إلى هذا الترتيب قريبًا.
من أصعب لاعبة واجهتها في مسيرتك حتى الآن ومن قدوتك في رياضة التنس؟
بصراحة الكثير منهن قويات جدا، ربما الأمريكية صوفيا كينين هي متيمزة جدا ولا يمكن التغلب عليها بسهولة، كذلك الأمريكية سيرينا ويليماز، إنها تعتبر بمثابة الأسطورة. حققت ألقابا كثيرة واستمرت في تحقيق النجاحات لسنوات طويلة. أذكر في مرة من المرات كيف جاءت إلى غرفة تبديل الملابس وقامت بتشجيعي ومساندتي بكلمات لا يمكن أن أنساها أبدًا، كانت سعادتي كبيرة.
ماهي النصيحة التي يمكن أن تقولها أنس للمولعين بالتنس من الشباب العربي؟
أقول لهم الثقة في النفس والتمسك بالحلم حتى النهاية، هو أساس النجاح. لكل مولع بالتنس أقول ابدأ بممارسة اللعبة كهواية ثم الاحتراف يأتي بالمثابرة والاجتهاد.
كلمة الختام
تمكنت بداية هذا العام من الوصول إلى ربع نهائي دورة قطر وأكون سعيدة دائما بالوجود هناك والمشاركة في هذه البطولة التي أحظى فيها بتشجيع منقطع النظير من الجمهور العربي، وهي من البطولات التي أسعى إلى الفوز بها
أراكم قريبا في الدوحة.
شارك:
أخبار ذات صلة
