تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة، يوم السبت إلى استاد لوسيل المونديالي، مسرح المباراة النهائية لكأس آسيا 2024، بين المنتخبين القطري والأردني، عند الساعة السادسة مساء، في لقاء سيديره الحكم الصيني مانينغ.
وكان المنتخبان قد التقيا وديًا قبل ضربة بداية البطولة الآسيوية بنحو أسبوع، وكان الفوز حليفًا للأردن بنتيجة هدفين لواحد. ويطمح النشامى إلى مواصلة كتابة التاريخ بنيل اللقب الأول، معتمدًا على نجومه، وأبرزهم موسى التعمري لاعب مونبلييه الفرنسي، "ساحر النشامى" الذي بصم على ثلاثة أهداف في البطولة إلى حد الآن، منها هدف عالمي في نصف النهائي، قضى فيه على آمال كوريا الجنوبية، وهدفان هز بهما شباك ماليزيا مع مستهل مشوار المنتخب في البطولة القارية.
كما يتسلح المتخب الأردني بنجمه الآخر يزن النعيمات لاعب الأهلي القطري، الذي ترك بصمته في البطولة وأبهر القارة الصفراء، بتسجيله ثلاثة أهداف، هدفان أمام كوريا الجنوبية في دور المجموعات ونصف النهائي، وهدف بطولي أمام العراق في دور الستة عشر.
كما يضم المنتخب الأردني اللاعب المتميز نزار الرشدان، الذي منح الأردن الانتصار على العراق مع نهاية المباراة التي وصفت بـ "المجنونة" و"المثيرة" والتي خطفت الأنفاس حتى صافرة النهاية، إضافة إلى محمود مرضي الذي دوّن على هدفين في مباراة ماليزيا الافتتاحية.
وأكد الحسين عموتة مدرب المنتخب الأردني في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، أن اللاعبين يستعدون بشكل اعتيادي للنهائي من دون زيادة الضغط عليهم، وأشار إلى أنه يتطلع إلى تحقيق الألقاب أينما حل وأن بلوغه النهائي كان تحديًا له.
كما لفت العموتة إلى أنه راضٍ عن مستوى المنتخب الأردني، وأن المواجهة ستكون بمثابة مباراة عائلية بالنسبة له لأنه درب بعض لاعبي منتخب قطر عندما كان مديرًا فنيًا لفريق السد القطري.
وردًا على سؤال حول تخطيه إنجاز مدرب الأردن السابق، الراحل محمود الجوهري الذي قاد المنتخب إلى ربع النهائي في أول مشاركة له في البطولة، في نسخة الصين 2004، قال عموتة إنه يحترم ما قدمه الجوهري ولكل جيل وزمان ومكان له رجاله.
في حين شدد سالم العجالين لاعب الأردن، على أن المنتخب يعمل كمنظومة كاملة، ولديه لاعبون مميزون، وأكد أن اللقاء سيكون صعبًا للمنتخبين وسيلعب على التفاصيل البسيطة كما هي حال المباريات النهائية، آملاً أن يقدم المنتخبان مباراة تليق بالكرة العربية.
ويبحث العنابي عن الحفاظ على لقبه والتتويج للمرة الثانية في البطولة، بعد أن رفع الكأس في نسخة الإمارات 2019، مستمدًا قوته باللعب على أرضه وبين جماهيره، ومعتمدًا بشكل خاص على الثنائي أكرف عفيف والقائد حسن الهيدوس.
وتألق عفيف أفضل لاعب في قارة آسيا لعام 2019، بصنع وتسجيل الأهداف في نسخة 2024، حيث يحتل المركز الثاني في قائمة هدافي البطولة حتى اللحظة، بإحرازه خمسة أهداف، منها هدف في مرمى إيران في المربع الذهبي، وهدف أمام فلسطين في ثمن النهائي، وهدف أمام طاجيكستان وهدفان أمام لبنان في دور المجموعات. أما حسن الهيدوس فسجل هدفين، أمام الصين في دور المجموعات، وفلسطين في الدور الثاني.
ولا تقل أهمية المهاجم المعز علي الذي سجل هدفًا في المباراة الافتتاحية أمام لبنان، وأهدى قطر الفوز على إيران 3-2 في نصف النهائي والتأهل إلى المشهد الختامي، بهدف متقن سجله قبل النهاية بثماني دقائق.
كما يتميز المنتخب القطري بحارس المرمى مشعل برشم، بطل ملحمة استاد البيت في ربع النهائي، عندما قاد العنابي لهزم طاجيكستان، بتصديه لثلاث ركلات ترجيحية.
وشدد ماركيز لوبيز مدرب قطر، على أن العنابي لا يرضى بتحقيق المركز الثاني، لأنه يعني خسارة اللقب. وأكد أن التنافس هو طبيعي حتى بين الأشقاء وأن كلا المنتخبين يريدان الفوز، لكن أشار إلى أن الوقت كان ضيقًا للتحضير للمباراة واستشفاء اللاعبين.
كما يأمل حسن الهيدوس قائد المنتخب القطري، أن يقدم منتخبا قطر والأردن مباراة تليق بالكرة العربية، وقال إن لا أحد راهن على بلوغ العنابي النهائي، لكن تكاتف اللاعبين أوصلهم لهذا الدور، وشدد على أن المنتخب الأردني يستحق الوصول إلى النهائي. وأضاف أن هذه النسخة من البطولة عرفت مستوى كبيرًا في اللعب، وجميع المنتخبات عانت ولم تكن الطريق سهلة.