4 عوامل أسهمت في تألق ديمبيلي مع تشافي
لفت الفرنسي عثمان ديمبيلي الأنظار مع برشلونة، خاصة في عهد مدرب الفريق تشافي هيرنانديز؛ إذ كان سببًا في فوز البلوغرانا على أتلتيكو مدريد بتسجيله هدف المباراة الوحيد، وهو الهدف الذي جعل النادي ينفرد بصدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني.
ويدرك تشافي أن ديمبيلي يملك الكثير من القدرات البدنية، خاصة في السرعة والانطلاق والمراوغة، وهي العناصر الكفيلة بنجاح أي جناح، لكن تبقى المشكلة في اقتراب عقد اللاعب من الانتهاء، في يونيو/ حزيران 2024، ليتعين على الإدارة الجلوس مع اللاعب من أجل التفاوض والتجديد.
وتبرز الكثير من العوامل التي أسهمت في تألق ديمبيلي مع تشافي، لا سيما أن اللاعب أصبح فعليًا من العناصر المميزة، خاصة في صناعة الأهداف وتسجيلها.
حياة جديدة
أدرك ديمبيلي أن عليه تغيير نمط حياته؛ فمع وصوله إلى برشلونة كان عادة ما يتأخر في الوصول إلى التدريبات، ولم يتبع أي نظام غذائي صحي، ما كلفه دخول غرفة العمليات أكثر من مرة للتعافي من إصابة في وتر العضلة ذات الرأسين تسببت في غيابه عن مباريات كثيرة.
وفي إحدى المرات السابقة التي أصيب فيها الجناح الفرنسي، اضطر النادي لاستبعاده بعد إغلاق فترة الانتقالات، واضطر للتعاقد مع الدنماركي مارتن برايثوايت مهاجم ليغانيس السابق؛ لكي يلعب بدلا منه، ما دفع الصحافة لانتقاد قرار التعاقد مع ديمبيلي الذي كلف البلوغرانا نحو 140 مليون يورو تقريبا، دفعها البرسا لنادي بوروسيا دورتموند الألماني.
لكن مع تغيير ديمبيلي لنمط حياته، أصبح لديه القدرة على اللعب بقوة وتحمل الالتحامات والدخول في صراعات قوية مع المدافعين للفوز بالكرة، والابتعاد عن الإصابات، خاصة أنه أدرك أن الطريق للنجاح يستلزم بعض التضحيات.
تعامل نفسي
استطاع تشافي تغيير صورة ديمبيلي لدى الجمهور؛ إذ طالبه بضرورة نسيان كل ما يحدث والتركيز على كرة القدم، بعدما شهدت الفترة الماضية رفض اللاعب التجديد في بداية المفاوضات مع الإدارة، واضطراره لمواجهة الجمهور في الكامب نو وسماع صافرات الاستهجان، قبل أن يوافق على التمديد ويقرر الاستمرار مع النادي.
وكان الجمهور يعتقد أن ديمبيلي يراوغ للرحيل مجانًا لأي فريق آخر، لكن تشافي أقنع اللاعب بالبقاء والعمل على إزالة الصورة السيئة التي اكتسبها الجمهور عنه، لا سيما أن عشاق البلوغرانا كان لديهم اعتقاد بأن النادي لم يستفد من انتقال اللاعب بسعر كبير، نتيجة إصاباته وتفكيره في الخروج من الكامب نو بصفقة انتقال حر.
واستطاع ديمبيلي بعد الاستماع لتعليمات تشافي تحويل الانتقادات التي تعرض لها إلى إشادة كبيرة من الجمهور، حتى قبل أن يوقع على عقد التجديد حتى يونيو 2024.
تغيُّر تكتيكي
أدرك تشافي أن ديمبيلي حين يراوغ وينطلق يفقد الكرة في كثير من الأحيان، فكانت المشكلة الكبيرة هي كيفية إقناعه بإصلاح الأخطاء التكتيكية التي يقع فيها، وتوجيهه بالتمرير للزملاء بدلا من الإصرار على المراوغة وفقدان الكرة، إذا ما جرى إغلاق المساحات عليه.
وبالفعل، نجح ديمبيلي في صناعة 20 هدفًا منذ وصول تشافي لتدريب برشلونة، بالإضافة إلى تسجيله 9 أهداف، في الوقت الذي أسهم فيه وصول روبرت ليفاندوفسكي في رفع المعدل التهديفي للفريق خاصة في مسابقة الليغا الإسبانية، حيث أحرز البلوغرانا 35 هدفًا في البطولة المحلية هذا الموسم.
حدة المنافسة
مع تعاقد برشلونة مع عدد من اللاعبين في خط الهجوم مثل البولندي روبرت ليفاندوفسكي والإسباني فيران توريس والبرازيلي رافينيا، ارتفع معدل المنافسة في خط الهجوم، في ظل وجود أنسو فاتي وممفيس ديباي أيضًا.
وأصبح كل لاعب في خط الهجوم يدرك أن هناك بديلًا يمكن أن يحل محله في أي وقت، ولا يوجد طريق سوى العمل والاجتهاد من أجل التألق وإثبات ذلك للمدرب تشافي الذي يختار في النهاية أفضل العناصر المناسبة لكل مباراة.
شارك:
أخبار ذات صلة
