3 أسباب تفسّر أزمة منتخب تونس في دورة عاصمة مصر الودية

تحديثات مباشرة
Off
2024-03-28 16:59
نجم منتخب تونس محمد علي بن رمضان وقائد كرواتيا لوكا مودريتش (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

طُويت صفحة مشاركة منتخب تونس في بطولة كأس عاصمة مصر، الودية، على إيقاع التتويج بالمركز الثالث وسط العديد من التساؤلات بشأن جدوى هذه الدورة وإلى أي مدى استفادت عناصر "نسور قرطاج" من هذا التوقف الدولي، في ظل العشوائية التي ظهرت على التوظيف الفني للاعبين.

وخسر منتخب تونس في المواجهة الأولى التي جمعته بأحد أهم منتخبات أوروبا، كرواتيا، بركلات الترجيح (4-5) بعد نهاية المباراة في وقتها الأصلي دون أهداف، وهي نفس نتيجة المواجهة الثانية أمام نيوزيلندا، التي انتهت بابتسام "ركلات الحظ" للتونسيين بنتيجة (4-2)، ما يشير إلى وجود أزمة في صفوف "نسور قرطاج"، خاصة في الخط الأمامي.

وبعيداً عن الحصيلة الرقمية التي بصم عليها منتخب تونس في مصر، فقد لفت النقاد والشارع الرياضي على حد سواء، عدداً من الظواهر والأحداث الغريبة، التي عزّزت من التوقّعات "القاتمة" لمستقبل الكرة التونسية في ظل حالة من الفراغ التي تعيشه راهناً.

منتخب تونس وتأثير الفراغ الإداري 

وفي زاوية شمولية وعامة بعض الشيء، قبل الدخول في تشخيص مشاركة منتخب تونس في كأس عاصمة مصر، لم يكن من الصعب توقّع التأثير الكبير الذي سيخلّفه مغادرة رئيس الاتحاد السابق وديع الجريء لمنصبه، بسبب دخوله إلى السجن، على أجواء "النسور".أول ملامح الانتكاسة ظهرت سريعاً على المستوى الفني، في كأس أمم أفريقيا 2024 بكوت ديفوار، والتي جرّعت منتخب تونس خروجاً من الدور الأول لم يعرفه منذ 11 عاماً، تلا ذلك التخبّط في تحديد المسؤوليات بين المكتب الجامعي الحالي والمدرب المُقال جلال القادري، لتكتمل الصورة بالفشل في انتخاب رئيس جديد لسفينة اتحاد الكرة، التي واصلت الإبحار في محيط الغموض، بعد أن تمّ إسقاط ملفات المرشحين الثلاثة لكرسي الرئاسة، لعدم استيفاء الشروط.

فراغ إداري حرم منتخب تونس من حسم أمر أهم ملفاته، والمتعلق بهوية مدربه الجديد، برغم تعيين لجنة مختصة يرأسها الخبير بلحسن مالوش تُعنى بهذا الملف، ولكنّ الفشل الذريع الذي ضرب انتخابات الاتحاد، جعل الكل عاجزاً عن تحمّل المسؤولية، وبالتالي تمّ الاكتفاء بالحلول "الترقيعية"، والتي أفرزت قرارات غريبة على جميع الأصعدة، ومنها الفنية.

قرارات غريبة

لا يمكن إلقاء اللوم كثيراً على منتصر الوحيشي الذي لعب دور "المظلّي" الذي أُسقط اضطرارياً بحكم عدم وجود مدرب أول، على مهمة تدريب منتخب تونس، غير أنّ إدارته وتوظيفه للاعبين في هذه الفترة الوجيزة طرح أكثر من علامة استفهام.

وباستثناء لاعبي الترجي الذين أعفوا من الالتحاق بالمنتخب بسبب التزامهم القاري مع ناديهم الذي يباري أسيك ميموزا الإيفواري في قمة مرتقبة لحساب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، فإنّ القائمة المستدعاة أسالت الكثير من المداد، حيث يزعم متابعون أن بعض الخيارات كانت على أساس المحاباة والمحسوبية.

خلل فني وخيار غير منطقي

باستثناء تألق ثنائي الحراسة الذي مثّل بقعة ضوء في العتمة، وهما البشير بن سعيد خلال مردوده المبهر في المباريات (12 كلين شيت في آخر 13 مباراة بقميص المنتخب) أو أيمن بن دحمان خلال سلسلة الركلات الترجيحية والذي تصدّى لثلاث ركلات جزاء (2 أمام كرواتيا وواحدة أمام نيوزيلندا)، فإنّ المعطى الفني اللافت كان تعويل الوحيشي على تشكيلة خالية من أي معالم هجومية صريحة، حيث غاب رأسا الحربة هيثم الجويني وسيف الجزيري عن اللقاءين (عدا مشاركة الأخير في الدقائق الأخيرة لمواجهة كرواتيا).

خيار "المهاجم الوهمي" بدا غير منطقي، لا سيما في ظل افتقاد المؤهلات الفنية داخل المجموعة التي تسمح بإنجاحه، فكان الخلل في الخط الأمامي سمة بارزة وترجمه عجز المنتخب عن زيارة شباك منافسيه في 180 دقيقة كاملة، رغم توفّر الفرص السانحة للتهديف.

وبعيداً عن الغوص في التفاصيل الفنية، تكمن الخلاصة في أنّ منتخب تونس مطالب بتدارك أمره سريعاً عبر حسم ملف المدرب الجديد، قبل الدخول في المعترك الأهم في الاستحقاقات المقبلة، والتي سيكون أولها وأهمها مواجهتا التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، أمام كل من الضيف غينيا الاستوائية والمُضيف ناميبيا، بتاريخ الثاني والتاسع من يونيو/ حزيران المقبل توالياً.

شارك: