واقعية كيروش تصنع "الإنجاز القطري" في الكأس الذهبية 2023
حقق المنتخب القطري فوزًا تاريخيًا (1-0) على نظيره المكسيكي، صباح الإثنين بالتوقيت العالمي، ليبلغ "العنابي" الدور ربع النهائي لبطولة كأس الكونكاكاف الذهبية 2023.
وحمل هدف المباراة الوحيد توقيع المهاجم القطري حازم أحمد مع الدقيقة (25)، قبل أن يُظهر لاعبو "الأدعم" إصرارًا كبيرًا للاحتفاظ بتقدمهم حتى نهاية اللقاء، وللمفارقة، فقد جاء الهدف من التسديدة القطرية الوحيدة خلال المواجهة، مقابل 25 تسديدة للمكسيك.
واستكمالًا للحديث عن إحصائيات قطر في المباراة التي أُقيمت بملعب "ليفاي" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، نجد أن بطل آسيا 2019 استحوذ على الكرة بنسبة 23%، مقابل 77% للمكسيك.
وأكمل لاعبو المنتخب القطري 208 تمريرات خلال المباراة، مقابل 648 تمريرة للمكسيك، مع تفوق واضح لكتيبة الـ"تري كولور" في ما يخص دقة التمريرات (90%، مقابل 60% فقط لقطر).
ولم يحصل المنتخب القطري خلال المباراة على أي ركلة ركنية، مقابل 8 ركنيات للمكسيك، فيما بدا التفوق لقطر في ما يتعلق ببعض الإحصائيات الدفاعية.
وإجمالًا، يمكن القول إن قطر فازت بدفاعها وواقعية مدربها البرتغالي كارلوس كيروش، على المكسيك بهجومها الفتاك، التي سجّلت 7 أهداف في أول مباراتين لها بالمجموعة.
واقعية كيروش
أكثر ما يميز كيروش كونه "مدربًا واقعيًا" إلى أبعد حد؛ فالهجوم معه يصبح بحساب، مع منحه الأولوية بكثير من الأوقات للجانب الدفاعي، وهي طريقة لعب بدت واضحة في تجربة المدير الفني المُخضرم رفقة منتخبي مصر وإيران.
وتدريجيًّا، يحاول المدرب البرتغالي تكريس أفكاره "الواقعية" في منتخب قطر، الذي اعتمد لسنوات على مبادئ الاستحواذ وصناعة الفرص تحت قيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز.
ومن المُقرر أن يكون كيروش مسؤولًا عن القيادة الفنية لمنتخب قطر في نهائيات كأس أمم آسيا "قطر 2023"، المُزمع إقامتها خلال الفترة بين 12 يناير/ كانون الثاني و10 فبراير/ شباط 2024، حيث يطمح "الأدعم" للاحتفاظ باللقب القاري الذي توج به في الإمارات 2019.
مجددًا في ربع النهائي
تخوض قطر منافسات الكأس الذهبية للمرة الثانية تاريخيًا، بعد الأولى في نسخة 2021، التي أنهاها الفريق الخليجي بخسارة صعبة أمام منتخب الولايات المتحدة (حامل اللقب) في نصف النهائي.
وأنهى منتخب قطر منافساته في دور المجموعات لنسخة 2021 مُحتلًا المركز الأول على سلم المجموعة الرابعة، برصيد 7 نقاط من 3 مباريات، وبحصيلة 9 أهداف سجّلها الفريق في شباك بنما وغرينادا وهندوراس.
وبالمقارنة مع نسخة البطولة 2023، نجد أن قطر سجّلت 3 أهداف فقط في 3 مباريات خاضتها بدور المجموعات، ضد كل من هايتي وهندوراس والمكسيك، لتحتل المركز الثاني على سلم المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط.
ويعتقد محللون أن منتخب قطر تمتع بأرقام هجومية أفضل مع فيليكس سانشيز، مقارنةً بأرقام الفريق مع كيروش، لكن مؤيدين للمدرب البرتغالي يردون على ذلك بأن الأخير لا يزال في مستهل تجربته التدريبية للفريق، وبالرغم من ذلك، حقق المطلوب بالتأهل إلى ربع نهائي الكأس الذهبية.
وينتظر المنتخب القطري التعرف إلى منافسه في ربع النهائي؛ حيث ينص نظام البطولة على مواجهة ثاني المجموعة الثانية (قطر) لبطل المجموعة الثالثة، التي تضم منتخبات بنما ومارتينيك والسلفادور وكوستاريكا، من أجل مقعد في نصف النهائي.
المونديال وكأس آسيا
كما أسلفنا ذكرًا، تمتع المنتخب القطري تحت قيادة مدربه السابق سانشيز، بقدرة لافتة على الاستحواذ الهجومي وصناعة الفرص، وقد أثبتت التجربة نجاحها بالفعل في كأس آسيا 2019 وكأس الكونكاكاف الذهبية 2021، لكنها فشلت في نهائيات كأس العالم 2022.
ولم يظهر المنتخب القطري بأفضل مستوياته في مونديال 2022، على الرغم من إقامة البطولة على أراضيه، ليقرر الاتحاد المحلي الانفصال عن سانشيز، بعد تعاون طويل امتد لـ9 سنوات بين الطرفين.
وبعد رحيل سانشيز، استعان الاتحاد القطري بكيروش، صاحب الفلسفة الواقعية، وقد وصف مراقبون القرار بالثوري على أفكار المدرب الإسباني المتغلغلة بالمنتخب.
ويعتقد مسؤولو الاتحاد القطري أن واقعية سانشيز قادرة على قيادة قطر إلى إنجاز جديد في نهائيات كأس أمم آسيا، حين تستضيف البلاد نسخة 2023، وبالتأكيد، سيزداد الاقتناع بذلك بعد الفوز التاريخي على المكسيك، والتأهل إلى ربع نهائي الكأس الذهبية.
شارك:
أخبار ذات صلة
